بقلم : نصر القوصى
من يقول بأن الخير قد أنعدم من هذا الزمان وبأن الأخلاق قد أنتهت وبأن الجميع يبحث عن مصالحه الشخصية نقول لهم أن معدن المصرى الحقيقى مثل الذهب لا يحتاج سوى أزاحة التراب عنه وأكبر دليل على ذلك هو ما قامت به هذه السيدة التى وصلت الى سن لا تبحث فيه عن شهرة أو مال
فهى فريال أحمد يونس رئيسة لرعاية الطفولة والأمومة بمحافظة الأقصر سابقا قبل خروجها على المعاش
قامت بتجميع موظفات الرعاية بعدما أصبحنا فى الشارع بعد قيام محافظ الأقصر الدكتور سمير فرج بهدم مبنى دار الرعاية بشارع نقابة المعلمين بحجة تطوير وقامت بأعطائهم الدور الأول فى عمارتها السكنية بشارع أحمد عرابى ليمارسوا عملهم حيث شعرت السيدة بمسئوليتها تجاه موظفات الرعاية و دائما ما تؤكد بأن هؤلاء الموظفات تلاميذها ولن تسامح نفسها لو تركتهم فى الشارع بالرغم من خروجها على المعاش منذ عشر سنوات بعدما قضت اكثر من 40 عاما داخل رعاية الأقصر وصلت فيها الى أعلى المناصب حتى أصبحت المسئولة الأولى لها قبل الخروج على المعاش
ليس هذا نهاية ما فعلته فقد رفضت الحصول على جواب شكر من مديرية الصحة نظير ما فعلته لأيمانها بأن ما قامت به هو واجب ودين فى رقبتها
الجدير بالذكر أن أكثر من 80% من أطباء وطبيبات الأقصر ولدنا على أيدى هذه السيدة التى نقدم لها التحية والتقدير ونتمنى من الجميع أن يتسابق لعمل الخير مثلها فمصر فى حاجة الى الملايين من أمثالها حتى تتحول فى فترة وجيزه الى مصاف الدول المتقدمة
فالأمم المتقدمة تقاس بمقدار ما تقوم بتقديمه من أعمال تطوعية |