CET 00:00:00 - 12/06/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

 -  دمرت الدقهلية وكفر الشيخ ودمياط والبقية تأتي.
- كلية الزراعة لـ "الأقباط متحدون": انعدام الرقابة على المبيدات هو سبب الكارثة والمحاصيل ملآنة بالسموم.
-  المزارعون: نسأل المسئولين من أين لنا أن نسدد ديوننا ونعول أسرنا؟؟
تحقيق: محمد بربر – خاص الأقباط متحدون

عديدٌ من الرسائل والشكاوى حملها المزارعون البسطاء، ولا يدرون إلى مَن يتجهون بها، وإلى مَن المسؤلين يوجهون نداءاتهم واستغائاتهم حتى يمكن إنقاذ من يُمكن إنقاذه من جراء تلك الكارثة، وتتمثل شكواهم في ضياع مستقبلهم بعدما داهمت حشرة تعرف باسم "توتا أبسلوتا" قرى ومحافظات الدلتا..

أصوات الفلاحين جاءت من أراضى الدقهلية وكفر الشيخ ودمياط.. فقد بكى هؤلاء المزارعون أمام أعيننا بعدما ضاع محصول العام كله ومعه أحلامهم البسيطة, ذهبنا إليهم وتجولنا داخل الحقول والتقينا الفلاحين, ثم سألنا أساتذة كلية الزراعة عن خطورة الوضع, على أمل أن تستطيع الدولة – التي خفقت في مواجهة الأزمة - القضاء على هذه الآفة وفي نفس الحين ضمان حماية وأمان مزارعي الدلتا.

الفلاحون: نحن على أبواب السجن
في البداية التقينا بعرام وهو مزارع بإحدى قرى الدقهلية فقال:

- انتشرتحشرة غريبة تهاجم الدلتا وتقضي على المحاصيل والخسائر بالملايين هذه الفراشة في خلال أسبوع من ظهورها انتشارًا رهيبًا وكبيرًا، ورأيتها بعيني تضع ديدانًا بالملايين على أوراق الطماطم والبطاطس والباذنجان والخضروات المزروعة، ثم نزلت على الثمار فأكلتها، ودمرت جميع المحاصيل بالكامل وأصبح جميع الفلاحين على أبواب السجن لخسارتهم محصول الطماطم هذا العام، فهذه الفراشة تضع البيض على أوراق النبات، ثم تفقس ديدانًا، وهذه الديدان تخترق الأوراق، والعيدان، فتأكل الأوراق وتمتص العصارة التي في النبات، فيموت النبات، فتنزل على الثمرة، كثمرة الطماطم والبطاطس والفلفل والخيار وتأكل المحاصيل كلها، ولم نستطيع أن نحصد هذه المحاصيل.

- ويؤكد شوقي سيدهم: لقد قمنا برش جميع الأدوية الموجودة في محال المبيدات الزراعية الموجودة في كفر الشيخ ولم تأتِ بأي نتيجة، فلم نجد إلا ازدياد الفراشة، وازدياد الديدان، فقد استعملنا "مبيد لاتن"، "سلكرون"، "فيرتينك"، "دمسوايت"، "سليتون"، "سيليون"، "كفرمون"، وباقي المبيدات الحشرية الموجودة في الأسواق.. وهذه الحشرة لم تظهرإلا في هذا العام فقط، ولم نكن نعرف عنها شيئًا، ولم تظهر لنا من قبل، وقد ظهرت مأساتنا منذ خمسة أشهر، أي من بداية زراعتنا، ولم ينجدنا أحد حتى دمرت محصولنا تمامًا، فلم نجد إلا الخسارة وضياع محصول السنة كاملة، ونحن نسأل المسئولين من أين نسدد ديوننا ونعول أسرنا؟؟       

  "توتا أبسلوتا" موجودة في مصر منذ 3 سنوات...  والوزير آخر من يعلم

- ويشير راضي بيومي: استغثنا بجميع الجمعيات والجهات المسئولة وجميع الموظفين الموجودين في الإرشاد الزراعي، ولم يتخذوا أي إجراء، وأتى إلينا أساتذة جامعات ومهندسون زراعيون من القاهرة، لتحليل هذه الفراشة والديدان، وهم تابعون لشركات الأدوية، فسألناهم: "لماذا لم تتدخل الوزارة للقضاء على هذه الكارثة؟"، فقالوا إن هذه الفراشة موجودة في مصر منذ ثلاث سنوات، ولم نتوقع أن تنتشر بهذه السرعة، وطالب بيومي وزارة الزراعة وكل الجهات المعنية الاهتمام بالمبيدات الزراعية والحشرية، تحت فحص وإشراف المسئولين لكي تأتي بنتيجة إيجابية على الزراعة.

والغريب في الأمر أن وزير الزراعة السيد أمين أباظة كان قد اعترف بدخول "توتا أبسلوتا"، الآفة القاتلة، البلاد، وفي يناير الماضي وفي تصريحات ملأت الأوساط الصحفية، أوضح سيادته أن الوزارة ستتصدى للآفة بكل ما لديها من قدرات بشرية وتكنولوجية!! قائلاً: "ليس لدينا ما نخفيه ونقوم بالإعلان عن أي شيء"، وذكر أن الوزارة فور تلقيها تقارير عن الآفة قبل دخولها البلاد، بادرت بإرسال بعثات للمناطق التي ظهرت بها للوقوف على كيفية التعامل معها , لكننا لم نشاهد أي برامج أو قدرات تحد فقط من توغل هذه الآفة القاتلة، وماشاهدناه فقط دموع المزارعين وتفكيرهم في مستقبلهم المجهول.

خطورة الحشرة على الدلتا ... ومستقبل الزراعة في مصر

من جانبه، أكد المهندس سامح سامي، مدير مكافحة الآفات بمديرية الزراعة بمحافظة كفر الشيخ، أن الإسم العلمي للحشرة هو "حفار أوراق الطماطم" وهو من رتبة حرشفية الأجنحة، وعائلة "جليكيدي" هي آفة مدمرة لمحصول لطماطم، حيث تتغذى اليرقة على جميع أجزاء نبات الطماطم وتسبب دمارًا للمحصول، وتسبب اليرقة نتيجة تغذيتها أنفاقا وممرات في الأوراق والقمم النامية والبراعم وثمار الطماطم غير الناضجة والناضجة، وتستطيع "التوتا أبسلوتا" تقليل الإنتاج ما بين 80-100% من المحصول، والعائل الأساسي للحشرة هو نبات الطماطم ولكنها أيضًا تهاجم البطاطا والباذنجان والفلفل وبعض أعشاب العائلة الباذنجانية.

وأضاف المهندس سامح قائلاً: "الآثار الضارة لحشرة "التوتا أبسلوتا" كبيرة جدًا على زراعة الطماطم، إذ تتغذى الحشرة وتتطور على جميع أجزاء النبات فوق سطح التربة، وتتغذى اليرقات على الأوراق بحفرها أنفاقا وممرات غير منتظمة بين بشرتي الورقة تتحول لاحقا إلى بقع جافة، كما تهاجم الثمار أثناء تكوينها وتحدث بها أنفاقا تصاب ثانويًا بمسببات مرضية تقود إلى تعفن الثمرة.. إن ضرر هذه الآفة يستمر طوال موسم نمو الطماطم وينتقل إلى التعليب والتصنيع، كما أن مقدار الضرر قد يصل إلى 100% إذا لم تستعمل طرق المكافحة.          

 كلاكيت عاشر مرة... المبيدات الزراعية سموم قاتلة

 هذا وقد أشار الدكتور حافظ عبد الرحمن القاضي، رئيس قسم الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة بجامعة المنصورة، إلى أنه بفحص العينات المصابة، تبين أن السبب حشرة فراشة درنات البطاطس وهي حشرة منتشرة في مصر منذ فترة طويلة، خاصة على محصول البطاطس، سواء في الحقل أو المخزن، وكانت إصابتها للطماطم محدودة من قبل، ولكن ظهرت الآن بصورة وبائية على زراعات الطماطم في محافظة دمياط، على الرغم من استخدام المزارعين كميات وأنواع عديدة من المبيدات، إلا أنها لم تؤثر بالشكل المطلوب على الحشرة، ويرجع ذلك لاكتساب الحشرة صفة المقاومة ضد معظم المبيدات المستخدمة، على الرغم من رفع تركيزها أو لاستخدامها بتركيزات مرتفعة، والرش على على فترات متقاربة.

  وأضاف القاضي: هناك سبب آخر يرجع إلى ضعف وانعدام الرقابة على المبيدات الزراعية في محافظة دمياط، مما أدى إلى تداول العديد من المبيدات مجهولة المصدر وغير معلوم تركيب المادة الفعالة بها (مركبات مغشوشة)

وهذه المشكلة ستقودنا إلى المشكلة الأساسية لاستخدام وتداول المبيدات في مصر عامة، حيث يتم التعامل من خلال المزارعين مع المبيدات بصورة عشوائية غير مدركين أن هذه المبيدات عبارة عن مواد سامة لها نفس التأثير على الإنسان والحيوان والنبات؟، فيجب التعامل معها بحرص شديد جدًا، واستخدام المركبات المناسبة على حسب نوع الآفة المراد مكافحتها، وكذلك مراعاة التركيز الموصى به، وأيضًا توقيت استخدام المبيد وضرورة إيقاف الرش قبل جمع المحصول بثلاثة أسابيع على الأقل.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٩ تعليق