بقلم: حليم اسكندر
يبدو ان السيد جمال اسعد اعلنها حرباً علي الكنيسة القبطية وقداسة البابا ، لذلك اتخذ من موقف الكنيسة وقداسة البابا الرافض لتنفيذ حكم الادارية العليا ذريعة لمهاجمة قداسة البابا والكنيسة بلاكلل او ملل فلايدع فرصة تمر دون ان يهاجم ويهاجم ويهاجم !!! فقد نشرت له صحيفة اليوم السابع - في عددها الاسبوعي الصادر يوم الثلاثاء الموافق 8 يونيو 2010 مقالاً بعنوان : "ماذا تريد الكنيسة من عدم تنفيذ حكم الإدارية العليا؟"
* وكعادته اتخذ من هذا المقال سلاحاً لمهاجمة قداسة البابا والكنيسة فيقول " فى الوقت الذى أعلن فيه البابا شنودة الثالث عدم تنفيذ حكم الإدارية العليا تحت أى سبب، وقال إن هذا الحكم لا يخص الكنيسة حيث إنها تحكم بالكتاب المقدس وبقوانين الكنيسة لا بالقانون العادى. وأكد أنه مستعد لمواجهة ما يحدث فى سبيل الحفاظ على العقيدة الأرثوذكسية والتعاليم المسيحية. فما سبب هذا التصادم؟ وماذا ستكون النتائج؟"
* اولاً : أسمح لي أن استعير عنوان مقالك مع تعديل بسيط ليصبح عنوان مقالي هو : " ماذا يريد جمال أسعد؟"
* ثانياً: رداً علي عنوان مقالك او بالاحري هجومك علي الكنيسة التي من المفترض انك تنتمي لها !! أنت تسأل ماذا تريد الكنيسه ؟ وانا اجيبك :-
† الكنيسة بالطبع تريد أن تنفذ كلام الانجيل الذي علمنا انه : "ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس" اعمال الرسل 29:5
الكنيسة تريد الحفاظ علي الاسرة المسيحية من التفكك والضياع ، فلايوجد شئ في الكون اقدر علي الحفاظ علي تماسك الاسرة من وصايا وتعاليم الانجيل " ولو كان حكم الادارية العليا " الذي هلل وصفق له المنتفعون والساعون خلف الاضواء والظهور الاعلامي او الطامعين في نوال الرضا السامي يا سيادة المفكر" القبطي" !
† كلام قداسة البابا نابع من تعاليم الانجيل والتي اكدت بما لايدع مجالاً للشك وبشكل قاطع انه لاطلاق الا لعلة الزني ، اقرأ انجيل متي الاصحاح الخامس وعدد 31 :-
"أما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته الإ لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني"واقرأ ايضاً إنجيل متي الإصحاح التاسع عشر، الأعداد من 3: 9 ، إنجيل مرقس الإصحاح العاشر والأعداد من 12:2 † قول قداسة البابا " انه مستعد لمواجهة ما يحدث فى سبيل الحفاظ على العقيدة الأرثوذكسية والتعاليم المسيحية" قول يستحق علية الاشادة لا اللوم ، يستحق علية المساندة والتأييد والتعضيد لا الهجوم والتحريض والتطاول !!
* ثالثاً : يحاول سيادة المفكر"القبطي" ! جاهداً أن يثبت أن البابا شنودة هو البابا الوحيد الذي قصر الطلاق لعلة الزنا، لذلك يقول " أما سبب هذا التصادم فهو طلاق المسيحيين وليس زواجهم الثانى. حيث إن الكنيسة فى عهد شنودة الثالث حددت الطلاق فى علة الزنى فقط! فى الوقت الذى كانت فيه الكنيسة تعتمد حالات تعطى على أساسها الموافقة بالطلاق، وعليه تقوم الكنيسة بعقد الزواج الثانى للمطلقين الأقباط"
† سيادة المفكر ! كان ينبغي من باب اللياقة ان تقول " في عهد قداسة البابا او علي الاقل البابا شنودة ! وليست شنودة مجردة !! ماعلينا سيبك من دي ! نعديها .
† لاداعي لهذة المغالطة فالطلاق لعلة الزني " نص كتابي " لم يستحدثه قداسة البابا !! كما ان وقوع حالات طلاق لغير علة الزني في عهود سابقة لا يمكن ان يجعل من الخطأ صواب !! وتطبيق نصوص وتعاليم الانجيل هو الحق الكتابي الواجب تطبيقه واتباعه .
