CET 00:00:00 - 20/04/2009

مساحة رأي

إعداد: نبيل المقدس
 بمناسبــــة يوم شم النسيـــم
شمو هو الاسم لكلمة شم النسيم بلغتنا المصرية القديمة... وهو أصلاً عيد أجدادنا القدماء منذ أكثر من 4500 سنة حيث يرمز إلى بعث الحياة... وكان أجدادنا القدماء يؤمنون أن هذا اليوم هو أول الزمان... وبمعنى آخر كانوا يعتقدون أن في يوم "شمو" كانت بداية الخليقة، وقد تمت إضافة كلمة النسيم لأن في هذا اليوم يكون الجو معتدل والنسمة جميلة وحيث يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل... وقد أطلقوا أجدادنا القدماء على هذا اليوم "بالانـــقـلاب الربيعي" وكانوا يحتفلون به بالخروج إلى الحدائق والجلوس على ضفافي نيلنا العظيم.

أما في وقت الغروب فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر ليشاهدوا أعظم ما وصل إليه فكر وعقول أجدادنا القدمـــاء... فعندما كان يقترب قرص الشمس في فترة الغروب من قمة الهرم, يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم... كما أنه في هذه اللحظة يحدث شيء عجيب لكنه مدروس ومتعمد من علماء الفلك أن أشعة الشمس تخترق قمة الهرم فتبدو واجهـــة الهــــرم أمــــام أعين المشاهدين وكأنه انشق إلى نصفين... وكانوا يسمون هذا الحدث بانشقــــاق الهــــرم....!

كانت الأطعمة تلعب دور كبير في مظاهر الاحتفالات بيوم شم النسيم فكانت من أشهر الأطعمة منذ عهد القدماء المصريين حتى وقتنا هذا البيض الذي يرمز إلى خلق الحياة من الجماد... والفسيخ (السمك المُملح) وقد ظهرت هذه الصناعة في عهد الأسرة الخامسة مع بدء الاهتمام بتقديس النيل... والبصل والذي يشير إلى عدم الاستسلام للموت كما يرمز إلى التغلب على الأمراض حتى وصل بهم الحال أنهم كانوا يعلقونه حول رقابهم وعلى الأبواب والحوائط... أما الخس فقد كان من النباتات المفضلة لديهم وقد اكتشف أجدادنا القدماء أي منذ 5000 سنة عن طريق العقل الذي وهبه الله للإنسان أنه يدخل في تقوية الإخصاب عند الإنسان.
ولذلك اعتبروه نبات مُقدس ونقشوا صورته تحت أقدام إلـــــــه التناسل, وقد لفت ذلك أنظار بعض العلماء السويد فقاموا بإجراء التجارب والأبحاث والدراسات على نبات الخس لكي يعرفوا سر اهتمام القدماء المصريين بهذا النبات ولكي يتأكدوا مدي صحة دراسات القدماء ومعرفتهم بأن هذا النبات يدخل في الإخصاب بالرغم من إمكانياتهم الضعيفة وقتها, وفعلاً كشفت الدراسات هذه عن حقيقة عجيبة ومدهشة أن زيت الخس يزيد من القوة الجنسية لاحتوائه على فيتامين (هـ) بالإضافة إلى بعض الهرمونات الأخرى والتي تدخل في عملية التناسل.
وها هـــو... ما فكّر فيه آباؤنا ونقشوها على الحوائط لتسجيل أعمالهم تتكشف الآن ويتضح جلياً بأن كل ما هو مكتوب أثبته العلم الحديث أنه صحيح.

ويُقال أن اليهود انتهزوا فرصة انشغال جميع المصريين بالاحتفال بهذا اليوم المقدس واختاروه بالذات على حد قولهم لكي يخرجوا من أرض مصر, ففي خروج 12 : 35 – 36 (وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى، طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً, وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين)، كما أن اليهود اتخذوا من هذا اليوم عيداً لهم وأطلقوا عليه حسب كلام الله لموسى بعيد الفصح وهي تعني الخروج أو العبور، وعيد الفصح لدى اليهود هو فريضة سنوية لهم كما ذكر الوحي في خروج 12 : 43 – 50 .
وعندما انتشرت المسيحية في القطر المصري ووجدوا أن عيد القيامة موافقاً لعيد شم النسيم جعلوا يوم شم النسيم هو يوم الاثنين الذي يلي يوم الأحد (يوم قيامة رب المجد).

ومن الطرائف التي يقرها الإسلام عن طريق لجنة الفتاوى يقول الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق أن يوم شم النسيم "لا يعدو أن يكون يوماً عادياً من أيام الله حكمه كحكم سائرها, وأن فيه شائبة لارتباطه بعقائد لا يقرها الدين... حيث كان الأقباط (على حسب قوله) يزعمون أن المسيح قام من قبره وشم نسيم الحياة بعد موته!!!! وتجاهل حضرة الشيخ أن بموت المسيح وقيامته قد أعطانا هو نسيم الحياة وليس العكس......!!!!!!
تهنئتي بعيد القيامة المجيد وبيوم شم النسيم إلى المهندس عدلي أباديــــــر  وإلى جميع فريق العمل... وإلى أحبائي القراء والمعلقين... أجمل السعادة والخير في ظل راعينا وفادينا رب المجد يسوع المسيح.       

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٢١ تعليق