CET 00:00:00 - 20/06/2010

مساحة رأي

بقلم: صفوت سمعان
ان مقوله ( شعوب حكامهم ) تنطبق على الشعب المصرى وهى تعنى ان الشعوب تأله حكامها وترفعهم لمصاف الآلهه حتى لو لم  يمضوا فى الحكم يوما واحدا وهم ملك حكامهم، وبعد ذلك تقدس وزرائها و مديريها وتعتبرهم أنصاف آلهه حتى لو كانوا فاسدين ، أنها ثقافة النفاق التى توفر لأصاحبها الاستمرار فى مناصبهم ولا يهمهم سقوط القيم والمبادئ والأخلاق ، أنها غريزة البقاء للفساد.

إذن من يصنع الآلهه وأنصاف الآلهه ،  أنها الشعوب المقهورة  الخانعة التى لم تعتاد على الحرية والديمقراطية  والتى لا تمتلك اى فكر حر و لا تخضع عقولها للبحث والتجريب والاستقصاء  ولذلك فهى سهلة الانقياد وتسلم نفسها عن طوع خاطر فريسة سهلة للحكام ولرجال الدين بحيث تصبح حرية الفكر والتفكير والأيمان عن اقتناع هى رفاهية لا يقدرون عليها .

وفى المقابل يستعذب الحكام نفاق شعوبهم وخنوعهم ويصدقون كل ما يقولونه عنهم ويعتقدون أنهم آلهه  وان الله دفع لهم أيديهم على ذلك الشعب ليفعلوا بهم ما يتراءى فى نظرهم ، فهم شعوب ملك حكامهم اى  ( شعوب حكامهم ) !!! فما حدث مع السادات من اعتباره سادس الخلفاء الراشدين وما صرح به رجل دين للسادات من قوله ( انك تسأل ولا تسًأل ) وكأنه ألهه !!!

فإذا كان الحاكم فاسد فهو جاء من هذا الشعب ، وإذا جاء وزير فاسد فهو جاء من هذا الشعب ، وإذا جاء عضو مجلس شعب فاسد فهو جاء من هذا الشعب ، وإذا جاء مديرين  فاسدين فهم جاءوا من هذا الشعب ، وإذا جاءت شرطة فاسدة ومنتهكة لحقوق المواطنين فهى جاءت من هذا الشعب ، وإذا تمت انتخابات وتم التزوير وجاءوا بالفاسد و البلطجى فالذى قام بالتزوير وأجلس الفاسد و البلطجى  هم من الشعب ، وإذا فتح الموظف درجه للرشاوى فالذى قبض الرشوة والذى قام برشوته هم من الشعب .

إذن هى مشكلة أخلاق شعب بالدرجة الأولى فالفاسدين و الديكتاتورين لم يأتوا على دبابة من الخارج بل أتوا من هذا الشعب .

خلاصة القول ان هذا الشعب يحتاج إلى التربية من أول وجديد وان يكون هناك أشخاص قدوة حسنة يتمثل بهم الشعب ومثل عليا يحتذى بها ، وان تكون ثقافة المواطنة هى الأساس وان لا نتعاطى الأديان كأفيون الشعوب بل نعمل بروحها لما فى خير الشعوب بدون تمييز بين مواطنيها ، فلقد أهلكت النصوص الحرفية شعوبها وقامت حروب بين دول وشعوب بسببها .

فهل نعتقد آن الأوان لتغيير ثقافة هذا الشعب وان يعترف انه الملك المتوج وكل الحكام والرؤساء يعملون لخدمته لا للعكس وان يكون الشرف والصدق هى من أخلاقه وشيمه وان يكون معيار أعلاء قيمة العمل هى الأساس فى تدرج المناصب وليس النفاق والتمييز الدينى وتقديم الرشوة على طريقة أطعم الفم تستحى العين ، فالدولة المصرية تعيش الآن عصر الانحطاط  و ما لم تعيد وتصلح من نفسها أولا فهى سوف تختفى من التاريخ وقد تضمحل لتختفى من الجغرافيا أيضا على يد أعدائها بسبب ضعف وتخلف شعبها.

فهل نأمل بثورة فكرية تنسف كل ما يعانيه هذا الشعب وان ترفعه إلى مصاف شعوب الدول المتقدمة لا المتخلفة  و إلى الدول المنتجة لا إلى المستهلكة والى دول ديمقراطية بمعنى الكلمة لا دول ديكتاتورية شمولية تتشدق بالديمقراطية – أم هى أضغاث أحلام حدوثها  !!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق