بقلم- شفيق بطرس
عندما كتبت في مقالي السابق عن (زعقة الوابور) قصدت من هذه القصة التي كتبتها في أوائل المرحلة الإعدادية وكانت أولىَ إنتاجي الأدبي من قصة قصيرة، تتابعت أمامي الأحداث من الستينات إلى الألفية الثالثة الآن في عصرنا الحالي لأن (زعقة الوابور) هذه هي بمثابة النداهة التي تنادي البشر وتوقظ فيهم المشاعر وتطالبهم بالتواجد كما كانت أشياء خفية تطالب ماجدة في فيلم (النداهة) وتشدها للمدينة أو للحرية أو للتحضر أو التغيير.
ونداهتنا هذه الأيام تطالبنا بالوجود نفسه وتقول لنا: أبنائي أبناء النيل الخالد والأهرامات الشامخة، أبناء الحضارة أبناء الفراعنة الذين صنعوا التاريخ ووقفت أمامهم الشعوب جمعاء بكل اندهاش وإعجاب بعظمتهم، تقول لنا النداهة هذه الأيام تكونون أو.. لا تكونون، تلحقون مكاناً لكم في ركب التاريخ وقطار الحضارة التي قفزت داخله أغلب شعوب العالم وأخذوا مواضعهم وتثبتوا فيها بكل جدارة بمجهود أبنائهم ومثابرتهم وتصميمهم على البقاء في أوائل رواد قطار الحضارة.
لقد تخلفنا عن اللحاق بهذا القطار كثيراً ولكننا لسنا بالبعيدين عنه ومازال الأمل متواجداً قوياً وفي متناول كل يد في مصر وأبنائها في المهجر التي تعتز بمصريتها وتقول هذه الأيادي هي أيادي أحفاد الفراعنة العظماء مَن صنعوا الطب والهندسة والفن والكيمياء والفيزياء والفلك وكل أنواع الإبداع والرُقي.
لا وقت لليأس ولا ترديد شعارات الإحباط والتخاذل التي يرميها في طريقنا أعدائنا، نعم للحب والولاء لمصرنا أمنا حبيبة الفؤاد والروح والعقل، نعم للولاء للنيل والأهرامات والأرض الوطن ليس إلا.
الولاء كل الولاء لمصر والرغبة في النهوض واليقظة بعد طوال نوم عميق وبرود، فلننفُض الأتربة والغبار عنّا وننظر بحب لبلدنا، لا وقت للمطاحنات ولا الكراهية ولا البُغض وعدم قبول الآخر فهذه كلها سبب نكستنا وتأخرنا عن قطار الحضارة مع باقي شعوب العالم المتحضر فنحن لسنا أقل منهم وبالعكس نحن سبقناهم جميعاً والآن قد سبقونا الجميع.
جاء ميعاد الاستماع بكل حب للنداهة وزعقة الوابور لننهض بمصر ونحب مصر لنفخر بها وتفخر بنا وليكن كلامي هذا للجميع هو (النداهة).
مش كده ولا إيه...............
|