CET 00:00:00 - 11/06/2010

مساحة رأي

بقلم:حليم اسكندر
†كتب السيد "جمال أسعد" في العدد رقم (1509) من جريدة روزاليوسف اليومية، والصادر اليوم الأربعاء 9 يونيو 2010 تحت عنوان " الطلاق في الكنيسة ومحاكم التفتيش"، مقالاً جديدًا من سلسلة مقالاته الموجهة ضد قداسة البابا بسبب رفض قداسة البابا تنفيذ حكم المحكمة الادارية العليا الأخير، والذي يخالف نصوص الإنجيل مخالفة واضحة وصريحة، حيث قضي بإلزام قداسة البابا بإعطاء تصاريح زواج للمطلقين! في حين أن الكتاب المقدس أوضح ذلك الأمر بصورة لاتقبل الإلتباس أو الإجتهاد "لا اجتهاد مع النص"، ولا ايه  يا أستاذ جمال؟ فماذا تقول نصوص الكتاب المقدس بشأن هذا الأمر؟
† إنجيل متي الإصحاح الخامس والعدد 31:-

"أما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته الإ لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني"
† وأكد الكتاب المقدس هذا الحكم مجددًا في إنجيل متي الإصحاح التاسع عشر، الأعداد من (3 : 9)
، كما أكد ذلك أيضًا في إنجيل "مرقس" الإصحاح العاشر والأعداد من  ( 2 :12)

† بدأ السيد "أسعد" مقاله بالهجوم الصريح والسريع، ومن أول سطر، اذ يقول في مستهل مقاله "جاءت تعليقات البابا "شنودة" علي الحكم النهائي للمحكمة الإدارية العليا بضرورة إتمام الزواج الثاني للمسيحيين المطلقين، تصعيدية وغريبة منها «أن بعض الأصوات المسيحية التي تقبل الحكم، فهؤلاء المسيحيون لا ينتمون إلي المسيحية وأن إيمانهم ظاهري وأنهم يخالفون تعاليم الإنجيل من أجل مجاملة البعض".

† تصعيدية؟ ضد من؟ وغريبة؟ ما غرابتها؟ لا أري في تصريحات قداسة البابا أية غرابة! فهو يقرر حقيقة مفادها أن من يخالف تعاليم الإنجيل يكون ايمانه ظاهري!! كلام واقعي وحقيقي ومنطقي وليس به ثمة غرابه أو تصعيد !!

† ثم يقول علي لسان قداسة البابا: "كما طالب شنودة الكنائس التي وصفها بأنها تسمي نفسها إنجيلية بأن يستيقظ ضميرها وتحكم بكلام الله لا أن تسمي نفسها إنجيلية وتحكم بغير تعاليم الإنجيل".

† لاحظ معي عزيزي القارئ قوله "شنودة " دون ألقاب !! الأمر الذي ترفضه أبسط قواعد الذوق السليم، واحترام من تكلمه أو تتكلم عنه نظرًا لعمره أو مكانته الأدبية أو العلمية، فمن حيث العمر قارب قداسة البابا علي اكمال عامه السابع والثمانين، ومن حيث الصفة الدينية قداسة البابا بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية!!

† واضح هنا أن السيد "جمال أسعد" يريد إثارة الكنائس الإنجيلية ويستعديها ضد قداسة البابا؛ حتي يحدث شرخًا في وحدة الرأي بخصوص الحكم مابين الطوائف المختلفة، الجدير بالذكر أن جميع الطوائف المسيحية بـ"مصر" وافقت علي قانون موحد للأحوال الشخصية، وتقدم به قداسة البابا إلي مجلس الشعب منذ أمد بعيد غير أن مجلس الشعب  مازال يتلكأ في اصداره حتي اليوم !!!

 ولكن شكرًا لله الذي يرعي كنيسته ويحميها من مكائد ابليس، فرغم محاولة البعض في احداث شرخ بين الطوائف، الإ أن الكنائس كانت واعية جدًا لهذا الأمر. ولم تفلح حيل الشيطان في احداث تلك الوقيعة،  والدليل علي ذلك الخطاب الذي أرسله الدكتور القس "بطرس فلتاوؤس"- رئيس الطائفة المعمدانية الكتابية الأولى-  وأعلن فيه تضامن طائفته مع قداسة البابا والكنيسة الأرثوذكسية.

† ويكمل فيقول " أضاف - يقصد قداسة البابا – "احنا في سبيل الدفاع عن الدين ما يهمناش يحصل لنا إيه أبدًا». كما حذر البابا الدولة من المساس بالكنيسة أو تعاليمها قائلاً «لمن يهمه الأمر ممكن أكون طيب جدًا لكن لو الأمر يمس الدين أو العقيدة سأكون شخصًا آخر، فالبابا يريد وجوقته التي تسير خلفه بلا روية وبدون تفكير لأمور كثيرة أغلبها ذاتي، إثبات أن الكنيسة لا يوجد بها طلاق منذ نشأتها، فهل هذا صحيح؟

† هل تعلم أن أجدادنا تحملوا العذابات، ومنهم الكثير والكثير من نال الإستشهاد من أجل الدفاع عن العقيده؟ هذا هو قصد قداسة البابا من قوله السابق، فهو يقصد إنه لن يلين ولن يتهاون مع أي شئ  يمس العقيدة أو تعاليم الكتاب المقدس، فهو يحافظ علي الأمانة التي ارتضي الله أن يسلمها إليه فما العيب في ذلك؟
† البابا وجوقته التي تسير خلفه "بلا روية أو تفكير" معك حق في ذلك!! فلا يوجد من يفكر بين الأقباط الإ نفر قليل، وهم الذين يطلق عليهم -  مفكرين أقباط - وبالطبع سيادتكم "مفكر قبطي" - ومن سواك لا يفكرون، فهذا اللقب حكر علي سيادتكم!!

† تقول أن "البابا وجوقته يريدون اثبات أن الكنيسة لا يوجد بها طلاق منذ نشأتها" لنفترض جدلاً أنه كانت هناك حالات طلاق بالمخالفة لتعاليم الإنجيل في عصور سابقة نظرًا للجهل أو تأثير ذوي السلطة أو النفوذ!! فالحق أولي بأن يُتبع، والرجوع إلي الحق فضيلة! أليس كذلك؟

† ثم أكمل بقوله: "هل كل البشر في الكنيسة وفي الطائفية الإنجيلية لا يعرفون الإنجيل ويخالفونه؟ يا سبحان الله في الانصياع؟ وهل هي عملية استغلال للحكم حتي تظهر العين الحمراء للنظام كما اعتمدت حتي تحافظ علي دولتك الكنيسة باسم الدفاع عن الدين؟"

† مرة أخري يحاول إشعال الفتنة فيما بين الطوائف ومحاولة شق الصفوف حتي ما يثبت وجهة نظره، و يؤكد إنه كمفكر سيق الكثيرين ببصيرته النافذة بأن البابا مخطئ ويخلط الدين بالسياسة، ويريد أن يكون زعيم سياسي ويكون رئيساً  لدولة الأقباط!!

 قداسة البابا أطال الله عمره (87 ) عام،  وهو في سن أعتقد لا تسمح بأن يكون له مطامع وأهداف شخصي، وما أري ذلك الإ نوع من الإسقاط!!
  قداسة البابا راهب ترك الدنيا ليحيا في الصحراء ويتفرغ للعبادة، قداسة البابا كرأس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يدافع عن عقيدته.  وهذا واجبه والذي تحتمه عليه صفته الدينية، ولو لم يفعل ذلك لكان مثار إنتقاد من رعيته!!

قداسة البابا لا يُظهر لا عين حمراء ولا خضراء!  كفاك تحاملاً علي الكنيسة وقداسة البابا؛ لتحقيق مآربك وأهدافك!!

† واستمر في انتقاده لموقف قداسة البابا بقوله: "هل هذه طريقة روحية أم طريقة لا أستطيع وصفها حيث لم تسبق في تاريخ الكنيسة؟ وهل وصل استغلال الدين لدرجة تهديد المناخ وإشعال الطائفية حتي نصل إلي طريق مسدود ولصالح من؟ وماذا بعد ذلك؟ وما علاقة الحفاظ علي الدين بتلك الأحكام؟"

† هل قرأت تاريخ الكنيسه جيداً؟ ماذا تعرف عن القديس "أثناسيوس الرسولي" البطريرك رقم (20) والملقب بالرسولي أو حامي الإيمان؟  وماذا تعرف عن  البابا "ديسقوروس"، البابا رقم (25) والملقب بعامود الإيمان الأرثوذكسي أو بطل الأرثوذكسية؟ اللذين تحملا الكثير والكثير من النفي والآلام والإضطهادات  من أجل الدفاع عن الإيمان ضد الهراطقه والمبتدعين، هل تعلم ماذا قال "أثناسيوس" حينما قالوا له العالم كله ضدك يا أثناسيوس؟ قال، وبكل شجاعه: " وأنا ضد العالم" إنها شجاعة الايمان والتمسك بالعقيدة والدفاع عن الحق الإلهي!!