* رابعاً : وصل الامر بالسيد أسعد أن ينكر وجود سر الزواج المقدس من الاساس !!! اذ يقول " حيث إن سر الزواج هذا الذى تعتبره الكنيسة من الأسرار المقدسة والتى تحل فيها الروح القدس على الزوجين ويصيران جسدا واحدا، ولم يكن سر الزواج هذا موجودا من الأساس، لذا فقد كانت هناك أسباب وحالات كثيرة تعطى صك الطلاق "
† ماهذا الذي تقوله يا سيد اسعد؟ كيف أن سر الزواج لم يكن موجوداً؟ فتوي غريبه ! اذا لم يكن سر الزواج موجوداً فكيف تقول في نفس العباره : لذا فقد كانت هناك أسباب وحالات كثيرة تعطى صك الطلاق ؟ كيف يكون هناك طلاق بغير ان يكون زواج ؟ واسعه شوية دي !! فهل من تفسير؟
* خامساً : عاود السيد أسعد الهجوم علي قداسة البابا لرفضه التصريح بالزواج الثاني لمن طلقته المحكمة لغير علة الزنا تبعاً للائحة 1938 بقولة عن قداسة البابا " زاعما أن لائحة 38 غير كنسية وتتناقض مع الإنجيل وأنه يحافظ على تعاليم الإنجيل "
† كلا يا سيادة المفكر فقداسة البابا لايزعم ذلك ، انما يوضح الحق الكتابي الذي يريد البعض التغاضي عنه بسبب شهوة او بسبب شهرة !! فلائحة 38 عندما اضافت حالات اخري للطلاق غير علة الزنا ، خالفت الكتاب المقدس ومن ثم فقد رفضها البطاركة السابقين لقداسة البابا شنودة : مثل البابا مكاريوس والبابا كيرلس السادس .
* سادساً : ثم يواصل هجومة وبكل اسف سخريتة مخاطباً قداسة البابا فيقول " هل كل الآباء وكل رجال الدين وكل المسيحيين فى الكنيسة وعلى مدى آلاف السنين لا يعلمون الإنجيل ولا يحافظون عليه، ولا يوجد فى تاريخ الكنيسة منذ نشأتها سواك هو العارف والمحافظ؟"
† استاذ جمال : لا يليق ان تخاطب رجل في مكانة قداسة البابا وسنه بهذا الاسلوب ، فمن أداب الحديث أن يحترم الصغير الكبير ! هل تستطيع مخاطبة وزير بدون قول سيادة او معالي الوزير؟ بلاش وزير : هل تستطيع مخاطبة ضابط شرطه بمثل هذا الاسلوب ؟ لا اظن مطلقاً . سيادة المفكر أن نختلف في الرأي ليس جرماً او خطيئة ولكن ليكن اختلافنا باحترام ولياقه واصول . قداسة البابا يعلم كل ما تكتب ورغم ذلك لم يرد ولم يهاجمك بل بمحبة ابوية نابعة من قلب محب خالي من الضغائن يصبر علي كل من يهاجمة بل ويصلي من اجلة ولما لا؟ اليست هذه هي تعاليم المسيح والتي تقول: " احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم" متي 44:5
* سابعاً : ثم اخذ دور المفسر عندما قال " لم يؤكد الإنجيل سوى نص واحد لتعريف الزنى، وهو «من نظر لامرأة وقد اشتهاها بقلبه فقد زنى بها». وهنا لو تم تفسير النص حرفيا نجد أن الجميع زناة بقلوبهم " ثم يكمل قوله بأن السيد المسيح قال "إن السبت جُعل من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت» بمعنى أن الشريعة والدين جاءا لأجل الإنسان وراحته وليس لأجل شقائه. كما أن التنطع فى الإصرار على أن يكون الطلاق لعلة الزنى فقط يخلق مشاكل لا تنتهى، فهذا لا يتناسب مع المقاصد العليا للمسيحية"
† وبالتالي يري ضرورة عدم الالتزام بحرفية النص بل بروح النص ! أستاذ جمال أري من الافضل ان ترجع لتفاسير الاباء وعلماء الكتاب المقدس لكي تفهم ما المقصود بتلك الايه . فتفسير الكتاب المقدس له ضوابط ومؤهلات لا اري انها متوافره لا في شخصي الضعيف ولا في شخصك الكريم ، وكما يقول المثل البلدي " ادي العيش لخبازينه ".
† من قال ان التمسك بحكم الانجيل يخلق مشاكل لا تنتهي؟ هل الله "تبارك اسمه" لا يعرف صالح الانسان ؟ حاشا ! وبالتالي عندما يعلمنا الله شئ او يسن شريعة تكون هي شريعة الكمال .
