بقلم: عساسي عبد الحميد
سفينة مرمرة الأردوغانية التي كانت متوجهة نحو غزة رفضت أن تحول وجهتها صوب ميناء أسدود الإسرائيلي لتفريغ حمولتها هناك بعد تفتيشها للتأكد من طبيعة الحمولة وفق شروط التفتيش المتعامل بها دوليا في الموانئ والمطارات والنقاط الحدودية ليتم تسليم المعونات الإنسانية إلى المحتاجين من أهالي غزة، لكن المنظمين لرحلة قافلة الحرية رفضوا نداء البحرية الإسرائيلية وهذا الرفض يأتي ضمن توجيهات الباب العالي التي قدمت لهم في أنقرة ألا يمتثلوا لأمر من أوامر الجيش الإسرائيلي إن اعترض طريقهم، على قافلة الحرية أن تواصل مسيرتها نحو غزة هاشم هكذا كانت أوامر أنقرة، بعض النشطاء في قافلة الحرية أبدوا مقاومة و تعنتا وحملوا العصي وقطع الحديد في وجه الجنود الإسرائيليين فكان من الحكمة استعمال القوة للسيطرة على الموقف، لو لم يبدي الجنود الإسرائيليون حزما لرمى بهم الترك في عرض البحر، لكن السؤال المطروح ما المراد من تنظيم حملة الحرية وسط هذا الكم الهائل من التطبيل و التزمير وتجنيد الفضائيات العربية وعلى رأسها قناة الشيخ حمد القطرية لهذا الغرض؟؟
أي تحسيس الشارع بنضالية الحملة وجر الشارع العربي و الإسلامي للتعاطف مع تركيا في مسعاها لكسر الطوق عن غزة هاشم، العواصم العربية تستعد لتنظيم مسيرات مليونية احتجاجا على سقوط تسعة أتراك بنيران الجيش الإسرائيلي و سترفع صورة \"رجب طيب أردوغان\" إلى جانب صورة \"حسن نصر الله\" و \"أحمدي نجاد\" هذا الأخير صرح بأن أسطول الحرية هو بداية لقوافل وأساطيل أخرى ستأتي فيما بعد من أجل تفكيك دولة إسرائيل، وفي المسيرات سيهتف المتظاهرون كالمعتاد خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود. وسيحرق العلم الاسرائيلي بعد أن تدوسه الأحذية و تمزقه الأسنان و يبلله البصاق وسط هتافات التكبير الخيبرية. تركيا تريد أن تلعب دورا رياديا لتصعد أسهمها في الشارع العربي والإسلامي لتساوم عليه في مسعاها للانضمام للاتحاد الأوروبي وهم مسعى ترفضه أوروبا جملة وتفصيلا، تركيا تريد أن تقول للغرب مادمت أيها الغرب ترفض انضمامي للاتحاد الأوروبي ها أنا ذا سأدير وجهي صوب الجهة الأخرى وسأطلق يدي في منطقة الشرق الأوسط و سيكون دوري رياديا قياديا ومؤثرا و ستنال تركيا شعبية وتأييدا من كل العالم العربي والإسلامي...
لو تم قبول تركيا عضوا في السوق الأوروبية المشتركة لما تم التفكير أصلا في تنظيم أسطول الحرية ولما عرفت العلاقة التركية الإسرائيلية هذا التوتر.... ماذا لو نظم نشطاء إسرائيليون حملة في الاتجاه المضاد واتجهوا صوب المناطق الكردية في الجنوب الشرقي من تركيا لحمل مساعدات غذائية وطبية بأسطول من الطائرات المروحية؟؟ هل سيتقبل هذا الأردوغان الفكرة؟؟ طبعا لا، ستقيم تركيا الدنيا و تقعدها وستستعد المدفعية التركية لتصوب نيرانها نحو المروحيات القادمة من إسرائيل بمساعدات غذائية للأكراد و ستوصف إسرائيل بأقدح الأوصاف التي اعتاد أن ينطق به الرسميون الأتراك من قبيل العدوة إسرائيل أو حامية الإرهاب والقتلة، الجيش التركي يتجاوز حدوده ليقتل الأكراد داخل التراب العراقي وفي السابق هدد بحرق نصف سوريا ما لم يخرج الزعيم الكردي أوجلان من سوريا،
ماذا لو قامت جمعيات بالبلدان الأوروبية بإحياء أياما تضامنية مع الأرمن في الذكرى السادسة والتسعين للمذابح الرهيبة التي قام بها الأتراك في حق المسيحيين الأرمن و التي قتل فيها عشرات الآلاف من الأبرياء وتم تشريد و طرد العشرات الآلاف من العوائل تم تشتيتهم في لبنان و سوريا والعراق بالخصوص ومن شدة محن هذا الطرد التعسفي الهمجي الفريد في تاريخ الانسانية والتجويع وعدم القدرة على مواصلة الطريق كانت الأمهات الأرمينيات ممن لهن ستة أو سبعة أطفال يجبرن على ترك نصف أطفالهن على قارعة الطريق مع القليل من الأكل ويأخذن الباقي لمواصلة طريق العذاب للخروج من تركيا بقلوب متوجعة و دموع منهمرة وقد تموت نصف الأسرة قبل الوصول للحدود مع سوريا و كردستنا العراق ؟؟ و بعد كل هذا يأتي أردوغان سليل بني عثمان و يحدثنا عن إرهاب الدولة و عنصرية إسرائيل وحصار غزة (…)، من أجرم في حق أهالي غزة يا أردوغان هو من أوصل عصابة حماس الارهابية إلى الحكم و أنا هنا لا أتعاطف مع فتح فمعظم قيادييها لصوص و تجار قضية وشواذ...
|
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|