CET 00:00:00 - 10/06/2010

مساحة رأي

كتب الأستاذ " ماهر حسن " في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 8 / 6 / 2010 وتحت عمود " زي النهاردة" اُغتيل المفكر الدكتور فرج فودة، وجاء في المقال" فرج فودة هو كاتب ومفكر مصري، مولود في ١٩٤٥ ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، وكان فرج فودة يكتب في مجلة «أكتوبر» وجريدة «الأحرار»، وقد أثارت كتاباته جدلاً واسعاً بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين فقد كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويرى أن الدولة المدنية لا شأن لها بالدين."

    بالطبع الأغلبية الساحقة من المثقفين، إن لم يكن جميعهم، يعرفون هذا الكاتب الشجاع، ويعرفون تاريخه جيداً، ومعظم ما كتب مثل : «الحقيقة الغائبة»، و«زواج المتعة» و«حوارات حول الشريعة»، و«الطائفية إلى أين؟» و«الملعوب» و«نكون أو لا نكون» و«الوفد والمستقبل» و«حتى لا يكون كلاماً في الهواء» و«النذير» و«الإرهاب» و«حوار حول العلمانية» و«قبل السقوط».
 
      فرج فودة من العقول المستنيرة التي حاولت في وقتها أن تُفيق العقول المصرية من غيبوبتها الفكرية التي ورثتها من حقب سابقة، وقد نادى هذا الرجل شهيد الفكر، منذ أكثر من عشرين عاما بما ننادي به نحن اليوم ، من حرية في الفكر والاعتقاد، وفصل الدين عن الدولة، وبالمواطنة وما إلى ذلك منة مصطلحات  ومفردات ومعان مزهقة الروح في يومنا هذا ونحاول إحيائها أو حتى ولادتها.
 
    كان الرجل من أفضل وأسبق الكتاب الذين حاولوا ، ونجح إلى حد ما، في تناول ما يدور في مجتمعنا من ربط كل شئ بالدين، كما حاول أن يذيب الأحجار القائمة في العقول التي كانت تكره وترفض كل ما هو مختلف عنها، بل وتكفر ما عداها إلى حد الإفتاء بالقتل والتي نالته قي النهاية بعض من فتواها، فسقط شهيداً لجرأته وأمانته أمام أشباح الظلام، وأفكارهم البغيضة.

    أما ما راع انتباهي فهو بعض التعليقات التي جاءت على هذا الموضوع، والتي أكدت أن ما ومن فعل ذلك بهذا الرجل مازال حيا سواء كانت أفكار متحجرة أو أياد مكبلة بقيود الظلام وعتمة الذهن الذي لم يتغير من حينها، بل ازداد ظلاما، حتى أن معظم شوارعنا أصبحت ظلاماً في ظلام حرفًا ومعنى. وإليكم مثلا هذا التعليق:
تحت اسم " مصري غلبان" كتب ..
"القتل من أكبر الكبائر في الإسلام ولكن القتل بناء علي فتوى تكفير لفرج فودة من أكبر مؤسسة إسلامية في العالم وهي الأزهر الشريف فهي لها معني أخر ينبغي التريث فيها وإتباع رأي أولوا العلم وعدم التعاطف مع دعاة فصل الدين عن الدولة .."

       نعم، فقاتل فرج فودة ، حي يرزق بيننا، ويُغزى بنفس الأفكار، وغرف عقله مدهونة بنفس السواد والظلام الذي قاده لقتل الرجل، بل هو يؤكد أن ما حدث بناء على رأي مؤسسة مثل الأزهر حلال في حلال، يطالب بعدم التعاطف مع هؤلاء المفكرين، وهذا يشجع على تكرار مثل هذه الأفعال الآثمة مرة ومرات أخرى.

وقاتله الفعلي حين سئل  أثناء المحاكمة: «لماذا اغتلت فرج فودة؟ فقال: لأنه كافر.. فسألوه: ومن أى من كتبه عرفت أنه كافر؟ فقال: أنا لم أقرأ كتبه.. فأنا لا أقرأ ولا أكتب»..

     للأسف،هذا النتاج من البشر ناتج تحت سمع وبصر الدولة بل هذه المؤسسات تحت عباءة الدولة وتصرف من ميزانيتها، لذا كان عنده الحق بل كل الحق في ما طلب سهيد الفكر " فرج فودة" من فصل الدين عن الدولة، ونحن اليوم نطالب بما طالبه ومات ، بل قُتل من أجله، نريدها دولة مدنية فقط، حتى أننا طالبنا في مقالات سابقة بعدم تدريس مادة الدين في المناهج التعليمية، فالدولة المدنية غير معنية بتديين رعاياها.

    لو تنحى الدين عن الدولة، وأصبحت مدنية فقط، وأصبح الدين بين العبد وربه فقط، لتغير شكل مجتمعنا بالكامل، ولنعتبرها تجربة، فها نحن ولمدة 1400 عام نسير وراء الدولة الدينية، فإلى أين أخذتنا؟!!! فلنجربها بالطعم المدني ولنرى النتائج. رحم الله فرج فودة وكل من على مثاله، وخصوصا كل من ضحوا ليخرجوا النور من الظلمة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق