بقلم: ماري عبده
ذهبت الأم مع ابنها لتشتري له لعبة جديدة، و تعجبت عندما انبهر الطفل بلعبة "بازل" عليها خريطة العالم، لأنه لن يستطيع إعادة ترتيبها مرة أخرى كما كانت .. لكن الطفل أصر على شراء تلك اللعبة.... فكرت الأم أن هذه اللعبة سوف تشغله لوقت طويل بما سوف يتيح لها الوقت الكافي لتكملة شؤون المنزل...اشترتها له، و عاد الطفل سعيد الى المنزل و بداء فى ترتيب الخريطة و الام بدأت فى اعمال المنزل
ظنا انه يستحيل على الطفل اعادة ترتيب الخريطة كما كانت و فكرت ان تجلس معة ليعيدوا ترتيبها معا بعد ان تنتهى من اعمالها
بعد عدة دقائق لا تتجاوز اصابع اليد ، فوجئت الام بأبنها يريها انة اكمل ترتيب الخريطة كما كانت.. تعجب الأم و قالت له : كيف استطعت بهذه السرعة اعادة الخريطة كما كانت قبلا ؟
اجاب الطفل ضاحكا : أمى بمنتهى البساطة انظري على على الجهة الاخرى من الخريطة ، يوجد صورة أنسان ، اصلحت الأنسان فأصطلح العالم ......هذا هو الواقع اصلاح العالم يتحقق من خلال اصلاح الافراد
لذلك جاء المسيح ليسموا بالأنسان و ينقل البشرية و يرتفع بها عن غرائزها و حالتها الحيوانية الى حالة أسمى
هذا هو هدف المسيحية الأرتقاء بالأنسان و عندما ترتقي عقول البشر و تسموا قلوبهم لن يحتاجوا أيجاد حلول لمشاكلهم لان مشاكلهم سوف تختفي و تتلاشي
مازال الجدال دائر حول الزواج الثانى للاقباط و البعض يتهم البابا شنودة بأنة متعنت و الغى لائحة 1938
و الجميع غافل ان البابا كيرلس السادس هو من رفض البنود الخاصة بالطلاق فى تلك اللائحة لمخالفتها للكتاب المقدس و ارسل مذكرة عام 1962 الى وزير العدل يطالبه فيها عند وضع تشريع للأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين مراعاة قصر التطليق على علة الزنى للعودة لما يتفق مع نصوص الكتاب المقدس و اضاف فى مذكرتة انة لا يجوز لأ حد أن يغيرفى تشريع الزواج و الطلاق تحديدا لان المسيح قد وضع بنفسه تشريعا خاصا للطلاق وإلا كان هذا التغيير منافيا لتعاليم السيد المسيح وآيات الكتاب المقدس التى تنص ان الطلاق لعلة الزنى فقط
المسيحية ليس دين و دنيا فهى مبادىء سماوية تسمو بالأنسان عن الارضيات ...لا تقدم لة حلول لشهواتة و رغباتة لكنها تسموا بة عن تلك الرغبات و الشهوات
لم يهتم المسيح بسن القوانين والتشريعات لتنظم حياة البشر لان القوانين لا تصنع أنسانية افضل لذلك أهتم المسيح بقلب الأنسان لأنة اذا أستقام القلب أستقام الفكر و أستقامت الحياة
لم يأتى المسيح يستهوي الرجال الأشداء ليقودهم لنشر الأيمان لم يأتى ليكون جيش و جنود يقتلون من لا يؤمن
بل جاء ليحي الاموات لينير الظلمات ليفتح القلوب جاء ليجعل قلب الأنسان أرق ونفسه أرحم وعقله أسمى
ما جاء ليرث الارض بل جاء ليرثنا السماء
و لذلك قال المسيح (من اراد ان يأتى ورائي فلينكر نفسة و يحمل صليبة و يتبعنى )مرقس 34:8
وأوضح اكثر و قال (من اراد ان يخلص نفسة يهلكها و من يهلك نفسة من أجلى فهذا يخلصها) لوقا 24:9
هذة هى المسيحية تخاطب الروح و تقويها لتتغلب على الجسد لذلك جاء المسيح ليشير لنا على الباب الضيق
و يقول( ادخلوا من الباب الضيق لانة واسع الباب و رحب الطريق الذى يؤدى الى الهلاك و كثيرون هم الذين يدخلون منة) متى 13:7 |