† ما الذي يهدد المناخ العام  ويشعل الفتنة في ذلك؟ الأمر ديني بحت يخص الأقباط وحدهم!! مسألة دينية داخل الكنيسة!! الذي يشعل الفتنة هم أولئك الكتاب والمفكرين الذين يحرضون ضد قداسة البابا وليس موقف قداسة البابا يا سيادة المفكر!

† واستمرارًا في تحريضه المستفز يكمل ويقول، مخاطبًا قداسة البابا:   "فهل أنت مجلس شعب الأقباط في دولة الأقباط يا رئيس دولة الأقباط؟" كلا يا أستاذ "جمال" فقداسة البابا لم ولن يدعي ذلك في يوم من الأيام. فنحن نعيش في بلدنا الحبيب "مصر" أو بالأحري "مصر" تعيش فينا - كما يقول قداسة البابا، ولنا رئيس نحترمه ونقدره كما يفعل قداسة البابا وكل أقباط "مصر" العب غيرها... وكفاية تحريض واستفزاز وإثاره للمشاعر ربنا ينير ذهنك وعقلك وقلبك وفكرك يا سيادة المفكر .

† ثم عاد لينتقد ما يفعله الأقباط أثناء عظة الأربعاء بقوله: "أما إذا كنت تريد أن تكون البطل المغوار للأقباط، فهذا لن يكون بهذه الطريقة التي تفعلها في اجتماع الأربعاء والتي حولت الكنيسة إلي شيء آخر غير بيت للصلاة، فلا تليق تلك الزفة من التصفيق والزغاريد والهتاف فهذه كنيسة وليست ندوة سياسية انتخابية تريد نوال مبايعة الجماهير خلالها".

† ما كل هذا الحقد والغل والكراهية يا سيادة المفكر؟ البسطاء من الشعب يعبرون عن مشاعرهم أثناء لقائهم بأبيهم الروحي، فما العيب في ذلك؟ هل التصفيق من المحرمات؟ هل الزغاريد رجس من عمل الشيطان؟ ألا تقوم السيدات بالزغاريد أثناء صلاة الإكليل تعبيرًا عن الفرحة والبهجة وفي داخل الكنيسة أيضًا؟ أكرر قداسة البابا  راهب ترك الكل من أجل التفرغ لعبادة الله الواحد، وأكرر قداسة البابا في مرحله سنية لا تسمح بأن يفكر مجرد التفكير فيما تدعيه!!
† ثم من أين لك بتلك الغيرة علي ما يحدث داخل الكنيسة من هتاف وتصفيق وزغاريد؟ أليس من الأولي أن تكون تلك الغيرة موجهة ضد حكم يخالف نصوص الإنجيل!! أم نتمسك بهذه الصغائر غير الضارة أو المؤثرة، بينما نترك الكبائر؟ منطق غريب وفكر أغرب يا سيادة المفكر!

† واختتم مقاله بتأكيده علي مساندته لحكم المحكمة بقوله: "هنا لا حل غير قانون الأحوال الشخصية بعد إعداد حوار مجتمعي علي كل المستويات، فهذا قاموس ( يقصد قانون !!  )  للمتزوجين وليس للرهبان وهذا قانون يشارك في إعداده كل مسيحي سيحاكم بهذا القانون فهذا ليس حقا للإكليروس فقط ولكن للجميع، فالكنيسة بعلمائها وباحثيها ومفسريها لن ولم يكونوا من أصحاب العمامة السوداء فقط فالكنيسة هي جماعة المؤمنين يا مؤمن "

† وأنا أقول  لك يا سيادة المفكر أن مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد، والذي وافقت عليه كل الطوائف المسيحية، والذي قدمه قداسة البابا لمجلس الشعب منذ أمد بعيد هو الحل لمنع تكرار هذا اللغط الذي أساء الكثير من الناس والمفكرين استخدامه لأغراض خاصه، أما آن الأوان أن يخرج مشروع هذا القانون من محبسه داخل أدراج مجلس الشعب!!

† كلمة أخيرة يا أستاذ "جمال": أرجوك اصمت وكفاك تحاملاً ضد قداسة البابا والكنيسة والأقباط. وأصلي لك أن ينير الله عقلك وقلبك وبصيرتك وفكرك لتعرف الحق والحقق يحررك، آمين.

لقراءة مقال المفكر جمال أسعد:انقر هنا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢٣ تعليق