بقلم: د.يحيى الوكيل من أسبوعين كتبت لكم عن الفتوى السعودية بحرمة ممارسة البنات للرياضة في المدارس، بحجة أن النساء وظيفتهن الجلوس في البيوت وتربية الأولاد، ولأن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام نظرًا لما تجر إليها من مفاسد لا تخفى على ذي لب ولا تجوز المطالبة بها فضلاً عن إقرارها.. واليوم أكتب لكم عن فتوى تلحق الصبيان بالبنات وتطالب بجلوسهم في البيت أيضًا. سأبدأ بذكر نص الفتوى كاملاً كما نقلته من موقع الإسلام دوت كوم: وعن جابر في صحيح مسلم أيضًا قال: عن جابر: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء). الفواشي كل منتشر من المال. الإبل والغنم وسائر البهائم وغيرها. وقال صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير : الشيخ الجليل خفي عليه أن وقت المغرب موجود على سطح الكرة الأرضية على الدوام حسب المناطق الزمنية، فلو كان هذا الحديث صحيحًا لكانت الشياطين منتشرة على سطح الكرة الأرضية كلها ولما انطلقوا كأنهم محبوسون لأنهم فعلاً غير محبوسين، فهناك دائمًا على الأرض منطقة فيها الشمس تغيب؛ وإذا كانت الشياطين تنفر من نور الشمس فلماذا إطفاء المصابيح؟ الشيخ الجليل لا يزال يعتقد في سلطان الشمس القاهر على الشياطين - تمامًا كعبدة الإله رع – لكنه وهو الحاصل على الدكتوراه لا يزال يتعامل مع حركة الشمس بمنطق القرن الثاني الهجري والذى كان يعتقد بدوران الشمس حول الأرض وليس العكس كما أثبت العلم. الشيخ الجليل يفتي بإخفاء الصبيان حتى لا تؤذيهم الشياطين في خلاف واضح مع مدرسة الإعلام الرسمي المصري والشيخ خالد الجندي والذين أفتوا بأن الجن والشياطين لا يمكن أن يؤذوا البشر، فأيهما نصدق؟ الحقيقة أنا لا أميل لتصديق أيهما، فلماذا تختص الشياطين الصبيان بالأذى لو يقدرون عليه؟ – وقد فندنا مسبقا أمر الفترة الزمنية بين المغرب والعشاء وخرجنا بنتيجة أنها تهريج لا علمي. ولماذا وكيف تؤذى الشياطين المالَ السائب؟ المالُ السائب سيشمل في العصر الحالي الطائرات التي حلت محل الدواب في نقل الناس والبضائع فهل تحط كل الطائرات وقت الغروب لكي لا تطالهم الشياطين؟ وهل يعقل أن الشياطين التي تقدر على كل ذلك – لو قدروا عليه - لا تستطيع فتح باب مغلق؟؟ أود أن أسأل شيخنا – حتى تعم الفائدة من شرحه للحديث – عن ضرورة الأمر "خمروا آنيتكم"، وماذا لو أن البيت ليس فيه قرب للماء لنأوكها؟ وحتى لا يتوه منى القارئ فمعنى الكلام أن نغطي الأوانب ونشد أفواه القرب بالوكاء أو كل سير أو خيط يغلق أفواه القرب. ألا يكون هذان الفعلين ضروريين لحماية الصبيان المختبئين من الشياطين خلف الأبواب والشبابيك المغلقة، فننزل جميعًا لشراء قرب الماء؟ وماذا عن الأذكار المطلوبة لحرق الشياطين المترصدة لصبياننا؟ أليس من الواجب على فضيلته أن يرشدنا الى النصوص الصحيحة لتلك الأذكار والتي يبدو عليها أنها أفضل تأثيرًا من كلام الكتب المقدسة؟ يا إلهي، لقد أخفوا بناتنا من قبل تحت طيات الثياب وغَلَقَوا عليهن البيوت لا يخرجن منها إلا للقبور والآن يريدون إخفاء الصبيان أيضًا خلف الأبواب والنوافذ المغلقة؟ أي سخافة وبله وجهل هذا؟ لقراءة الفتوى:انقر هنا والحقيقة أنني لا أفهم كيف حصل شيخنا على شهادة الدكتوراة، فالمفترض أنه قد تدرب على اتباع الأسلوب العلمي المنهجي التطبيقي أو النقدي التحليلي على الأقل، ولو أنه فعل لبان له عوار الحديث الذي يستند إليه في تلك الفتوى السخيفة. المؤلم في هذا الأمر أن الشيخ حائز على أعلى شهادة علمية وهي الدكتوراة، والمفروض أن الإنسان لا يحصل عليها إلا بكل جهد وإمعان في البحث والدراسة وإجراء تجارب تخطئ مرات ومرات حتى تخرج منها بنتيجة.. كل ذلك تساوى مع الجهل واتباع الخرافة لمجرد أن بوسيلة ما توصل أحدهم الى إضفاء هذه الدرجة إلى اسمه، والوسائل كثيرة بين الشراء والنصب وغيرهما. أود إذن أن أعرف كيف حصل شيخنا – وغيره كالأستاذ عمرو خالد – على شهادة الدكتوراة. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |