CET 00:00:00 - 19/06/2010

مساحة رأي

بقلم: هيام فاروق
العيون باكية، والقلوب دامية، والنفوس تتمزق على ما أصاب التعليم فى أرض الحضارة...أرض الكنانة...عروس النيل...إغتصبوها مجموعة من الوزراء و المسئولين الذين سيطيحون بكل ما بقى لها من عزة وكرامة..كدنا نأمل خيرًا، وبداية إصلاح تعليمى جديد فى ظل معالى الوزير الذكى "أحمد ذكى بدر" .. وإذ بنا وحياة أبنائنا تنهار، وقوانا تخور بعد عذاب سنة دراسية كاملة مرت على كل أولياء الأمور فى ظل أزمات إقتصادية مريبة...ربما لا يعلمها السيد معالى الوزير، الذى لم يذق طعم المرارة القاسية التى يتكبدها الآباء والأمهات؛ لتوفير حياة تعليمية لأولادهم تؤهلهم على خوض حياتهم بأقل القليل...ولم يعرف ماذا يعنى الخوف على فلذات أكبادنا فى دنيا المحرومين من أبسط متع الحياة لكى يوفروا لأولادهم ثمن مصاريف مدارس، ومأكل ومشرب وملبس، ناهيك عن الدروس الخصوصية،  التى كادت أن تكون كسكين على رقبة كل بيت... وخيّم الحزن على البيوت، ونحن نرى الإغماءات والإنهيارات تسيطر على أعز ما لنا فى الحياة...أولادنا شباب الثانوية العامة.

أين أبوتك يا معالى الوزير؟ أين مسئوليتك التى أطاحت بأحلام جيل كامل؟ أين التربية وأين التعليم الذى ستنهض بهما، وسيادتك أحبطت كل آمال وطموحات شباب الغد، الذين هم رجال وسيدات المستقبل وصانعى الحضارة؟
فى بداية مسئوليتك، لم تحرص على صحة الأبناء من هوجة أنفلونزا الخنازير، وأصدرت قرارك بنزول جميع الطلاب مهما كانت الحالة السائدة فى المجتمع عامة، وفى المدارس خاصة..بل و فرضت عقوبات رادعة على المدرسين والطلاب المتغيبين، ورغم هذا أذعن الجميع  لقرارك راغمين..
أصدرت قرارات ربما كانت مثالية وصحيحة، ولكنك نسيت أو تناسيت أنها فى وقت غير صحيح على الإطلاق، فكيف لقرارات تبدأ بعد إنتهاء منتصف عام دراسى، والطلاب والمدرسين وأولياء الأمور غير مؤهلين لأى جديد، وكان الأمن مستتبا بنا..ثم أنهيتها بواضعى جداول امتحانات الثانوية العامة...جدول غير مدروس، وغير معقول! ..إذ كنا على مدار السنوات الماضية  يستعد الطلاب  يومًا كاملاً على الأقل أو أكثر لمراجعة المادة قبل الإقدام على المادة التى تليها، وإذ بهم يُفاجئوا أن الجدول الموضوع يحمل تارة يومًا، وتارة نصف يوم قبل مادة مهمة من المواد الأساسية، و تارة خمسة أيام.

جدول "سداح مداح"، لا دراسة جدوى، ولا جدول من الأساس...هذا غير وضع إمتحانات الصفين الثانى والثالث الثانوى فى أيام واحدة، وليست بالتناوب كما اعتدنا قبلاً..
هل توفير المال وإقتصاديات التعليم أهم عندك من نفوس هؤلاء الشباب، وآبائهم وأمهاتهم الذين تكبدوا كل غالٍ ورخيص من أجل أبنائهم؟ فلا معنى أبدًا من توحيد ميعاد إمتحانات الصفين سوى لتوفير المال الذى يذهب إلى حيث لا نعلم...ثم تأتى الطامة الكبرى وهى الإمتحانات..فهل يصح  أن يضع إمتحان الثانوية العامة  كما تقول بعض المصادر الإعلامية، أساتذة جامعات؟؟؟
ألهذا الحد أصبحت سياسة الجامعات الخاصة هكذا (على عينك يا تاجر)؟ جبرًا و إرغامًا، وبالتالى قاصرة على طبقة محدودة من الشعب، وهى  طبقة القادرين، والبقية غير القادرة يتولاها الله  ببرامج (ياللى اتحرمتوا من التعليم الفرصة لسة قدامكوا، من غير ما تدفعوا ولا مليم الدولة ناوية تعلمكوا)، ألهذا الحد نتلاعب بمصائر زهور يانعة هم أمل المستقبل؟

لم تضع سيادتك فى الإعتبار أن هذه الدفعة من الثانوية العامة، كانت حقل تجارب لك ولغيرك من السابقين، حيث طُُبّق عليهم قرار رجوع الصف السادس الإبتدائى بعد أن أُلغى من عدة سنوات، ثم طُُبّق عليهم بعد ذلك تقسيم المرحلة الثانوية على مرحلتين أولى وثانية.. ومن سوء حظهم الغابر أن يُقال وزير كان يشكو منه الجميع، ليأتى عليهم وزير أسوأ من الذى سبقه.
هل يُعقل لوزير تعليم فى تاريخ الوزراء، أن يستعرض عضلاته بتصريحه المُحبط بأنه سيذهب بنفسه لتهنئة الطالب الذى سيحصل على مجموع 85%؟؟؟؟
وهل تأتى الإمتحانات هذه السنة وعلى حظ هذه الدُفعة المنكوبة، بهذه الصعوبة؛ تحقيقًا لكلام معالى الوزير؟ ما هذا؟
وماذا تنتظر "مصر" من أبناء داست عليهم "مصر" بمسئولين عتاة يريدون هكذا الإساءة لسمعة "مصر" تعليميًا أمام العالم كله، لدرجة أن هناك حملة إذا تحققت من أولياء الأمور ستكون صفعة قوية على وجه تاريخ التعليم المصرى، الذى ثبت بشهادة العالم كله، إنه من أعقد وأصعب وأسوأ تعليم فى العالم، وهو مناداة أولياء الأمور بمقاطعة أبنائهم عن الإمتحانات المقبلة.

بأى وجه ستدعون الشباب إلى الوطنية، والإنتماء، والحب، والخوف على مصلحة هذا البلد؟
بأى وجه ستعلقون اليافطات "أدخلوها بسلام آمنين"...بل الصحيح: "أخرجوا منها بسلام آمنين".
للأسف، لو ظل هذا الوزير بهذا الوضع ستصبح "مصر" مهلهلة، متهالكة،  تبدو عليها كل مظاهر الدمار والإنهيار لجيل منهار نفسيًا و تعليميًا.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٩ صوت عدد التعليقات: ٢٦ تعليق