CET 00:00:00 - 15/06/2010

مساحة رأي

بقلم: د.صفوت روبيل بسطا
منذ أعوامٍ كثيرة مضت، ومنذ أيام أشرطة الكاسيت وأنا أحتفظ بأغلبية عظات قداسة البابا شنودة الثالث، أطال الله لنا حياته، وكانت لديَّ عادة وهي الأ أنام إلا على صوت قداسة البابا، والاستماع إلى إحدى عظاته، ومن بين هذه العظات التي أذكرها عظة بعنوان "الوداعة والقوة"، وتذكرت تلك العظة في هذه الأيام خاصة بعد الحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا التي حكمت بالسماح للزواج الثاني للأقباط، وتذكرت هذه العظة وأنا وأتابع موقف قداسة البابا العظيم والقاطع من هذا الموضوع وموقفه القوي في الرد على هذا الحكم الغريب والمكرر بين الحين والآخر، وكلامه الشديد غير القابل للنقاش ولا يقبل القسمة على اثنين، إذ قالها صريحة: "لا طلاق إلا لعلة الزنا- حسب تعاليم كتابنا المقدس".

فقد صرّح قداسته أنه لا توجد أي قوة على وجه الأرض تجعلنا نخالف تعاليم إنجيلنا، وقال أيضًا إن الموت هو التفريط في إنجيلنا، كما قال في لقائه بجريدة الأهرام المصرية: "التسامح ليس علي حساب العقائد والمبادئ"..

حقيقة..  لقد قال قداسة البابا الكثير والكثير وأظهر للعالم كله قوة إيمانه وإيماننا وعظمة عقيدتنا المبنية على الصخر.. إنها قوة مستمدة من سيده وسيدنا المسيح له كل المجد، قوة مستمدة من سير آبائنا الشهداء القديسيين الذين تحدوا العالم والموت وتعرضوا لكل أنواع العذابات بكل فرح وبكل تسليم، وهانت عليهم كل ملاذ الدنيا وبالأكثر هانت عليهم حياتهم وحسبوها نفاية ليربحوا المسيح، ولكن عندما يتعلق الموضوع بالعقيدة والإيمان وكلمة الحق تجدهم ينتفضون ويزأرون كالأسود لا يخافون ولا يجاملون ولا ينتظرون حالاً يقومون ولو على رقابهم السيف، ولو هم في أتون النار، ولو هم في جب الأسود، ويقفون أمام الطاغي ويصرخون في وجهه قائلين: "لا يحق لك أن تجبرني على تغيير حرف من كلام الإنجيل"، مثلما قالها قديمًا الصوت الصارخ القوي يوحنا المعمدان الذي قالها وقطعت رأسه ولكن رأسه وهي على الطبق والدم ينزف منها وتنطق بكل قوة، أخافت وأفزعت الملك.

وهذا هو عهدنا من آبائنا الذين لم يعرفوا طريقا للخوف من أي سلطة أيًا كانت وتحدوا العالم بكل جبروته وسلطانه وبقواته وجنوده.
 
ونرى أيضًا الوداعة والقوة في موقف أبينا إبراهيم المعروف بوداعته، ولكن عند سبي ابن أخيه لوط قام سريعًا وجهز رجاله وبكل نخوة ورجولة خلص لوط وعائلته وعبيده.

الوداعة والقوة أيضًا في قصة موسي النبي الذي قيل عنه وكان الرجل حليمًا جدًا، هذا الحليم وقف أمام فرعون وكل جبروته ولم يهَبه وخلص شعب إسرائيل من العبودية المرة بقوة إيمانه.

الوداعة والقوة رأيناها في هذه الأيام في موقف أثناسيوس القرن العشرين والواحد وعشرين، قداسة البابا شنودة العظيم في البطاركة، فلا يختلف اثنان على وداعة وبساطة وتسامح هذا الرجل، وإلى أبعد حد في حقه وحق أولاده ومن الاضطهاد الواقع على كنيسته، خاصة وأنه من يوم ما أمسك بعصا الرعاية وحتى الآن والهجوم مستمر على قداسته حتى من بعض أولاده قائلين إنه متسامح في حقوقنا ولا يدافع عنا، ونسوا أو تناسوا أنه يسير على نفس الدرب الذي سار عليه مخلصنا الصالح، وأنه لم يفتح فاه في وقت آلامه وصلبه، وسار أيضًا علي نفس درب آبائنا الشهداء في وقت عذاباتهم.
 
ولكن عندما يتعلق الأمر بإيمانا وعقيدتنا وكلام إنجيلنا، فتح فاه الطاهر ودافع وتحدى العالم وكل أحكامه الظالمة وموقفه القوي هذا يرد على كل الذين هاجموه بالعمل وليس بالقول.

هذا هو راعينا الأمين على رعيته وعلى كنيسته، وسوف يذكر له التاريخ مواقفه الصامدة لكل من تسول له نفسه المساس بعقيدتنا والنيل منها..
 
هذا هو قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث، خليفة القديس مار مرقس الرسول، أدام لنا الرب حياته وثبته على كرسيه وحفظه ذخرًا للكنيسة ومصر بلدنا
وإلى منتهى الأعوام..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق