لقاء بين «الوفد» المصري المعارض و«الإخوان» بعد صدمة انتخابات الشورى

مرشد الجماعة يزور البدوي.. ومراقبون قالوا إنها تحمل رسائل للحزب الحاكم
في زيارة لافتة توجه مرشد جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع أمس لمقابلة السيد البدوي رئيس حزب الوفد المصري المعارض. وجاءت زيارة المرشد للبدوي بعد أيام من خسارة «الوفد» و«الإخوان» لانتخابات مجلس الشورى، رغم حصول (الوفد) على مقعد وحيد فيها، وبينما قال مراقبون إن الزيارة محاولة من «الوفد» لاستخدام «الإخوان» كـ«فزاعة» في وجه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه الرئيس المصري حسني مبارك، أوضحت جماعة الإخوان أن مرشدها لم يكن يحمل أجندة خاصة للقاء «الوفد»، وأن مقابلة رئيس الحزب المعارض (البدوي) كانت لتهنئته على فوزه برئاسة الحزب في «انتخابات داخلية نزيهة» نهاية الشهر الماضي.

ولوحظ أمس حرص الجانبين على تأكيد الطابع البروتوكولي لزيارة المرشد، وسط تفاؤل حذر بإمكانية التقارب والتنسيق بين الجانبين، خاصة أن البلاد مقبلة على انتخابات مجلس الشعب الخريف القادم، والانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وقال الدكتور عصام العريان، المتحدث الرسمي للجماعة، إن زيارة المرشد لـ«الوفد» تأتي في إطار التهنئة الواجبة لفوز البدوي برئاسة حزب الوفد في انتخابات نزيهة، مشيرا إلى أن المرشد لا يحمل أجندة للقاء. وأوضح: «اللقاء برتوكولي أساسا.. لكن تمثيل المرشد يؤكد أهمية (الوفد) بالنسبة للجماعة، ورغبتها في التواصل والتنسيق مع حزب الوفد». وأضاف: «الزيارة تؤكد على ترحيبنا بالانتخابات النزيهة التي جرت في جو ديمقراطي غير مسبوق في تاريخ الأحزاب المصرية».

وجرت انتخابات رئاسة «الوفد»، التي فاز فيها البدوي، أواخر الشهر الماضي، وسط تفاؤل بانفتاح الحزب على القوى السياسية غير التقليدية في البلاد، وعلى رأسها جماعة الإخوان، لكسر الحاجز الذي فرضته أحزاب المعارضة الرئيسية (الوفد والناصري والتجمع والجبهة الديمقراطية)، على القوى السياسية غير المرخص لها بالعمل.

وعلق الدكتور عمرو الشبكي الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، على زيارة مرشد «الإخوان» لحزب الوفد بقوله: إن «التقارب بين (الإخوان) وحزب الوفد لا يمكن أن يحقق إجراءات ملموسة على أرض الواقع».

وأضاف أن هذا التقارب يأتي في إطار ما يمكن تسميته بحملة «علاقات عامة» تحمل رسائل للنظام المصري، وتعكس رغبة «الوفد» في استخدام «الإخوان» كفزاعة للنظام بعد إحباط «الوفد» في انتخابات مجلس الشورى بفوز الحزب بمقعد واحد فقط. وأشار الشبكي إلى أن الجماعة في حاجة هي الأخرى لكسب ما قال إنه «شرعية الاعتراف بها من قبل القوى السياسية، تحسبا لفقدانها الشرعية البرلمانية بعد موقف الحزب الحاكم من مرشحيها؛ سواء في انتخابات مجلس الشورى الماضية أو في انتخابات مجلس الشعب في أكتوبر (تشرين الأول) القادم».

وجرت انتخابات مجلس الشورى أوائل الشهر الحالي، وشهدت فوز مرشح وحيد لحزب الوفد في جولة الإعادة، مما أحدث صدمة داخل الحزب الذي اتهم الحكومة بتزوير الانتخابات. كما لم يفز أي من مرشحي جماعة الإخوان التي اتهمت هي الأخرى السلطة التنفيذية بالتدخل في الانتخابات لصالح مرشحي الحزب الحاكم، وطعنت في نتائجها.

وعقب لقاء أمس أعرب البدوي، وهو رجل أعمال ويمتلك عدة قنوات تلفزيونية فضائية، عن ترحيبه بزيارة مرشد «الإخوان»، مشيرا إلى أنه لا يمانع في زيارة مقر «الإخوان»، وأنه ليس غريبا عليه. ومنذ مطلع العام نظمت جماعة الإخوان خطوات انفتاحية على عدد من القوى السياسية المعارضة، لكن مرشد «الإخوان» الذي تولى منصبه عبر انتخابات داخلية أواخر العام الماضي، لم يشارك في أي من تلك اللقاءات إلا في لقاء «الوفد» أمس.