CET 00:00:00 - 13/06/2010

مساحة رأي

بقلم: لطيف شاكر
 تكلمنا في المقال السابق اولا عن اصحاب الدعاوي  ثانيا عن  حكم المحكمة وفي هذا المقال نستكمل المحورين الاخريين وهما الزواج المسيحي والمجلس الاكليريكي . لكن قبل ان اتناول  الكتابة في المحورين اريد الاتي :

أ- ان اوجه الشكر لكل من شارك بمداخلاته وتعليقاته  علي المقال السابق مما اثري المقال واكمل مانقص منه لان الكمال لله وحده وانا لست متخصصا في الاحوال الشخصية  ولست رجل قانوني.. وقد اسعدني تعليق الباحث المدقق الاستاذ عادل رزق الذي تشرفت بتعليقه الثري  لاول مرة وارجو التواصل   في هذا المقال لانني تعرضت فيه الي توجيه اصبع الاتهام واللوم الي  احدي هيئات الكنيسة ويهمني رأيه كباحث قانوني وكنسي .

ب-اعتبر المشاركة واجبة علينا جميعا لانه  ليس شأنا خاصا بل مسألة تهمنا جميعا في الوقت الحالي ولاجيالنا القادمة في المستقبل . وربما نستطيع رفع الامر لقداسة البابا باقتراحاتكم البناءة .

ج-عندما اتطرق الي المجلس الاكليريكي  فهو يمثل رؤيتي الشخصية ولا يخرج عن نطاق الاجتهاد الشخصي, لكن يجب ان نسمي الاشياء باسماءها ولا نضع الاكاليل والهالات علي كل مايتعلق بكل رجالات الكنيسة , فليس كل  شخص فيها قديسا تخضع له ونلتمس رضاه ونلتزم باوامره  ونمتنع عن سؤاله ونقد اخطاؤه, فالقداسة يعلمها الله والقداسة تكون بنهاية سيرتهم علي الارض وليس في حال وجودهم لان الانسان معرض   للخطأ حتي في لحظات انتقاله.(القديس مقاريوس)

ثالثا: الزواج المسيحي
 يشمل الزواج المسيحي  شقين الاول مدني  او قانوني والثاني كنسي او ديني ويعتبر الزواج سرا  مقدسا بمعنيMystery  وليس Secret   .

والشق الاول هو تحرير عقد زواج طبقا لما نظمته الدولة ويوقع عليه بالرضي  الكامل  كل من  الزوجة والزوج  ووكيل  الزوجة والشهود لاعلان زواجهما امام الناس وتوثيقه من الجهات المختصة  ليصبح الزواج معتمدا امام الدولة  اسوة بكل زواج آخر في كل الاديان والمذاهب  والملل حتي المدني وخلافه .
اما الشق الثاني فهو الديني او الكنسي حيث يقوم الكاهن بصلوات معينة مرتبطة بطقوس دقيقة يتخللها الحان الفرح  ومقترنه بعدة وصايا للزوج تحثه علي احترام الزوجة  والبيت وكذا وصاية للزوجة لاحترام زوجها والعناية باولادها مستقبلا وتذكير الزوج والزوجة بحياة الصلاة والعفة والطهارة  حتي يبارك الرب في حياتهما وبيتهما وفي غمرة الصلوات يطلب الكاهن ان يحل الروح القدس علي الزوجين ليتقدس زواجهما ويجعلهما واحدا في المسيح وليس بعد اثنين .
ولااعرف قصد القاضي بالزام البابا بزواج المطلق خلافا لتعاليم الكناب المقدس هل يقصد تحرير عقد الزواج   ؟وهنا يتساوي تحرير العقد في الكنيسة الارثوذكسية مع اي كنيسة اخري او مدنيا او حتي اسلاميا فعقد الزواج عقدا مدنيا معترف  به امام الدولة  بكل اجهزتها .

 ام يقصد القاضي الزام الكنيسة بالصلاة الكنسية والطقوس الدينية ... وهل يمكن ان يصدر حكم او حتي قانون بفرض الصلاة علي احد ..؟؟؟؟ وهنا بيت القصيد فلو كانت نية القاضي حسنة لما حكم بهذا الحكم الذي لايمكن تنفيذه واوقع نفسه في يده واصبح حكما خائبا وفاشلا  لانه كيف نصلي بحكم قضائي والزامي واجب التنفيذ ..... والشئ الذي يضحك الانسان جدا  ان الدولة لاتعطي تصريحا ببناء كنائس للصلاة ...يذكرني  هذا بالمثل  القائل كل ولا تكسر والمكسر لاتأكله وعجبي علي قضاء آخر الزمن ...؟؟ ويقولون القضاء الشامخ والقضاء العادل الذي ابرأ ذمة كل الذين قتلوا الاقباط  وخطفوا البنات وحرقوا البيوت وهدموا الكنائس ...   علي مر  العقود الاربعة الاخيرة  ولا يعلموا ان ميرئ المذنب ومذنب البرئ مكرهة امام الرب    ...الايندرج هذا  ضمن غرائب العالم وعجائب الدنيا ..الي اين ستذهبوا بنا  ياحضرات القضاة ...

