CET 00:00:00 - 15/06/2010

حوارات وتحقيقات

أجرت الحوار: مادلين نادر- خاص الأقباط متحدون
"ماريكا ماكو".. بالرغم من أنها إيطالية الجنسية، إلا أنها تعمل في مصر منذ عشر سنوات، في مجال خدمة المجتمع وحقوق المرأة والطفل، وحماية المرأة من العنف.

حول عملها في مصر طوال هذه السنوات في مجالات التنمية المجتمعية المختلفة، وخاصة مشروع الرعاية الصحية لأطفال الشوارع، الذي تقوم بإدارته "ماريكا" من خلال عملها في منظمة "أطباء العالم"، كان لـ "لأقباط متحدون" معها هذا الحوار:

*بداية.. نود التعرف على منظمة "أطباء العالم"،وأهم أهدافها؟
**  تهدف"ماريكا ماكو": العنف ضد المرأة موجود في العالم كله بأشكال مختلفة منظمة "أطباء العالم" إلى التوصل إلى صحة جيدة، فهذا حق أساسي لكل إنسان، دون تمييز لمكان ولادته وجنسه وعرقه وحالته الاجتماعية أو دينه، وهذا هو المبدأ الأساسي الذي تعمل من خلاله المنظمة في العديد من بلدان العالم، وخاصة في الأماكن التي توجد بها الفئات السكانية الأكثر ضعفًا في العالم. حيث تتمثل المهمة الأولى لأطباء العالم في توفير العلاج وتقديم المساعدة إلى كافة الفئات السكانية الضعيفة جراء الأزمات الإنسانية الناتجة عن الحروب أو الكوارث الطبيعية، أو حالات الفقر المتفشية في أكثر المناطق حرمانًا.

* لماذا أطفال الشوارع بالتحديد في القاهرة وليس الأطفال بشكل عام؟
** تعد ظاهرة أطفال الشوارع قنبلة موقوتة، حيث لا يتلقون أي نوع من الرعاية الصحية اللازمة، بالرغم من أن حياتهم -بلا مأوى- تعرضهم للإصابة بالعديد من الأمراض، إلا أنهم لا يحصلون على رعاية صحية من أية جهة حكومية؛ لأن التأمين الصحي يرفض قبول أطفال الشوارع لعلاجهم، فالقانون الحالي يشترط أن يكون الطفل مقيد بالتعليم، لذلك لا تجد هذه الفئة مَنْ يهتم بها صحيًا!!!

لذلك.. التفتت منظمة "أطباء العالم" إلى هذه المشكلة في مصر، خاصة في محافظة القاهرة، حيث يزداد عدد أطفال الشوارع بنسب كبيرة جدًا، وقدمت مشروعًا للرعاية الصحية بأطفال الشوارع في القاهرة.

وهدف "أطباء العالم" من هذا المشروع الذي يستمر حتى نهاية عام 2011م، هو تقديم الخدمات الطبية والتوعية الصحية لأطفال الشوارع، للمساهمة في تنفيذ سياسة حماية الأطفال المُعرضين للمخاطر، وهو الأمر الذي يُعد ضمن الخطة القومية التي ترعاها بعض المؤسسات الحكومية المصرية، مثل "المجلس القومي للأمومة والطفولة"، والوزارات المعنية، مثل وزارة "الأسرة والسكان"، و"الصحة"، و"التضامن الاجتماعي

* ماذا عن عملك في مجال مناهضة العنف ضد المرأة؟
** أعمل في مصر منذ عام 2000م، فبعد تخرجي في كلية الآداب بإيطاليا، ودراستي بقسم اللغة العربية، جئت إلى مصر، وبدأت العمل في مصر بمجال الثقافة، فعملت بالمركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة لمدة عامين، ثم عملت مع منظمات غير حكومية، وجمعيات إيطالية بمصر في مجال التنمية المجتمعية، وبالأخص في مجال العنف ضد المرأة في قرية أبو النمرس بالجيزة، مع هيئة "كوسبي"، ومع جمعية "مايس" في سوهاج، وقمنا هناك بتقديم تدريبات وتوعية مع أطباء ورجال دين مسيحي وإسلامي، بالإضافة إلى المحامين للتوعية القانونية.

* ما هو تقييمك للعنف المُوجه ضد المرأة؟
**بداية.. أعتقد أن العنف ضد المرأة موجود في كل بلدان العالم، وإن كان بأشكالٍ مختلفة، ففي إيطاليا -مثلاً- يوجد عنف يُمارس ضد المرأة أيضًا، ولكنه بشكل مختلف، لأن العادات والتقاليد هناك مختلفة، و يخطىء مَنْ يقول مثلاً أن مصر أكثر من إيطاليا في عدد حالات العنف المُوجه ضد المرأة؛ لأن هذا غير حقيقي. لكن يمكن أن نقول: إن هناك بلدان تستطيع فيها النساء التكلم والتعبير عن مشكلاتهن ومعاناتهن، و بلاد اخرى لا تتاح لهن هذه الفرصة.

