بقلم: مجدي نجيب وهبة
* المأساة التى يعيش فيها شعب فلسطين فى إقليم غزة حركة حماس الإسلامية منذ نشأتها عام 1987 وإنفلاتها الطائفى وإدعائها كذبا أنها المفجرة للإنتفاضة الفلسطينية منذ ظهورها والتى ظهرت بعد خلو ساحة القيادة الفلسطينية من الرموز بعد رحيل عرفات كشخصية كاريزمية فدخلت فى صراعات مع السلطة الفلسطينية والرئيس أبو مازن فى محاولات لسحب البساط من تحت أقدامه وإرتباطها المشبوه بقوى وأدوار إقليمية فى المنطقة على رأسها إيران وسوريا وقادة تنظيم القاعدة وهو ما يبرر الجرائم البشعة التى إرتكبتها عصابة حماس ضد الأقباط بقطاع غزة والإعتداء على الكنائس وهدمها ، وأشاوس حماس هم قتلة الرائد المصرى الشهيد ياسر عيسوى ، وهم أداة تنفيذ المخططات الإيرانية السورية لنقل الصراع الإسرائيلى الحمساوى إلى حدود مصر ودفع مصر إلى مواجهة مع إسرائيل رغم أنه لا ناقة لنا فيها ولا جمل .
* جرائم مروعة إرتكبتها حماس الإسلامية فقد قتلت أكثر من 500 شهيدا وشهيدة من فتح وبترت أطراف مئات الشباب لتنفيذ الحدود تطبيقا للشريعة الإسلامية ، قامت بإطلاق النار مباشرة على المسيرة الجماهيرية الحاشدة التى خرجت لإحياء ذكرى الزعيم ياسر عرفات ليسقط العشرات بين شهيد وجريح ... إنها منظمة إرهابية تقتل بشكل جنونى مواطن قطاع غزة حتى أعضاء الحركة المنقلبون عليها .. منظمة إرهابية تفوقت فى جرائمها على النازيين .. يعذبون ضحاياهم بشكل مرضى غريب فهم لم يرحموا حتى الأطفال والبنات الصغار .. عذبوهم وقتلوهم بإسم الإسلام فى محاولة مستمرة ووقحة لتغيير خارطة المنطقة وتحويل فلسطين إلى الإمارة الإسلامية .
* هذه بعض القليل من وقاحة قادة حماس وما خفى كان أعظم فمنذ بضعة أيام إنطلقت باخرة تحمل بعض المساعدات لقطاع غزة أطلق عليها "قافلة الحرية" ضمت على متنها عناصر مختلفة من منظمات إسلامية بالتحرك من موانئ تركيا من خلال منظمة ليست حكومية إسمها "أى إتش إتش" وكان ذلك يجرى أمام أعين الإدارة التركية التى يبدو إنها بدأت تبحث لها عن دور فى الشرق الأوسط من خلال إدعائها بالوقوف مع شعب غزة وهى إدارة تدرك بلا شك أن هناك طرق قانونية لنقل مثل هذه المساعدات ولكن الحلم التركى بالإلتفاف حول الحركات الإرهابية المدعومة من إيران وسوريا بدأ يداعبها فقد سهلت تركيا طريق القافلة دون الإلتفاف إلى التحذيرات الإسرائيلية بإنتهاك الشرعية الإقليمية وهى تدرك بلا شك أنه يمكن أن يقع الضحايا ورغم ذلك فقد سهلت تركيا طريق القافلة ولكن إلى التهلكة ، وهو ما رغبت فيه حماس فليس مهم من يقتل فداء عصابة حماس ولكن المهم الحصول على تعاطف عصابات بعض الدول والإغداق بالمال والمساعدات على أشاوس حماس.
يحدث هذا مع تناقض الموقف التركى وعلاقته بإسرائيل فهى كانت إحدى الدول الأوائل التى إعترفت بدولة إسرائيل عام 1949 وتطورت العلاقة بين الدولتين ، علاقات إستراتيجية موثوقة وفقا للإتفاق الموقع بين الدولتين فى عهد "تانسو شيلر" رئيسة الوزراء التركية عام 1997 وذلك فى مواجهة تهديدات كلا من العراق وإيران وسوريا كما أن هناك وفق الإتفاقات إرسال الدبابات التركية إلى إسرائيل لكى يعاد تجديدها وصيانتها وهناك إتفاق على توريد عشرة طائرات إسرائيلية بدون طيار ، كما يتم تحديث الطائرات الفانتوم التركية فى المصانع الإسرائيلية كما أنه يوجد تعاون كامل فى جميع المجالات البحرية والجوية والبرية والإتصالات وتبادل المعلومات.
وبالعودة لقصة "قافلة الحرية" والمقصود بها "قافلة الفوضى" والمدعمة بقيادات وعناصر إسلامية متطرفة من دول عديدة فقد كان الهدف هو خلق حالة من الفوضى كما تصورها بعض قيادات المحظورة فى مصر أو كما توهمها قيادات حماس فى غزة ، وذلك بسحب الشارع المصرى للهياج والفوضى ضد القيادة السياسية فى الوقت الذى كانت تجرى فيه إنتخابات الشورى ومن ثم قد يجدها الإخوان فرصة لتمرير شعار "الإسلام هو الحل" والسيطرة على لجان الإنتخابات بإرهاب اللجان والناخبين إسوة بما حدث فى إنتخابات برلمان 2005 ، بل وصل فكر بعض مراهقين المحظورة إلى إجبار القيادات المصرية بفتح معابر رفح إلى الأبد ونسف الجدار الفولازى وتسليم معبر رفح لجحافل حماس وهو ما يعطى الذريعة لإسرائيل لغلق جميع المعابر ومن ثم تهجير سكان قطاع غزة إلى جنوب سيناء وإستيطانهم بإعتبارهم الأشقاء والإخوة فى العروبة وتحقيق الحلم "الإيرانى الحمساوى السورى الإسلامى" ..