رابعا : المجلس الاكليريكي
 وهو اس البلاء واصل  الداء الذي يعيش فيه الشعب القبطي في وقتنا الراهن وهو مجلس مشكوك في اعضاءه واحكامه -- وبدون ان يتشنج احدنا -- فيكفي زيارة واحدة في يوم انعقاد احدي جلساته ستري بعين رأسك مايعانيه اصحاب المشاكل من اهانات وعذاب والام واهمال وضياع ......وهذه الامور لايتساوي فيها علياء القوم مع غيرهم من الذين ليس احد يذكرهم ...فالتحايل علي الاوضاع  موجود والكيل بمكايل عديدة  متواجد والرشاوي المقنعة تحت اسماء كنسية والواسطة متفشية في هذا المجلس وامامي اكثر من حالة احدهما ابنة رجل من كبار القوم (واصل) استطاع ان يحصل علي حكم الطلاق الكنسي لابنته  في ايام معدودة  ولم يوجد علة الزنا بين الزوجين, واخري سيدة فاضلة خادمة تزوجت من رجل سئ الاخلاق ومدمن  ولم تكتشفه الا بعد الزواج  و كانت يده تمتد عليها عاطلا وباطلا  بالضرب والاهانة , وحينما لم تجد حلا مع المجلس الغير موقر اضطرت الي تغيير ملتها لتتزوج وهي في ريعان شبابها لان ليس لها احد يعينها  او واسطة تساعدها وكان لها  سنوات طويلة ذهابا وايابا مع اعضاء مجلس لايعرفون الرحمة  .

واحداهن  بعد مرور سنوات عديدة  منفصلة عن زوجها  الذي تزوج عرفيا من اخري وانجب ابنا لم تستطع الحصول علي تصريح الطلاق الا اذا قدمت مايثبت زواج الطرف الاخر او شهادة ميلاد الابن وقضت حياتها تتأسف علي شبابها وفي كل مرة تذهب  الي المجلس يصيبها اكتئاب وحزن  ففضلت  اخيرا البقاء في بيتها نادمة علي يوم زواجها   وعلي المجلس الاكليريكي المتحكم في مستقبل وحياة الكثير من اصحاب المشاكل التعساء فظلمت  مرتين الاولي من الطرف الاخر في الزواج والثاني من المجلس الاكليريكي القاسي القلب بحجة تنفيذ الوصايا الحرفية كالفريسين  دون ان يشعروا ان الله محبة وان الرحمة افضل من الذبيحة وحملوا الاخرين احمالا عسرة الحمل وهم راضيون مستريحون الضمير ولايمسون الاحمال باحدي اصابعهم  .

ثم نأتي الي بيت القصيد وهو السيد هاني وصفي حصل  في اول الامر علي طلاق وتصريج بالزواج لمدة عام (لااعلم حكمة تحديد توقيت معين) وعندما اراد تجديد التصريح  تم الرفض لماذا؟ لااحد يعرف..  والثاني السيد مجدي وليم لماذا لم يطبق عليه ماطبق علي الطرف الاخر اليس من الاجدي لم الموضوع قبل التوجه للقضاء المنحاز ضد المسيحية عامة والكنيسة خاصة والكل يعرف مسبقا الاحكام الجائرة الذي يصدرها القضاة ضد الكنيسة والمسيحية لسابق احكامه المتميزة بالتعصب وضرب كل معتقداتنا عرض الحائط تنفيذا للمادة الثانية بالدستور الخائب ... اليس ألاحكم ان ننفذ الاية" كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه علي الطريق لئلا يسلمك الخصم الي القاضي " مت 25:5  للاسف الحكمة تبررت من اعضاء المجلس . 

 لقد وضع المجلس الاكليريكي قداسة البابا في  حرج وموقف لايحسد عليه ,في وقت كان الافضل ان نوجه جهودنا الي امور هامة تمس حقوق الاقباط , لكن الان اصبح كل همنا التخلص من هذا الحكم  .

 ومن المؤكد ان الدولة لن يكون لديها مانع ان تساوم الكنيسة  في هذا الحكم مقابل مسائل اخر ينتقص من حقوق الاقباط ونحن راضيين  ونتحدث بنعمتها  في كل مكان ومجال .

انا اتهم المجلس الاكليريكي   بالقصور والتراخي والاهمال وعدم الحكمة  وامور اخري .....!!!!. ولابد ان نعرف ان الابطاء والتأخير في الحكم هو الظلم بعينه(الرجاء المماطل يمرض القلب ) , ولعل هذه الامر الراهن يجعل الكنيسة   تفكر  جدية في اصلاح البيت من الداخل حتي لاتتكرر المواقف السخيفة والمهازل الرديئة والظلم البين   ,وحتي نتفادي مشاكل نحن  في غني عنها ...وكفي  الاقباط متاعب  الحياة ومشقاتها من اجل لقمة العيش  والالام الذين يتكبدونها بسبب دينهم  .... واجب الكنيسة ان تريح التعابي وليس تثقلهم  باحمال عسرة الحمل ...

ان  رجال الاكليروس يتمتع  الآن بغناء فاحش واحترام كهنوتي علي حساب شعب شقي مطحون ....واصبح الشعب خدما في بلاط  الكهنوت بعد ان كان الكهنوت خادما للشعب لذلك  اصبح الكهنوت  مشتهي الكثير وعملا لمن ليس له عمل  وكرامة لمن لايستحقها . حتي ذاب القليل من الكهنة  القديسين والحكماء  والافاضل في زحمة الاخرين المنتفعين والمتسلقين ..لابد ان  نسمي الاشياء باسماءها  ولانفرط في وضع هالات القداسة  علي كل من هب ودب بحيث لانستطيع التكلم او الاعتراض اوالنقد البناء,  لانها تمثل في عرفهم عدم الطاعة .. فالقداسة لله وحده ويجب علينا  جميعا    ان نكون قديسين  كما هو قدوس وليس رجال الاكليروس فقط .. ولابد للكنيسة ان تنظر بعين الرأفة والحكمة في هذا الامر قبل  فوات الآوان وحدوث الاسوأ في قادم الايام .

المفاجأة المدوية أن محامي البابا قدم أمام محكمة الجنح حافظة مستندات تضمنت ورقة تفيد بموافقة الكنيسة علي منح هاني تصريحا بالزواج الثاني، وادعي المحامي أن هذا التصريح موجود منذ فترة بالكنيسة، إلاأن هاني لم يحضر لاستلامه.
ولماذا لم يستلمه وهو الذي يبحث عنه لانه يريد الزواج !!!!!!!!!!!

وهل تذكر   المجلس الاكليريكي  الان بالتحديد ان يجدد له التصريح عندما وقعت الفأس في الرأس الا تشاركوني الغيظ من هذا المجلس  الغير موقر .
اذا كان هذا صحيحا يجب اعادة النظر في هيئة المجلس الاكليريكي بكامله ومحاكمتهم كنسيا وعزلهم لانهم هم المتسببين في  كل هذا الخراب واهانة البابا امام المحاكم والاعلام الفاسد .

 ومع احترامي الكامل لقداسة البابا فان مشكلة البابوات والمطارنة والاكليروس عامة انهم لايثقون الا في السلك الكهنوتي فقط دون العلمانيين في حين  ان العلمانيين هم الغيورون والفاهمون والمدبرون حسنا للكنيسة فياليتهم  يتركوا  شأن الاحوال الشخصية للمدنيين فهم الافضل ..وينصرفوا هم للصلاة والخدمات المنوطة بهم... ونحمد الله يوجد  بين صفوف الاقباط قضاة محترمون يشار لهم بالبنان ولهم ثقلهم في القضاء ويدركوا المسائل جيدا قبل وقوع المصائب التي نتعب في حلها .

كلمة اخيرة :سواء اتفقنا أو اختلفنا، الا أننا نعلنها عاليا متفقين  تماما مع قداسة البابا شنودة بأنة لا يوجد قوة في الأرض تلزمنا بما لا يتفق مع تعاليم الإنجيل فلا نقبل أن يتدخل احد مهما كان في شئوننا الدينية فلسنا أطفال حتى نحتاج لوصاية من احد !! ورغم ذلك لابد ان تكون الكنيسة ايجابية فى تعاملها مع الخلافات الزوجية والا تقف موقف المتفرج امامها،     يجب علينا الانترك ابناءنا  في ضياع  ونغيظهم ولا نهمل كتابنا المقدس وتعاليمه الالهية وان نتعامل مع النصوص الدينية فى ضور القرينة التاريخية والحضارية .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٣١ تعليق