CET 00:00:00 - 09/06/2010

مساحة رأي

بقلم: ياسر غبريال 
محمد عبد القدوس مناضل اخوانجى اصيل يدافع عن قضيته بالقلم والميكروفون وله بسطة شهيرة على سلمة نكابة الصحفيين يقف عليها ويهتف .. مش مهم يهتف لايه ولا مين المهم يهتف .. مخدش حاجة من باباه الكاتب المبدع احسان عبد القدوس غير الاسم .. المناضل محمد عبد القدوس يحاول ان يبدو محبا للاقباط ولخيرهم وربما كتب مقالا فى وطنى عن انطوان سيدهم ..او منير فخرى وحبيب قلبه رفيق حبيب اللى قال عنه يا ريت اخلاق الناس تبقى زيه طبعا عشان ده تصنيفه قبطى اخوانجى او هتف فى احد الاعياد وقال كل سنة وانتم طيبين يا نصارى مصر وغالبا عيد الميلاد بس بعد ما عمله مبارك اجازة..

 ولكن كما ان الحب تفضحه العيون فالكره ايضا يفضحه الميكرفون .. محمد عبد القدوس مثل غيره من الاخوان يتعامل مع اقباط مصر وكأنهم اهل ذمة ..رعايا لا مواطنون .. لم نره ينبرى ويدافع مثلا عن ظلم الاقباط ولا حقهم المهدور فى بلادنا المحروسة والمحبوسة فى قفص التطرف .. بل على النقيض نراه مثلا يقيم حفلا فى العزبة المسماة بنكابة الصحفيين للاحتفال والتضامن مع ابو اسلام وهو الرجل الذى قال لو تف المسلمون على نصارى مصر لابادوهم وطبعا ده تحت بند حرية الرأى والفكر ..

لم يذرف عبد القدوس دمعة ولم يشهق شهقة فى الميكرفون حزنا او تضامنا مع نصارى مصر فى مصائبهم ولا مشاكلهم دا حتى ساعة مذحة نجع حمادى كتب كلاما غريبا عجيبا مريبا مثلا قال ان مظاهرات الاقباط فى الكنائس لطمة على وجه وزير الاوقاف على اساس منع التظاهر فى دور العبادة طبعا دا يدخل تحت بند التهريج عشان كلنا عارفين ان كل المظاهرات بتطلع من الجوامع مرة نصرة غزة ومرة يوم نفير ونذير ومرة نصرة على النصارى وهجوم عليهم و كمان النصارى اتظاهروا بكل رقى جوا الكاتدرائية بس !

ولكنه هذا المرة كان سباقا وجعلنى اعيد التفكير فى نظرتى له وعرفت قد ايه كنت ظالم وانك ما تعرفش قيمة امك غير لما تشوف مرات ابوك .. وكمان عرفت ان فيه صحفيين بتكتب وصحفيين بتلسع .. المهم كتب اخونا المجاهد الميكرفونى فى جريدة الدستور عن القبطى التعيس قلت خير الراجل حس على قلمه وهيكتب عن مشاكل الاقباط ولكن هيهات فهل يطلع من الفسيخ شربات .. الرجل يتباكى ويذرف الدمع السخين على القبطى التعيس .. والقبطى التعيس عند محمد عبد القدوس ومن هو على شاكلته هو القبطى المسكين الغلبان المضطهد بس من منين يا ولاد من الدولة .. لا .. من الارهابيين ..لا.. من المفكرين زى زيدان.. لا.. من القتلة .. لا.. من القوانين ..لا ..من... الشارع ..لا.. امال من منين يا عبد القدوس ؟ ..من الكنيسة طبعا ومن البابا اكيد ودى عاوزة مفهومية ..الراجل حزين على القبطى التعيس فى حياته الاسرية واللى القضاء الشامخ ودا نفس تعبير عبد القدوس واليكم نص ماكتب فى جريدة الدستور تحت عنوان القبطى التعيس : الدستور الأحد: 6-06-2010

لاشك أن أقباط مصر يعانون المشاكل، ومن أهم تلك الأزمات من وجهة نظري القبطي التعيس الذي لا يجد من يدافع عنه حتي من أبناء دينه!! وأقصد به هذا الشخص الذي يشكو في حياته الخاصة، ووصلت علاقته مع شريك العمر إلي طريق مسدود ويريد الانفصال لكن الكنيسة تقف عقبة في طريقه والجدير بالذكر أن قضاءنا الشامخ أكد حق المطلق في الزواج من جديد لكن البابا شنودة أعلن رفضه ذلك وتوعد من يقدم علي هذا الأمر ! عجائب!

شكرا اخونا محمد عبد القدوس على هذا التضامن اللى مش فى محله وانت معروف عنك كراهيتك للقضاء وانه ظالم ظالم ولكن عندما يتعلق الامر بقبط مصر اذا فهو قضاء شامخ شامخ.. والكنيسة يا حرام عقبة فى وجه الاقباط اما بطركهم فهو لا يتكلم الا بلغة الوعيد والتهديد. تخيلوا حتى النصارى لا يتضامنوا من المسيحى اللى زيهم ..ولانك سبقت يا عبده وتضامنت معنا وتعاطفت مع تعاستنا التى هى تعاسة على صفحات الجرائد فقط .. فاننى مثلك اتضامن ايضا ولكن عشان الوحدة الوطنية والقلب الواحد والكلام ده ساتضامن مع المسلم المتعوس ..الذى من حقه يطلق ويتجوز وقت ما يحب مما يفقده الاستقرار لانه عند اول مشكلة تكون كلمة الطلاق حاضرة على بقه .. فيتشرد الاولاد ويضيع العمر فى خناقات ومحاكم ونفقة ..وربما تجوز ثانية نكاية فى الاولى وهكذا وتزيد المشاكل ويخرج لنا اطفالا غير اسوياء فقدوا الحنان والحب ..