* ثامناً : ثم عاود الهجوم والتحريض ضد قداسة البابا فيقول " ولإصرار البابا على رأيه ولتصوره أنه الوحيد فى تاريخ الكنيسة الذى يحافظ على تعاليمها، فقد تشدد فى عمليات الطلاق والأهم أنه قام بتعديل لائحة 38 والمعمول بها حتى الآن فى المحاكم عن طريق المجلس الملى، ناسيا ومتناسيا أن المجلس الملى عام 1938 ومنذ إعداد الائحة كان هذا من اختصاصه ولكن بعد إلغاء المحاكم الشرعية والملية عام 1955لم يصبح هذا التعديل من اختصاص الملى بل من اختصاص مجلس الشعب المصرى، ولذا لم تتعامل المحاكم مع تلك التعديلات غير القانونية، بل تتعامل مع اللائحة قبل التعديل " ثم اضاف " ولكن البابا يريد أن تكون آراؤه وتعديلاته بديلة عن السلطة التشريعية"
† يا سيد جمال التشريعات الخاصة بالاحوال الشخصية لغير المسلمين حق اصيل للمسيحيين ولم يرتكب قداسة البابا جرماً بتعديل هذه اللائحه ولم يغتصب لنفسة سلطة التشريع أو اراد ان يكون بديلاً للسلطة التشريعية كما تدعي " قداسة البابا اجري بعض التعديلات التي توافق تعاليم الانجيل ولم يفعل ذلك منفرداً بل بواسطة لجنة وبموافقة كل الطوائف المسيحية في مصر ثم ارسلها الي مجلس الشعب لاقرارها فلماذا تحاول خداع البسطاء وايهامهم ان قداسة البابا ديكتاتور ومغتصب للسلطة التشريعية ؟
* تاسعاً : استمراراً لمنهجه التحريضي يقول " هذا الحكم وعدم تنفيذه سيكون لهذا نتائج لا تحمد عقباها، حتى ولو كان ذلك فى إطار الشحن الطائفى والاستقواء ضد الدولة والقانون عن طريق ما يسمى المتاجرة بالدين وحمايته"
† اين الشحن الطائفي والموضوع برمته شأن مسيحي بحت ؟ فماذا يضير الاخوة المسلمين الافاضل من تنفيذ حكم خاص بالزواج والطلاق او عدم تنفيذه؟ أم هذا القول من قبيل البهارات الصحفية حتي تضفي اهمية لما تقول ؟ وأين هو الاستقواء ضد الدولة؟ هل لجأت الكنيسة للخارج وطلبت الحماية؟ قداسة البابا صرح انه يثق في السيد الرئيس " كرئيس لكل المصريين " انه لن يتخلي عن الاقباط !! فأين الاستقواء يا سيادة المفكر؟
* عاشراً : مرة اخري يستخدم السيد أسعد الكلمات الرنانة والبراقة فيقول " ما يعنينى كسياسى مصرى، هو رد الفعل لعدم تطبيق الكنيسة لهذا الحكم النهائى للإدارية العليا
فبلاشك أن جموع المسلمين سيقابلون عدم تنفيذ الحكم من الكنيسة بأنها أقوى من الدولة ومن القانون والقضاء، حيث إن الحكم هو عنوان الحقيقة. وهذا يعنى أن هناك استقواء إما بالطائفية أو بالدين أو بالخارج. الشىء الذى سيشعر معه المسلم بأنه هو الذى ينفذ الأحكام، ويوجد غيره أكبر من الأحكام، الشىء الذى سيجعل الأقباط تنتابهم حالة استقواء خيالى مغلوط متصورين ومتوهمين أن الكنيسة أكبر من القانون والدولة، الشىء الذى سيراكم المناخ الطائفى والفرز الطائفى، الشىء الذى يفجر الأحداث الطائفية، فكل هذا لصالح من؟ وأين مصر والمصريون من كل هذا؟ نرجو أن نخرج من هذا المأزق بحل يجعل مصر لكل المصريين"
† يا سيادة المفكر " القبطي " او " السياسي المصري"
† لا تشغل بالك بالاخوة المسلمين ، فالكثير منهم وخاصة المفكرين والمثقفين اعلنوا تأييدهم لقداسة البابا لانه ببساطة يريد تنفيذ وصية الانجيل ، يريد ان يطيع الخالق لا المخلوق " لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق" وكما يقول الكتاب المقدس :-
"ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس" اعمال الرسل 29:5
† الاخوة المسلمين يطيعون القرآن الكريم الذي علمهم في سورة المائده ايه رقم 47 هذا الحكم :
"َلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
† الاخوة المسلمين يطيعون الحديث الشريف والذي ايد النص القرآني السابق في الحديث التالي :-
"إذا أتاك أهل الذمة فاحكم بينهم بما يدينون"
† واخيراً همسة في اذنك : الم تمل هذا الهجوم المتكرر والكلام المعاد؟ فمن يقرأ مقالاتك يجدها لا تختلف كثيرا نفس الكلام مع تقديم أو تاخير؟ سامحك الله وانار طريقك وارجو الا اكتب ردوداً عليك في القريب العاجل ، قولوا يارب !
لقراءة مقال المفكر القبطي والسياسي المصري جمال أسعد: انقر هنا |