وما أضحكنا ما تعودنا على مشاهدته من "إعلام الكوارث" فقد خرج علينا الحنجورى سيد على وحرمه هناء السمرى فى برنامجهم السقيم "48 ساعة بالعافية" والمناضلة هناء السمرى تعلن دق طبول الحرب وعلى حد قولها فما يتعرض له العرب والمسلمين لن يمر بسهولة فقد طفح الكيل بالمسلمين فى جميع دول العالم وحان وقت الإنتقام وملاحقة مصالح إسرائيل وأمريكا والغرب بتفجيرها فى جميع دول العالم وأن المسلمين لن يسكتوا على هذه التجاوزات ... هذا ما رددته المناضلة الحنجورية والمناضل الحنجورى فى إشارة إلى أنها حروب دينية وليست مشاكل بين منظمة حماس وإسرائيل ..
لاحظوا تلك العبارات الطائفية المقيتة فى التحريض بل وطالبوا بموقف ثابت وواضح من القيادة السياسية فى مصر بقطع العلاقات فورا مع الجانب الإسرائيلى وطرد السفير الإسرائيلي وتجميد إتفاقية السلام وفتح معبر رفح دون قيد أو شرط ونسف الجدار الفولازى وقد تناسى المناضلين الحنجوريين أنهم هم أنفسهم من طالبوا بوقفة حاسمة من القيادة المصرية ضد بعض الفوضويين بما يسمى بقافلة "نشطاء السلام" التى حاولت إختراق معبر رفح دون أى إعتبارات للسلطة المصرية مما إضطر مصر القبض على بعض العناصر الإرهابية المندسة وحكم على البعض بالسجن وتم ترحيل البعض الأخر.
كما مارست نفس الدور بعض الصحف المسمومة والصفراء والمهيجة بإستخدام مانشيتات من نوعية "بالروح بالدم نفديك ياهنية" وخرجت بعض فلول الإخوان عقب صلاة الجمعة 4 يونيو 2010 والتى أطلق عليها "جمعة الغضب" ولكنهم فشلوا فى شحن الشارع المصرى فقد تعود أبناء مصر على مهاترات حماس وأشقائها .. أما عن رئيس وزراء تركيا المزدوج الشخصية فقد أطلق رجب طيب أردوجان عبارات نارية حيث قال "إننى سوف أستمر فى دعم سكان غزة حتى لو وقفت وحيدا وخذلنى العالم كله " ... مجمل القول أن حماس الإرهابية صناعة إسرائيلية تخيل قادتها المراهقين أنهم يمكنهم العبور إلى جنوب مصر والإستيلاء على أرض سيناء وزرع تنظيم "حماس والقاعدة" فى قلب مصر وكأن الطريق إلى تحرير فلسطين لا يمر إلا عبر مصر وشهدائها .
* إنها نفس النغمة التى يمارسها الإخوان والفوضويين متصورين أن الوطن الذى ذاق مرارة الهزيمة يمكن أن يعود إلى نفس الطقوس والخطب والشعارات .. إن حماس الإرهابية المتأسلمة هى الخطر الداهم على شعب غزة الذى لا حول له ولا قوة فقد إنتشرت فى غزة التسول وتزايدت معدلات البطالة والفقر وتعاطى المخدرات وأعمال الدعارة وألاف من الجرائم اليومية والسرقات المتنوعة مع زيادة تغلغل ما يمارسونه بعض الحمساويين من تقليد تنظيم القاعدة بل ذهب بعضهم يمارسون أعمال عبثية تحت شعار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وظهور ما يسمى بالجيش الإسلامى والأصح هو ضياع القضية الفلسطينية والمتتبع لتفكير حماس الإرهابية سوف يكتشف أنه أمام أيديولوجية إخوانية تؤمن أن فلسطين هى أرض وقف إسلامى وكل ما يقومون به هو التمكين لأن الله سيمكن لهم فى الأرض فهم يمثلون تيارا "إخوانيا – سلفيا – جهاديا – تكفيريا" لا لشئ سوى لتحقيق حلم مريض وأهوج فى إقامة أمارة الظلام والتخلف .
* إن ما قامت به حركة حماس بإلقاء القبض على عناصر عديدة من فتح يوم الإعتداء على القافلة هو ما يؤكد أن منظمة حماس لم تكن سوى منظمة متطرفة إرهابية أما عن محاولة أسلمة القضية الفلسطينية فهذا شئ لا يعنى اقباط مصر لأنه لم يعد هناك قضية فلسطينية من أصله فأقباط مصر سيظلوا يدافعون عن فلسطين المحتلة وليست منظمة حماس الإرهابية .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email :elnahr_elkhaled2009@yahoo.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|