فى مصر يا عبد القدوس حالة طلاق كل 6 دقائق وحوالى 264 الف اسرة تتفكك سنويا.. واغلب حالات الطلاق لشباب تحت الثلاثين يا لها من تعاسة .. تعاسة تتطلب بعض من حنيتك ودموعك وميكرفونك .. وماذا عمن يطلق ثلاث مرات والمحلل وما يسببه من الم نفسى عندما تعرف ان احدهم تجوز زوجتك ليحللها لك ..ومشكلة حضانة الاولاد وامتى ابوهم يشوفهم وفين .. ممكن فى النادى او القسم او الحديقة وكل اسبوع او اكثر .. فلو طلع الطفل دا ارهابى يبقى عادى لانه عاش مظلوم .. ويا عينى على السيدات اللاتى فى عز الشباب صرن مطلقات يهربن من المجتمع والناس وتبقى جرسة وياترى اطلقت ليه واخواتها تعنس وترجع لبيت ابوها تجر اذيال التعاسة.. وتعم التعاسة الجميع .. وربما جمع رجل بين زوجتين او اكثر وبالطبع العدل بين النساء من الخيال .. اذا كان الواحد مش عارف يرضى واحدة ..

تخيل قلب وجسد وروح مقسوم على تلاتة او اربعة..كنت اعرف موظف فى الكهربا دبلوم قديم كل ما يزيد مرتبه يروح يتجوز واحدة .. يا ترى ايه احساس الست اللى لما كبرت زوجها صبغ شعره واتجوز عليها.. جربت الشعور ده يا محمد ..اكيد شعور بالمرارة والالم والتعاسة مما ينعكس برضه على حياتها وحياة اولادها ولو كانت موظفة يبقى يا نهار اسود هتطلع العقد على كل الرجالة والستات طبعا .. فتعم التعاسة جنبات القطر المصرى بما فيها البسطة الشهيرة التى تقف عليها يا محمد فى نقابة الصحفيين ..
                                 
 وماذا عن الذين لم يتجوزا فقرا وعوزا او نقصا فى الامكانيات ..او التى لم يطرق العرسان بابها .. التعاسة فى كل حتة يا سيدى مش بس عندنا .. احنا عشرة مليون قبطى واللى عندهم مشكلة حوالى 4 الاف نسبة بسيطة جدا واللى رفع قضية على الكنيسة اتنين بس ولهم اغراض اخرى غير الزواج .. والمشكلة يا عبده مش هتكون فى الكنيسة اللى تجوزه .. هما غالبا مش هيلاقوا واحدة ترضى بيهم وتخالف الانجيل ..ماعلينا هذا عن تعاسة اخوتنا المسلمين ناهيك عن تعاسة الشعب المصرى فى طوابير الحياة والعيش تحت خط الصفر ..

عارف لو كتبت عن المصرى التعيس عشان ما بيكلش لحمة كنت كسبت محبة الشعب كله ياراجل اما تعاسة القبطى فاقولك بعض اسبابها واولها  بعض الصحفيين والاعلاميين الجهلة او المغيبيين او المتعصبين ولدى لستة بهم وباعمالهم.. وهؤلاء يقومون بدور حيوى فى تعاسة القبطى بكتابة ما لا يحدث والادعاء على الاقباط وتصويرهم فى صورة مغايرة تماما للحقيقة وسيادتك طبعا من الجروب ده ودول بيصحوا الفتنة كل ما تيجى تنام .. ومن اسباب تعاسة القبطى ايضا الاحكام الجائرة فمازال دم شهداء الكشح يصرخ لله ومثله دم شهداء ابو قرقاص وطما والعديسات والاسكندرية وغيرها ومازالت هناك مئات القضايا فى مجلس الدولة للعائدين الى المسيحية والتى تم وقف النظر فيها يعنى تخيل يا عبد القدوس مواطنين فى بلدك بلا اوراق هوية ولما قالوا يا محكمة لم ينصفه القاضى .. كانوا عاوزين يكتبوا فى البطاقة مسلم سابق ..

يا حلاوة يا ولاد عشان يهدر دمه فى الاشهر الحرم ..مش دى تعاسة برضه .. والقانون الموحد للاحوال الشخصية للمسيحيين اللى فى الدرج من سنة 1979 .. ياه تلاتين سنة والقانون لوحده فى الدرج تعاسة بجد وهذا القانون كفيل بحل اغلب مشاكل زواج الاقباط ..والقانون التانى بتاع دور العبادة اللى مات فى كواليس مجلس الشعب .. القبطى تعيس لانه مش لاقى كنيسة يصلى فيها واحيانا بيصلى على الميت فى الشارع واحيانا لما يحاول يصلى يضرب ويتهان.. والاقباط اللى بيترفضوا فى الوظايف والترقيات واللى بتتقفل فى وشهم ابواب الشركات .. واللى عايشين خايفين من رصاصة ولا هجوم غادر وعقاب جماعى لبلاد وقرى باكملها ولا اللى هاجروا مرغمين وسابوا الاهل والعزوة ..و اللى خايفين من بكرة فى بلد ترفضهم وتحاربهم حتى فى دينهم وانجيلهم..التعاسة يا محمد موجودة لكن فى صور اخرى قد لا تراها وغالبا تراها وتتجاهلها بمزاجك ..
                                                                                        
  شكرا على شعورك الجميل لكن سيبك من النصارى خليهم يحكموا بما يدينون مش بما يدين القاضى عشان الكلام ده يدينك وبذمتك ودينك انت ترضى حد يغير ويبدل فى دينك ؟؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق