CET 00:00:00 - 13/06/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

تحقيق: مادلين نادر- خاص الأقباط متحدون
مدارس الراهبات.. نعلم جميعًا أنها متميزة في مجالات عديدة، سواء على المستوى التعليمي والتربوي، وأيضًا تنمية مهارات وهوايات التلميذات بها، لذلك دائمًا ما نجد إقبالاً شديدًا من أولياء الأمورعلى إلحاق بناتهم بها.

 ومدراس الراهبات لا ترفض طالبات بسبب ملابس أمهاتهن!!لقد طالعتنا إحدى الصحف على موقعها على الإنترنت بشكوى إحدى الأمهات من تعنت إحدى مدارس الراهبات معها -مدرسة القلب المقدس بغمرة-، وعدم قبول ابنتها بالمدرسة الإبتدائية بها؛ بسبب ارتداء والدتها للحجاب والعباءة!! ولكن هذا الأمر يُعد غريبًا على مسامعنا، فلم نسمع من قبل عن تعنت مدارس الراهبات في قبول إحدى الطالبات بسبب زي معين أو أي شيىء يُعد أمرًا سطحيًا، خاصة وأن هذه الأم التي تقدمت بالشكوى، هي من خريجي مدارس الراهبات، وتعمل مدرسة للغة الفرنسية!!

 لذلك.. حاولنا الاقتراب من واقع بعض مدارس الراهبات من الداخل، للتعرف على إمكانية حدوث مثل هذا الموقف من عدمه، أم أن ما كُتب بهذا الشأن كان مجرد شكوى غير صادقة من الأم، وعدم تدقيق من قِبل الجريدة فى صحة الخبر قبل نشره، خاصة وأن مثل هذه الأخبار التي قد تُنشر، تتسبب في حالة من الاحتقان لا أساس لها من الصحة، وتضر بالمجتمع بأسره.

 بداية.. تحدثنا إلى بعض الآباء والأمهات ممن ألحقوا أبناءهم بمدارس للراهبات:


"مارسيل" تقول: ‘‘لقد ألحقت ابنتي العام الماضي بمدرسة "سان جوزيف" بالعبور، وهي إحدى مدارس الراهبات العريقة في مصر، وكان قبول ابنتي بالمدرسة بناءًا على عمل مقابلات واختبارات للوالدين، وكذلك للطفلة، وهناك درجات على هذه المقابلات والاختبارات، و بناءًا عليه تم قبول ابنتى، ومَنْ لم يجتز هذه الاختبارات لم يكن يتم قبول ابنه بالمدرسة.

 وكانت المقابلة مع إحدى المسؤولات بالمدرسة، وكانت تتحدث إلينا باللغة الإنجليزية بشأن بعض العموميات المتعلقة بكيفية التعامل مع الطفلة، والاهتمام بمواهبها ومهاراتها، وكيفية تنميتها، وكيف نقوم بعقابها عند تصرفها بشكل سيىء، وكذلك.. كيف نكافئها عندما تُحسن التصرف، وهل ذهبت إلى الحضانه قبل التقدم للمدرسة أم لا؟ وما هو سبب إلحالقها بالحضانه؟ ...الخ.

 فالهدف من المقابلات يكون بشكل أساسي التعرف على أسلوب تفكيرالآباء والأمهات، والمستوى التعليمي، والثقافي، والاجتماعي لهم‘‘.

 أما "زكريا" -صيدلي- فيقول: ‘‘إن ابنتي في مدرسة "العائلة المقدسة" للبنات بحلوان، وهي الآن بالصف الأول الابتدائي، ومنذ أن التحقت بالمدرسة ونحن في الحفلات والمناسبات المختلفة التي يتم دعوة أولياء الأمور إليها، نجد أن هناك العديد من الأمهات يرتدين الحجاب، كما أن الغالبية داخل الفصول الدراسية هن من غيرالمسيحيات، ولا توجد أية حساسيات في هذا الأمر من قِبل الراهبات، فهن يهتمن في المقام الأول بتعليم الأطفال، أما موضوع (مسيحى ومسلم)، فالحديث عنه غير وارد داخل المدرسة، سواء من قِبل القائمين على المدرسة أو حتى بين الأطفال بعضهم البعض، على عكس الوضع في العديد من المدارس الحكومية والخاصة الأخرى‘‘.

و تضيف "سميرة ناجي" –معلمة بمدرسة ابتدائية بالمطرية-: ‘‘إننى أعمل في التربية والتعليم منذ أكثر من 15 عامًا، وأعتقدأنه يجب ألا نصدق دائمًا ولي الأمر، فأحيانًا يتحدث ولي الأمر أو يتصرف بأسلوب لا يليق، لكن دائمًا يُقال: (المدرسة على خطأ)، فأنا أعرف جيدًا مدرسة "القلب المقدس"، لذلك ما تقوله هذه الأم غير صحيح؛ لأن هذه المدرسة لا تنظر إلى أولياء الأمور، بل إلى شروط القبول فقط.

 فمدارس الراهبات عادة تقوم بعمل مقابلة مع الطالب وولي الأمر منفردين، وبناءًا على مجموع التقييم للاثنين يتم القبول أو الرفض، وأعتقد أن الأم فشلت في المقابلة ولذلك بدأت الصراخ والشكوى دون وجه حق‘‘.

 وتتفق معها فى الرأي "أميمة" -إحدى الأمهات- وتقول: ‘‘لقد التحقت ابنتي بمدرسة "القلب المقدس" للراهبات، و لم أشعر يومًا بتمييز ضدي لأني غير مسيحية أو محجبة، فلقد كنت أشارك دائمًا المدرسة في الاحتفالات التي تقيمها في عيد الأم، أو المناسبات المختلفة على مدار العام دون أية حساسيات من أي نوع.

 فمن وجهة نظري أن هناك دائمًا إقبال على مدارس الراهبات لأنها بالفعل تقدم تعليم حقيقي ومتميز لأطفالنا، وتهتم برعايه مواهبهم وقدراتهم في المجالات المختلفة، كما يهتموا بالأنشطة والرحلات المدرسية الترفيهية والعلمية على حسب المرحلة العمرية للطلاب، بالإضافة إلى ذلك.. فمستوى التعليم بهذه المدارس فوق الممتاز، و يُنمي شخصية الطفل بشكل عام، وليس الجانب العلمي فقط لديه‘‘.

وحول هذا الموضوع يشير الدكتور. "كمال مغيث" الأستاذ بمركز البحوث التربوية، والخبير التربوي، ‘‘إلى أن مدارس الراهبات تجد قبولاً واحترامًا من الجميع، لأنهم بالفعل يقدمون حدًا معقولاً جدًا من الاهتمام بالتلاميذ والعملية التعليمية، وفي الغالب.. فإن خريجي مدارس الراهبات متميزون عن أقرانهم في المدارس العامة أو الخاصة الأخرى، فنجدهم متميزون في اللغات، ويستطيعون الحصول على فرص عمل مرموقه في المجالات المختلفة بسبب تميزهم في اللغات، بالإضافة إلى ما تضفيه دراستهم بهذه المدارس على شخصياتهم من سمات إيجابية.

ويستطرد: في رأيي أن ما قد يحدث أحيانًا في بعض المدارس الإسلامية والأزهرية أو المدارس بشكل عام، هو شكل من أشكال التطرف الديني، والذى تعاني منه بلادنا منذ أكثر من 25 سنة، فليس من حق أحد أن يفرض زيًا معينًا على أحدٍ، فهذا يُعد شكلاً من أشكال التعصب الديني، فمثلاً لقد شاهدت موقفًا في أحد المدارس الإسلامية التي طالبت والدة إحدى الطالبات بأن تتحجب، وهذا ليس من حقهم، فهذه الأمور شخصية ويجب ألا تفرضها المدارس على أحد، فهي لا علاقة لها بالعملية التعليمية، وليست من اختصاص المؤسسات التعليمية‘‘.

 وتقول "أماني أحمد" -مدرسة لغة فرنسية، وتخرجت من مدرسة العائلة المقدسة للبنات بحلوان منذ 15 عامًا- ‘‘إنني لا أستطيع أن أنسى القواعد والتعليمات الصارمة للراهبات أثناء وجودها بالمدرسة، وما قد تعلمته أيضًا داخل هذه المدرسة وجعلني متميزة، خاصة فيما يتعلق باللغة الفرنسية وإجادتها، بالإضافة إلى استمتاعي بالأنشطة والحفلات المدرسية.

فلقد كانت حقًا أسعد لحظات حياتي، وكانت لي صديقات كثيرات بالمدرسة من الأقباط أعتز بصداقتهم،  لم أشعر أبدًا في يوم أن الراهبات فرقوا في المعاملة بين الطالبات المسلمات والمسيحيات‘‘.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ٤٤ تعليق