CET 00:00:00 - 12/06/2010

مساحة رأي

بقلم: د.يحيى الوكيل
- فتوى سعودية بحبس الصبيان في البيت بين المغرب والعشاء.
- الشيطان لا يفتح الأبواب المغلقة حسب إفتاء فضيلة الشيخ.
- كل مال سائب يُحبس في بيت مغلق من المغرب للعشاء؟

من أسبوعين كتبت لكم عن الفتوى السعودية بحرمة ممارسة البنات للرياضة في المدارس، بحجة أن النساء وظيفتهن الجلوس في البيوت وتربية الأولاد، ولأن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام نظرًا لما تجر إليها من مفاسد لا تخفى على ذي لب ولا تجوز المطالبة بها فضلاً عن إقرارها.. واليوم أكتب لكم عن فتوى تلحق الصبيان بالبنات وتطالب بجلوسهم في البيت أيضًا.

سأبدأ بذكر نص الفتوى كاملاً كما نقلته من موقع الإسلام دوت كوم:
د. سليمان بن صالح الغيث:

جاء في صحيح مسلم :
"وحدثني إسحاق بن منصور، أخبرنا روح بن عبادة، حدثنا ابن جريج‏، أخبرني عطء، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:‏
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ ‏(‏إذا جنح الليل - أو أمسيتم - فكفوا صبيانكم‏، فإن الشيطان ينتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم‏، وأغلقوا الأبواب‏، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقًا، وأوكوا قربكم‏، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم‏، واذكروا اسم الله‏، ولو أن تعرضوا عليها شيئًا‏، وأطفئوا مصابيحكم)‏‏.‏

وعن جابر في صحيح مسلم أيضًا قال: عن جابر:‏ قال:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏(‏لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء‏، فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء)‏‏. ‏الفواشي كل منتشر من المال‏.‏ الإبل والغنم وسائر البهائم وغيرها‏.

وقال صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير :
"وإنما أمر بكفهم في ذلك الوقت لأن الشمس سلطان قاهر فلا تقاومها الأرواح المارجية، بل تمسك عن التصرفات ما دام ظاهرًا في العالم السفلي، فإذا استتر عنه في مغيبه صارت الشياطين كأنهم قد انطلقوا من حبس، فتندفع دفعة رجل واحد، فمهما صادفوه من الصبيان في تلك الحالة أصابوه فآذوه، فإذا ذهبت فوعة العشاء تفرقوا وتبددوا، فهذا سر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بذلك ‏.‏أ هـ
والظاهر أنه يدخل في ذلك غلق النوافذ ويكون ذلك بعد غروب الشمس.
كما أن على كل مسلم أن يحصن نفسه وذويه بأوراد الصباح والمساء فهي خير حصن بإذن الله جل وعلا .
والله الموفق.
انتهت الفتوى.

الشيخ الجليل خفي عليه أن وقت المغرب موجود على سطح الكرة الأرضية على الدوام حسب المناطق الزمنية، فلو كان هذا الحديث صحيحًا لكانت الشياطين منتشرة على سطح الكرة الأرضية كلها ولما انطلقوا كأنهم محبوسون لأنهم فعلاً غير محبوسين، فهناك دائمًا على الأرض منطقة فيها الشمس تغيب؛ وإذا كانت الشياطين تنفر من نور الشمس فلماذا إطفاء المصابيح؟

الشيخ الجليل لا يزال يعتقد في سلطان الشمس القاهر على الشياطين - تمامًا كعبدة الإله رع – لكنه وهو الحاصل على الدكتوراه لا يزال يتعامل مع حركة الشمس بمنطق القرن الثاني الهجري والذى كان يعتقد بدوران الشمس حول الأرض وليس العكس كما أثبت العلم.

الشيخ الجليل يفتي بإخفاء الصبيان حتى لا تؤذيهم الشياطين في خلاف واضح مع مدرسة الإعلام الرسمي المصري والشيخ خالد الجندي والذين أفتوا بأن الجن والشياطين لا يمكن أن يؤذوا البشر، فأيهما نصدق؟

الحقيقة أنا لا أميل لتصديق أيهما، فلماذا تختص الشياطين الصبيان بالأذى لو يقدرون عليه؟ – وقد فندنا مسبقا أمر الفترة الزمنية بين المغرب والعشاء وخرجنا بنتيجة أنها تهريج لا علمي. ولماذا وكيف تؤذى الشياطين المالَ السائب؟ المالُ السائب سيشمل في العصر الحالي الطائرات التي حلت محل الدواب في نقل الناس والبضائع فهل تحط كل الطائرات وقت الغروب لكي لا تطالهم الشياطين؟

وهل يعقل أن الشياطين التي تقدر على كل ذلك – لو قدروا عليه - لا تستطيع فتح باب مغلق؟؟

أود أن أسأل شيخنا – حتى تعم الفائدة من شرحه للحديث – عن ضرورة الأمر "خمروا آنيتكم"، وماذا لو أن البيت ليس فيه قرب للماء لنأوكها؟ وحتى لا يتوه منى القارئ فمعنى الكلام أن نغطي الأوانب ونشد أفواه القرب بالوكاء أو كل سير أو خيط يغلق أفواه القرب. ألا يكون هذان الفعلين ضروريين لحماية الصبيان المختبئين من الشياطين خلف الأبواب والشبابيك المغلقة، فننزل جميعًا لشراء قرب الماء؟ وماذا عن الأذكار المطلوبة لحرق الشياطين المترصدة لصبياننا؟ أليس من الواجب على فضيلته أن يرشدنا الى النصوص الصحيحة لتلك الأذكار والتي يبدو عليها أنها أفضل تأثيرًا من كلام الكتب المقدسة؟
حقا يا شيخنا لقد تركت مريديك وهم على هضبة التيه الشياطيني.

يا إلهي، لقد أخفوا بناتنا من قبل تحت طيات الثياب وغَلَقَوا عليهن البيوت لا يخرجن منها إلا للقبور والآن يريدون إخفاء الصبيان أيضًا خلف الأبواب والنوافذ المغلقة؟

أي سخافة وبله وجهل هذا؟

لقراءة الفتوى:انقر هنا

لا زالت تلك الفتاوى تكشف طريقة تفكير الشيوخ الذين يتحكمون في تفسير الشريعة الإسلامية والتي هى المصدر الرئيسي للتشريع حسب الدستور، فبالتبعية تكون القوانين المستقاة قائمة على الخرافة وذلك لأن من يفسرون الشريعة منغلقون فكريًا ومصدقون للخرافة غير قادرين على تطبيق العلم حتى الحاصلون على الدكتوراه منهم.

والحقيقة أنني لا أفهم كيف حصل شيخنا على شهادة الدكتوراة، فالمفترض أنه قد تدرب على اتباع الأسلوب العلمي المنهجي التطبيقي أو النقدي التحليلي على الأقل، ولو أنه فعل لبان له عوار الحديث الذي يستند إليه في تلك الفتوى السخيفة.

المؤلم في هذا الأمر أن الشيخ حائز على أعلى شهادة علمية وهي الدكتوراة، والمفروض أن الإنسان لا يحصل عليها إلا بكل جهد وإمعان في البحث والدراسة وإجراء تجارب تخطئ مرات ومرات حتى تخرج منها بنتيجة.. كل ذلك تساوى مع الجهل واتباع الخرافة لمجرد أن بوسيلة ما توصل أحدهم الى إضفاء هذه الدرجة إلى اسمه، والوسائل كثيرة بين الشراء والنصب وغيرهما.

أود إذن أن أعرف كيف حصل شيخنا – وغيره كالأستاذ عمرو خالد – على شهادة الدكتوراة.
آه، عرفت!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق