بقلم: مدحت عويضة وفي حديثي عن الحروب والعنف في المسيحية أنا لا أناقش نصوص دينية بل أناقش فلسفة الفكر المسيحي, وأنا لا أنكر نص من نصوص الكتاب المقدس ولا أتلمص منه فالسماء والأرض تزولان ولكن كلمة من كلام الكتاب لن تزول.. ولنعود للعهد القديم من بداية إخراج الله لشعب إسرائيل من أرض العبودية وقيادتهم لأرض الميعاد (أورشليم الأرضية) وفي وصول الشعب اليهودي لأرض الميعاد كان عليهم أن يتجاوزا كل العقبات لتحقيق هدفهم ولتحقيق قصد الله، فدخلوا في حروب مع أجناس أخرى وكان الله يدعم اليهود في حروبهم حتى دانت لهم السيطرة على أورشليم وفي سبيل المحافظة على أورشليم الأرضية خاض اليهود حروباً كثيرة وكان الله يحارب معهم بجيوش من الملائكة. ولما كانت الشريعية اليهيودية هي شريعة ناقصة وكان المسيح هو المكمل لهذه الشريعة وقد قالها على الصليب(قد أكمل) وبقدوم السيد المسيح تغيرت فلسفة العقيدة, فرفع المسيح أنظارنا من الأرضيات للسمائيات ولم يعد لأورشليم الأرضية أي قيمة ولم تعد هي الهدف بل أصبح هدف المسيحيين وأملهم ورجاؤهم هو الوصول لأورشليم السمائية، ليتغير فكر الحرب (حروبنا ليس مع دم ولحم بل مع أجناد الشر الروحية) فلم تعد الأرض وبما فيها لها أدنى قيمة في الفكر المسيحي، ولما كانت الوصول والمحافظة على أورشليم الأرضية يلزمه الدخول في حروب مع الغير أصبح الوصول لأورشليم السمائية يلزمه جهاد ضد مملكة الشيطان التي هي مملكة الشر، وباختلاف العدو إختلفت أدوات وأسلحة الحرب فلم يعد للأسلحة القديمة أو الحديثة أي قيمة في حروبنا بل أصبحت الجهاد جهاد مع النفس الأمّارة بالشر وجهاد ضد مملكة الشر وجهاد من أجل الخير ونشر الحب والسلام بين البشر، حتى أن المسيح يطالبنا بحب أعدائنا ومباركة لاعنينا والصلاة من أجل الذين يسئيون إلينا. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |