التماس إلى وزير التربية والتعليم

بقلم: يوسف سيدهم
موسم امتحانات الثانوية العامة يشهد كل عام استعدادات هائلة في كل محافظات مصر قبل حلول موعد الامتحانات بفترة طويلة، فهناك من الإجراءات التنظيمية الضخمة الواجب ترتيبها لتشكيل الإدارات المشرفة علي الامتحانات وهيئات مكاتب الكنترول....ولأن مكاتب الكنترول تضطلع بمسئوليات مهمة وعلي درجة عالية من السرية والحساسية فإن عملية اختيار المسئولين عنها والعاملين فيها تخضع لمعايير صارمة للتدقيق حتي يأتي الاختيار علي أفضل العناصر كفاءة وأمانة وإخلاصاً.

في هذا الإطار أصدر الدكتور أحمد زكي بدر -وزير التربية والتعليم- قراراً باستبعاد كل من له علاقة حتي الدرجة الرابعة بأي من المتقدمين للامتحان من التعيين في مراكز رؤساء ووكلاء مكاتب كنترول الثانوية العامة، والمغزي وراء هذا القرار واضح ومطلوب وهو توفير أقصي درجات الحياد والنزاهة في هذه المراكز الحساسة، وبناء عليه تم خلو بعض المراكز وأصبح من المحتم شغلها بواسطة المرشحين الاحتياطيين الذين وردت أسماؤهم ضمن الترشيحات التي تتم في هذا الخصوص.

الأستاذ عماد راغب سيدهم مرقص من أسيوط له التماس يرفعه إلي الدكتور وزير التربية والتعليم، فهو يشغل منصب رئيس قسم العلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم بأسيوط علاوة علي كونه نائب رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالتعليم وهو في الوقت ذاته عضو بالمجلس الشعبي المحلي لمدينة أسيوط...وعندما جاء وقت تقديم الترشيحات الخاصة بالقائمين علي كنترول الثانوية العامة هذا العام ورد اسمه مرشحاً احتياطياً لمنصب وكيل الكنترول تأسيساً علي خبرته السابقة لمدة 25 عاماً في هذا المجال وشهادة الجميع بكفاءته واقتداره، هذا بالإضافة إلي تعزيز ترشيحه من الجهات الإدارية والرقابية المسئولة...ويقول الأستاذ عماد: إن التعليمات المتبعة تقضي بأن يحل المرشح الاحتياطي محل المرشح الأصلي بشكل تلقائي لدي غياب المرشح الأصلي أو استبعاده لأي سبب من الأسباب.

جاء قرار الدكتور وزير التربية والتعليم المشار إليه ليترتب عليه استبعاد وكيل كنترول قطاع أسيوط(أ) فأصبح المنصب الذي شغر من حق المرشح الاحتياطي له وهو الأستاذ عماد راغب...لكنه فوجئ بعدم تطبيق ذلك واكتشف أنه تم ترشيح شخص جديد بدلاً منه لم يرد اسمه في الترشيحات الأولي التي أرسلت للوزارة في فبراير من هذا العام.

تضرر الأستاذ عماد من الغبن الذي وقع عليه وتقدم بشكواه إلي الإدارات المعنية بأسيوط حيث حصل علي خطابات تعزيز لأحقيته في شغل المنصب من كل من رئيس نقابة العاملين بالتربية والتعليم بأسيوط،ورئيس النقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمي، وقام بإرسالها إلي الأستاذ مدير الإدارة العامة للامتحانات وإلي الدكتور أحمد زكي بدر - وزير التربية والتعليم - ملتمسا إنصافه إزاء هذا التخطي غير المبرر لما يستحقه بموجب خبرته وكفاءته.

وأنا بدوري أرفع هذا الالتماس إلي الدكتور أحمد زكي بدر الذي نتطلع إليه جميعا معلقين الآمال علي نجاحه في تطهير مجال التعليم مما حاق به من فساد وتخلف ومشفقين عليه في الوقت نفسه من التحديات التي تواجهه لأنها ليست هينة...وفوق هذا وذاك هناك تحديات أكثر شراسة تخص أسيوط نفسها التي تعاني كماً هائلاً من مشاكل التفرقة والتمييز التي راح ضحيتها الآلاف وآن أوان التصدي لها في مجال التربية والتعليم...أما في مجال التعليم العالي فذلك ملف آخر خطير ومسكوت عنه يبدو أن أوان فتحه قد جاء.