بقلم: عماد توماس
في مقال سابق كتبت تحت عنوان "المسيحيون والزمالك والمصير المشترك" وسردت فيه عدة تشابهات بين المسيحيين ونادي الزمالك، أوضحت فيها كم المعاناة التي يعانى منها المسيحيون والزمالك في مصر من تمييز ديني/ كروي وإعلام متحيز،وأحكام غير عادلة.
وفى هذا المقال نكتفي بسرد عشرة متشابهات بين حال المسيحيين في مصر وحال المرأة المصرية.
أولا : توصف المرأة في مصر بأنها كائن درجة ثانية، فهي تابعة للرجل، والمسيحيون في مصر يشعرون أنهم مواطنين "درجة ثانية" أو "أهل ذمة" عليهم " كافة" الواجبات ولهم "بعض" الحقوق.
ثانيا: عندما يعتدي الرجل على المرأة، عادة تصمت المرأة خوفا من لوم المجتمع، فالمرأة "الحكيمة" في نظرهم هي من تتحمل اعتداء زوجها ليل نهار دون أن تنبس ببنت شفة،، وهكذا عندما يصرخ احد المسيحيين من ظلم واقع عليه يقولون انه ويثير الاحتقان الطائفي ويؤجج الفتنة الطائفية !!
ثالثا: تظلم بعض القوانين المرأة، خاصة في مسألة الأحوال الشخصية ورغم التحسن الملحوظ في مسألة "الخلع" وطلاق المرأة بإرادتها المنفردة والتنازل عن مستحقاتها المالية إلا أن الواقع يشهد صعوبة في آلية التنفيذ، أما الأخطر من ذلك ما جاء في قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 من تمييز ضد المرأة، خاصة مواد الزنا فالعقوبة تختلف في حالة الرجل عنها في حالة المرأة، من حيث حجم العقوبة والأعذار المخففة ووقف سير الدعوى. ويطالب المسيحيون بقانون لدور العبادة الموحد منذ عشرات السنين ولا حياة لمن تنادى، ويجبر طفلان مسيحيان هما اندرو وماريو على اعتناق الإسلام رغم الآية التي تقول " لا إكراه في الدين " ورغم إن جميع الدساتير تنص على تحريم وتجريم إجبار شخص على اعتناق معتقد لا يريده ، كما خلت جميع القوانين المحترمة من حرمان الأم من حضانة أولادها إذا لم تعتنق الإسلام !!
رابعا: يتهكم الخطاب الديني على المرأة، فيسخر منها ويعود بها إلى عصور الجاهلية عندما كان الرجل وصيا ومتحكما على المرأة، فالرجل هو "سى السيد" الآمر الناهي، والمرأة "ناقصة" عقل ودين، والرجال "قوامون" على النساء، ويسخر الخطاب الديني من عقائد المسيحيين، فهذا رجل دين يكفر المسيحيين لإيمانهم بان المسيح هو الله، وآخر يشكك في عقيدة التجسد والفداء، ونسوا أن "النص" حمال أوجه، فلا احد يمكنه أن يزعم انه يملك الحقيقة المطلقة.
خامسًا: لا يقبل الزوج أن تكون زوجته في مكانة أفضل منه، ولا ينصح رجال المشورة في مجتمعاتنا العربية أن يرتبط شاب بفتاة أكثر تعليما منه، ولا يقبل بعض المسلمين أن يكون مسيحيا رئيسا لهم، فلا ولاية لغير المسلم على المسلم !!
سادسا: قبل الغزو الوهابي لمصر في السبعينات، لم نكن نسمع كثيرا عن حادث تحرش بالمرأة أو اغتصاب في قارعة الطريق، وأفلامنا القديمة تظهر المرأة مرتدية ملابس في عرفنا الآن "سافرة" ولم يكن هناك اعتداء على حريتها، لكننا الآن نرى المحجبات والمنتقيات غزوا شوارعنا وتدهورت أخلاقيات الرجال،ووصف احد الدعة من لا ترتدي النقاب بــ "العاهرة" ولم نكن نسمع قبل السبعينات عن حرق كنيسة من بعض المتأسلمين أو قتل مجموعة من الشباب المسيحي أثناء خروجه من الكنيسة في ليلة عيد الميلاد...تغيرت الأحوال وتبدلت الأمور، ويبدو أن الأسوأ لم يأتي بعد !!
سابعًا: من الأقوال المغلوطة، أن العنف ضد المرأة يحدث فقط في المجتمعات الفقيرة والجاهلة، وهو نفس الخطأ الذي يقوله البعض أن حوادث العنف ضد الأقباط حوادث "فردية" أو "جنائية" من بعض الجهلاء وهو تبسيط يخل بالقضية، ولا يعالجها من جذورها، فكم من مرة طالعتنا وسائل الإعلام بأحد الأطباء أو المهندسين أو ممن نالو شهادات جامعية اعتدوا على زوجاتهم، وهل تنسون احد أمراء الإرهاب وثاني أبرز قيادي منظمة القاعدة هو الدكتور أيمن الظواهري الحاصل على ماجستير جراحة من جامعة القاهرة !!
ثامنا: ومن الأقوال الخاطئة أيضا القول بان العنف ضد المرأة قضية خاصة وعائلية، ولا يجوز التدخل في الخصوصيات، وعندما يتعرض الأقباط المسيحيون للاعتداء والعنف يطلب البعض منهم عدم الصراخ ويرفضون أن أصوات خارجية تندد بهذا الاعتداء، ونسى البعض أن العنف المنزلي ضد المرأة يحدث داخل الأسرة على مرأى ومسمع من الأطفال، ولا يمكن فصل مشاكل المرأة عن مشاكل المجتمع، فالمجتمع لا يتعامل مع أي قضايا عنف آخر بأنه أمر خاص، كذلك أصبحت مبادئ حقوق الإنسان عالمية لا يجوز التذرع بان الأمر داخلي فما حدث في "نجع حمادي" في قلب الصعيد شاهده العالم اجمع وأدانه الداني والقاصي.
تاسعا: يحرص الإعلام المصري وخاصة في الدراما والسينما، على السخرية من المرأة ووضعها في قوالب فنية سلبية، فهذه امرأة لعوب تغوى الرجال الشرفاء، وأخرى امرأة خائنة وتلك زوجة سلبية مستهترة أو تاجرة مخدرات، ويظهر المسيحيين في بعض الأعمال الفنية القليلة بصورة متدنية، فهذا مسيحي بخيل كما في "عمارة يعقوبيان" وذاك مسيحي متزمت ومتشدد كما في "بحب السيما" أو زوجة مسيحية تقع في حب رجل مسلم كما في "واحد-صفر"!!
عاشرا: يبقى أن نذكر ما نجحت فيه المرأة و فشل فيه المسيحيون، فقد حصلت المرأة على تطبيق نظام "الكوتا" الذي يسمح بانتخاب 64 سيدة في مجلس الشعب، وفشل الأقباط المسيحيين في الحصول على نفس هذا النظام الذي طالما طالب البعض به بديلا عن عدم ترشيح الأحزاب لهم، سيما الحزب الوطني وبالتالي عدم نجاحهم في الانتخابات. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|