بقلم : ماري عيدة
نحن نؤمن بحواسنا ايمانا شديدا ولا نصدق غيرها ...نصدق الشيء الذى نراة او نسمعة و نلمسة اما غير هذا فقد يعترية الشك برغم ان العلم اثبت ان حواسنا قاصرة و توهمنا بواقع غير حقيقي
فهى تخدعنا معظم الوقت و تضللنا و توهمنا بواقع كذاب و احيانا مبهج و لكنة دائما يسرقنا من انفسنا و يفرض علينا وجودة و هو وجود مشكوك فى امرة
فنحن نري الشمس تدور كل يوم حول الارض و الحقيقة هى عكس ذلك ..الارض ليست مركزا تدور حولة الشمس لكنها تابع يتبع الشمس فى مدارها ..نري السماء فوقنا و فى الحقيقة انة لا يوجد سماء لكنة فراغ حولنا من كل اتجاة تسبح داخلة الكواكب و النجوم .. نري السماء زرقاء و لكن الحقيقة انها بدون لون و السبب فى زرقتها هو تكسر أمواج الأشعة الزرقاء القادمة من الشمس على الغلاف الجوى و تشتتها و انفصالها عن بقية الوان الطيف
نشعر ان الأرض واقفة و لكنها تدور و ليست منبسطة لكنها كروية.....نري النجوم تطالعنا فى السماء و نتخيل ان هذا هو واقع النجوم لحظة رؤيتها لكن فى الحقيقة هذا هو منظرالنجوم منذ مئات و الوف السنين لان شعاع النور الذى نراة قد استغرق الوف السنين الضوئية فى رحلتة فى الفضاء ليصل الينا ..الحقيقة اننا نشاهد كل ليلة منظرا قديما جدا للسماء لكنة ظهر لنا اليوم فقط
الاحتكام الى أعيننا و حواسنا لمعرفة الواقع و الحكم علية خطأ لان أعيننا تخطيء مثل جميع حواسنا فى تحديد هذا الواقع
ليس الواقع المادى هو الواقع الوحيد فهناك الواقع النفسي و واقع العاطفة و الوجدان و هو واقع اكثر غموضا و تعقيد
و اكثر كذبا حتى على صاحبة احيانا
نري المجرم كما لو كان شيطان يستحق الموت برغم انة يمكن ان يكون ضحية للفقر او الجهل و القسوة
ما يبدو فى الظاهر كراهية و قسوة قد يكون حبا يدارية صاحبة ليبدوا اكثر قوة و صلابة و ما يبدو حبا يمكن ان يكن رغبة فى السيطرة و التحكم
التدين و الورع و التقوى الشديدة قد تخفي داخلها رغبة فى تعذيب الاخرين و ادانتهم و الحكم عليهم
اذا كان هذا هو حال البشر جميعا فأعينهم تخطيء و مشاعرهم و وجدانهم
اذا من الذي يستطيع أن يقول.. لقد أدركت الحقيقة؟
من الذي يجرؤ أن يدعي ان الحق بجانبة ؟
اذا كان الانسان يجهل ما يجري تحت أبصارة و أسماعة كيف يستطيع ان يقول انة عرف الله و فهم ذاتة ؟؟
الحقيقة ان مشاكل العالم منذ نشأتة سببها ان البشر برغم ضألتهم و جهلهم يتخيلون ان معهم الحق و المعرفة !! الانسان هذا المخلوق الضعيف يحاسب الاخرين و ينصب لهم المحاكم و ينصّب نفسة قاضيا بيدة مصير من حولة .. يحارب و يتصارع ليفرض سطوتة و هو فى الحقيقة لا يعرف من أين اتى ولا يدرك تحديدا الى أين يذهب
منذ خلق الله البشرية و الأنسان يبحث عن معبود يعبدة فظل يبحث عن الله الذى يشعر نحوه بالولاء والتقديس مهما كانت صورة هذا المعبود الذي يتوجه إليه بالحب والرهبة، فالتمسه في الشمس والقمر والكواكب، حتى في الأشجار والحيوانات، و التماثيل وتطور من وثنية إلى وثنية الى ان عرف الله
انهك الانسان نفسة بالبحث برغم انة كان يعرف الله منذ البداية لكنة بجهلة ابتعد عنة و أرادة الاها ملموسا يراة بعينية و يلمسة بيدية فذهب بعيدا عن الله ليشقي نفسة و يعذبها و لم يجدة و بعد ان وجدة ظن نفسة الأفضل و الأحق بمحبتة و مرة اخري ذهب بعيدا عن مقاصد الله لانة لم يستطع فهمة و عمق حبة فأشقي نفسة و عذبها من جديد ..ما يعانية البشر هو نتاج جهلهم و بعدهم عن مقاصد الله
الحقيقة الوحيدة الأكيدة في الدنيا هى إننا نجهل كل الجهل ما هو هدف الحياة و ما هى مقاصد الله
لذلك قال الله (لان شعبي احمق اياي لم يعرفوا هم بنون جاهلون و هم غير فاهمين هم حكماء في عمل الشر و لعمل الصالح ما يفهمون) ارميا 22:4
و برغم جهلنا يتعصب كل فريق لرأي.. و قد تصور كل واحد أنه امتلك الحق، فراح ينصب المشانق والمحاكم و المحارق للآخرين
متى نعترف اننا جهلاء و نعرف اننا لا نعرف ؟؟ لو أدركنا جهلنا و عمى اعيننا لانفتح باب الرحمة و الحب في قلوبنا، و لأصبحت الحياة على الأرض اكثر سعادة من ما هى علية |