CET 00:00:00 - 20/06/2010

مساحة رأي

بقلم: مينا ملاك عازر
ما قرأته كوم وما ستقرأه الآن كوم ثاني، أصحاب القلوب الضعيفة يمتنعون، فما سأقوله الآن أكتبه في حالة من حالات الصراحة المفرطة، أنا صحيح أحب الصراحة؛ لكنني في هذه اللحظة أكتب لكم بصراحة مفرطة ومطلقة.. وربنا يستر، سأكتب لكم الحقيقة التي توصلت لها وأرجو ألا تُحبطوا، فأنا نفسي كدت أحبط لكنني سرعان ما نفضت الغبار عن عقلي وقررت ألا أيأس.

الحقيقة يا سادة أنه "لا توجد معارضة" في مصر، ليس عن ضعف منها أو لكبت من الحزب الحاكم، وإنما لأن ما نعيشه هو تمثيلية كبيرة، مسرحية هزلية نعيشها بل ونشارك فيها في بعض الأحيان، واتركوني أعطيكم بعض الأمثلة.

لم يحرك أحد من الصحفيين الأشاوس قلمه على الورقة ليكتب كلمة في موضوع "جزيرة آمون"، ولم يصرخ ويعظ فينا عن الفساد إلا بعد ما تدخل الرئيس وأوقف بيع الجزيرة، هل أنا مخطئ فيما أقوله؟ هذا يعني أننا نسير بسياسة القطيع، ونمشي بإشارة يشير بها النظام الحاكم فنهاجم الفساد ونهلل عليه ونفضحه، ولكنه إن لم يشر فلن نفعل شيئًا.

الأحزاب تنزل الانتخابات النيابية والرئاسية باحثة عن الشهرة، وفي نفس الوقت تقدم الشرعية كهدية على طبق من ذهب للسلطة غير الشرعية في البلاد، وهي تتشدق -أي الأحزاب- بأنها أحزاب معارضة، ولم يخرج حزب واحد ممَنْ نجح مرشح واحد من مرشحيه بكلمة تسيء للانتخابات السابقة؛ لأنه يعلم أنها صفقة، وأي كلمة منه ستضيع عليه كرسي في مجلس الشعب الذي اقتربت انتخاباته.

أحد الإعلاميين -الذين طالما كتب يعارض النظام- ما أن وصل لتليفزيون الحكومة بقى يعمل كالتالي: يكتب في الصحيفة المستقلة كتابة معارضة مهادنة؛ أي نعم هي معارضة.. لكنها مهادنة ومقننة وليست كسابق كتاباته، وبالليل أول ما يظهر على شاشة التلفاز يتحول لحكومي صنديد يدافع عن الحكومة أكثر مما تدافع الحكومة عن نفسها، حتى أنه برر لها ما فعلته الداخلية في قتيل الاسكندرية الشاب "خالد".

أما كبير المعارضين داخل التلفاز الحكومي؛ فهو رغم (مهلبيته)، فإنه يقول ما تسمح به الحكومة وتشير له بما يقوله بل أن هناك من يؤكد لي بأن ما يقوله لا يزد عن كونه محاولة لرفع لغطاء عن الحلة التي تحوي الماء الذي يغلي حتى يخفف من ضغط الناس على النظام، فيشعر الشعب بأنه هناك من ينفِّس عنه وعن همومه، والله أعلم.

حتى برامج الفضائيات التي من المفترض أن تتمتع بكثير من الحرية، فهي لا تتجه إلا لما تشير الحكومة به ومتاح الكلام فيه وبحدود؛ لأن الفضاائيات يملكها رجال أعمال لهم أموال داخل البلد، ولن يكن من مصلحتهم أن يخسروا أموالهم، أليس كذلك؟

أما المعارضة التي داخل الحزب الوطني نفسها، فهي معارضة لاستكمال الشكل العام، فكلنا نعلم أن "زكريا عزمي" هو المقرب للرئيس، ولكنه هو الأكثر هجومًا على الحكومة في مجلس الشعب، وهجومه لا يسفر عن شيىء، مما يعني أن هجومه إما مقنن أو أنه هجوم على الفاضي وغير مُجدٍ.

ودعونا نحلل المعارضة نفسها، حزب الوفد أطاح بـ "نعمان جمعة" بشكل دموي، بغض النظر عن إن كان "نعمان" على حق أو "أباظة"، لكن ألا ترون في خوض "نعمان جمعة" انتخابات الرئاسة سببًا كافيًا للإطاحة به بهذه الكيفية، خاصة وأن حزب الوفد نفسه أثبت لنا بما لا يدع مجال للشك، أنه قادر أن يغير من قيادته دون إطلاق نار ولا ضرب شوم، وذلك من خلال انتخابات راقية، خاصةً إذا ما أضفنا إلى ما سبق نقطة هامة تتمثل في أن "محمود أباظة" الذي وصل بالقوة لرئاسة الحزب، هو أخو الوزير "أمين أباظة" وزير الزراعة!!!.

"أيمن نور" المعارض الصنديد، الذي قالوا عنه أنه لا يشق له غبار، والذي قالوا أن النظام سجنه ظلمًا وعدوانًا وبهتانًا بقضية تزوير ثم أخرجه النظام، ويؤكد لي مَنْ في دائرته أنه لم يفعل شيئًا واحدًا لأهل دائرته وقت أن كان نائبًا في مجلس الشعب.

إذن هو لا يزد عن كونه معارض مختلف، ولا تنسوا أنه منشق عن حزب الوفد، وحاول تفتيته حين كان "نعمان جمعة" رئيسًا له، ضع هذه الحقيقة بجانب الحقائق الماضية لتفهم ما يحدث في معارضتنا.

أما أحدث الأحزاب المعترف بها، وهو حزب "الجبهة الديمقراطي"، والذي قرر عدم خوض انتخابات مجلسي الشورى والشعب، والذي قال زعيمه أنه رفض تعيينه في مجلس الشورى ضمن الثلث المعين، هذا الحزب الذي قام على أكتاف زعيمه، وُلد من رحم الحزب الوطني، حيث كان عضوًا بارزًا في لجنة السياسات في الحزب الوطني لمدة طويلة، طبعًا سبقها تواجد مستمر وفعال في أروقة الحزب وإلا ما كانوا يتركونه يصل للجنة السياسات، والمفارقة أن لجنة الأحزاب التي يرأسها السيد "صفوت الشريف"، وهو ممثل للحزب الوطني، أقول أول ما تقدم السيد "أسامة الغزالي حرب" بأوراق حزبه، قبلتها اللجنة في التو، على عكس مثلاً حزب الوسط الذي يتزعمه السيد "أبو العلا ماضي"، الذي تقدم عدة مرات وتُرفض أوراقه!!!. ألا يساورك الشك في هذا كله.
ورغم كل ما تقدم وما لم أستطع كتابته في هذا المقال لضيق المساحة فقط، إلا أنني غير محبط لدرجة كبيرة، وأدعوك للتمسُّك بالأمل، ولكن لماذا؟ هذا سؤال سأجيبك عليه في الجزء الثاني من المقال  بإذن الله .

المختصر المفيد: "الحقيقة مؤلمة لمن تعوّد الأوهام".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

صندوق للأجيال القادمة

لا توجد معارضة 1-2

الكبير كبير

عايز شماعة

كلمات لاسعة

جديد الموقع