بقلم: د. ممدوح حليم
كان جبران يعشق الحياة، وما في الحياة من الحرية. في مؤلفه " الأجنحة المنكسرة" كتب على لسان أحد أبطاله:
" أمامنا الحياة، وما في الحياة من الحرية، وما في الحرية من غبطة وسعادة، فلماذا لا نخلع النير الثقيل عن عاتقينا ونكسر القيود الموثقة بأرجلنا، ونسير إلى حيث الراحة والطمأنينة".
لقد عبر الشاعر والمفكر والفيلسوف الكبير "جبران خليل جبران" بكلماته هذه عن جزء رئيس من تطلعات وأوجاع الإنسانية في آن واحد. فالحياة حلوة وجميلة، لكن لا طعم لها دون الحرية. وفي مسيرة الحياة يجد الإنسان نفسه مكبلا بقيود وضعها آخرون عليه بصورة أو بأخرى، وتحت مظلات مختلفة، وفي أحيان كثيرة يصنع الإنسان القيود بنفسه لنفسه، قد تكون هذه القيود داخليه لا يراها إنسان، لكنها أشد قسوة مما يرى.
وفي حالة العبودية هذه، لا يصل الإنسان إلى السعادة ولا يشعر بالغبطة، ولا يبلغ الراحة والطمأنينة.
إن تطلع الإنسان إلى الحياة المتوجة بالحرية والمغطاة بالنشوة والتي تسير على ضفاف نهر الراحة والطمأنينة هدف إنساني في كل زمان ومكان. لقد حاول الإنسان الوصول إلى غايته هذه من خلال اعتناق الفلسفات وبصناعة الحضارة والتقدم. لقد تصارع مع نفسه ومع أخيه الإنسان. لكن هل وصل إلى هدفه؟ |