بقلم / أماني موسى
جلست مع ذلك الرجل العجوز والذي تبدو ملامحه متهالكة وقد أعياها الدهر وترك بها آثاره الواضحة، وبينما أتأمل خطوط وجهه وانحناءتها التي تحوي بين ثناياها خبرة سنين تحمل تجارب بعضها يحمل طعم المر والحزن وبعضها الآخر يحمل علامات سعادة وفرح.
وهذا ما دفعني لاقتحامه ومعرفة مكنونات نفسه وقراءة ما تحويه صفحات حياته من خبرات، ودار بيننا حديث طويل لكنه ممتع كانت خلاصته تلك النقاط:
*منتهى الألم
أن تصرخ وتئن دون صوت حتى لا تؤلم مَن تحب.
*منتهى القسوة
أن تكون في أشد الاحتياج لمن تحب ولا تجده، وأن تشعر بالوحدة في وجود أناساً حولك.
*منتهى الحب
أن تحب دون انتظار أي مقابل وأن تعطي دوماً دون انتظار المقابل.
*منتهى السعادة
أن تسمع كلمة حب ممن تحب، وأن تقدم مساعدة في حينها لترسم بسمة على وجوه غلفها اليأس والألم.
*منتهى الفرح
أن تجد نظرة شوق ولهفة لحبيب لم تراه من زمن، أن تجد مَن تحب يشاركك أفراحك وأحزانك وتتناصفان الحياة.
*منتهى العذاب
أن تفرح بلقاء مَن تحب ولكن الحزن يغلف اللقاء حيث انتظار الفراق، أن تتعب من اللقاء ويضنيك أيضاً الفراق.
*منتهى الحزن
أن تفارق مَن تحب للأبد دون أي أمل في العودة أو اللقاء.
* منتهى العجز
أن ترى مَن يحتاج ليد العون وتعجز عن تقديم المساعدة.
* منتهى اللذة
أن تقضي أسعد الأوقات مع مَن تحب وتشعر في وجوده بالدفء والأمان والحب.
*منتهى الغباء
أن تظن أنك ذو أهمية لشخص لا يهتم إلا بمصالحه وأن تهدي قلبك لقلب لا يشعر به.
*منتهى النجاح
أن تصر على إحالة عمق الفشل إلى قمة الإنجاز والنجاح.
*منتهى الفشل
أن تنظر لكل الأمور بعين الفشل وأن تضع دوماً سقطاتك نصب عيناك.
*منتهى الخبرة
يتولد من التجربة ولم يصل لها الإنسان بعد.
*منتهى العطاء
أن لا تبخل بكل ما لديك حتى على الأعداء.
*منتهى الرجاء
أن ترى يد الله بوضوح وسط عواصف الحياة، وأن ترى بصيص من النور وسط ظلمات الطريق.
*نهاية الحياة
ليس بالموت الجسدي فحسب بل بموت المشاعر وتجمد القلب وسط ثلوج من القسوة. |