فهناك بلدان النساء فيها لا يستطيعن حتى الكلام عن مشاكلهن، أو التعبير عن أنفسهن، وهذا الأمر يتسبب في مشكلات جسيمة، فللأسف.. العنف ضد المرأة والطفل شيىء معروف في كل العالم، لذلك توجد منظمات سواء حكومية أو غير حكومية، تقوم بجهد كبير لتحسين الظروف الصعبة للنساء والأطفال المعرضين للعنف .

* هل تعتقدين أن هناك عنفًا موجهًا للطفل أيضًا؟
**بالتأكيد عدم حصول الطفل على أدنى حقوقه، والرعاية من قِبل الدولة والمسؤولين والجهات المختلفة، يُعد نوعًا من العنف الموجه ضد الطفل، و مثل هذه القضية تحتاج لتكاتف عدة جهات لإيجاد حلول لها، فمثلاً فيما يتعلق بأطفال الشوارع، فنحن في "اطباء العالم" نقوم بجانب الرعاية الطبية والصحية لهم، ولكنهم يحتاجون إلى الرعاية في محالات أخرى، فهم يحتاجون لحلول تشمل عدة جوانب أخرى قانونية واجتماعيةواقتصادية و دينية ونفسيه..إلخ. لذلك يجب دائمًا ألا نعمل بمفردنا، وأن يكون معنا شركاء، ولدينا علاقه مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، ووزارة الصحة .

* ما الذي دفعك للانضمام لمنظمة "أطباء العالم"؟
** لقد بدأت العمل مع منظمة "أطباء العالم" منذ عام تقريبًا، وأنا مقتنعة تمامًا بأفكار وأهداف وطرق هذه المنظمة في العمل في كل بلاد العالم التي تعمل فيها، حيث أنها تعمل في فرنسا وأوروبا والشرق الأوسط، وهذا التوجه مهم حتى يعرف الناس أن أوروبا وغيرها تحتاج أيضًا للمسانده والرعاية الصحية.
لذلك فأنا سعيدة بالعمل معهم، خاصة وأن لديهم هدف واضح وطرق تتسم بالشفافية في العمل.

* ما هي أكثر المشكلات التي تواجهك في عملك داخل مصر؟
** الأمر الوحيد الذي أجد فيه صعوبة، هو أنه في مصر مسألة تنظيم الوقت تحتاج لمراجعة، فالعمل يأخذ وقتًا أطول مما يجب حتى يتم انجازه، وهناك أوقات لا يكون فيها عمل تؤثر على الانجاز بشكلٍ كبير، مثل أيام الأعياد وشهر رمضان، فالصعوبة والمشكلة الأساسية من وجهه نظري هي تنظيم الوقت. 
* من وجهه نظرك.. ما هي أكثر المشكلات التي تحتاج لتدخل وعلاج سريع في المجتمع المصرى؟ 
** حسب معايشتي للواقع في مصر في السنوات الماضية، أشعر أن هناك مشكلة كبيرة في التعليم، ولقد تعرفت على حجم هذه المشكلة من خلال بعض الطلاب والمدرسين الذين عملت معهم في بعض مشروعات تنمية المجتمع بمصر، فكانوا يتحدثون عن مشكلات في المناهج التعليمية، وطرق التدريس، وكل هذه الامور تزيد من نسب التسرب من التعليم، ولأننا نريد مستقبل أفضل، فعلينا التركيز على التعليم، وعندنا في إيطاليا نوجد مشاكل أيضًا في التعليم، فمثلاً الحكومة هناك لا تدعم المدارس ماليًا، و بالتالي المدارس أيضًا، مما ينتج عنه أن يكون هناك تكدس في الفصول المدرسية، لكن الواقع يقول أن المدرسة والتعليم هي أشياء مهمة جدًا للأجيال القادمة ولمستقبل البلد نفسها.

* ما هو أكثر ما يميز المصريين من وجهه نظرك؟
** الشخص المصري لديه دافع وحماس في عمله إذا أحبه، وفي حياته بشكل عام، ولديه طريقة تفكير إيجابية.

 أُناسٍ كثيرين من العاملين بإيطاليا نشطاء جدًا في عملهم، ونسبة كبيرة منهم من المصريين .

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق