CET 00:00:00 - 26/06/2010

قرأنا لك

• د.أسامة‏ ‏الغزالي ‏حرب : الليبرالية ليست مفهوما جديدا في العالم العربي
• المهندس وائل نوراه : ليست الليبرالية مرادفة للإلحاد، لكنها مرادفة للحرية والتحرير
• حازم  القواسمى:  ما أحوج المجتمع العربي إلى المفاهيم الليبرالية والحريات بجميع أشكالها
• كميل شمعون: الليبرالية وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية التي من خلالها يمكن القضاء على الطائفية في لبنان.
• منذر ثابت: الليبرالية هي القادرة على قيادة عملية التحديث والتنمية في تونس.

 عرض: عماد توماس
 يستعرض كتاب " الليبرالية في العالم العربي" رؤى وتصورات لسياسيين عرب حول مفهومهم نحو الليبرالية.

يحتوى هذا الكتاب على مجموعة من المقالات بقلم قيادات سياسية من الأحزاب الأعضاء في شبكة الليبراليين العرب . و هم جميعا سياسيون ملتزمون بنشر المبادئ الليبرالية في بيئة سياسية صعبة.

ترسم هذه المقالات في مجملها صورة دقيقة عن طبيعة المشكلات السياسية والاجتماعية التي تعانى منها البلدان العربية واهم العوائق التي تحول دون تجاوز هذه المشكلات. وتؤكد هذه المقالات على حتمية الحل الليبرالي كمخرج وحيد أمام المجتمعات العربية للحاق بركب التقدم والتطور.

ويبدأ د. رونالد ميناردوس، مقدمة الكتاب، بالتحديات التي تواجهه الليبرالية في العالم العربي، مؤكدا على أن في  كافة بلدان العالم يقف الناس للدفاع عن حرياتهم، على المستوى الفردي و من خلال منظمات المجتمع المدني أو الأحزاب السياسية. وفي العديد من الدول العربية يوجد العديد من الأحزاب السياسية التي تبنت برنامجاً سياسياً ليبرالياً، وتهدف إلى الترويج لها في مجتمعاتهم.

ويشير رونالد، إلى كون هذا الكتاب لا يتكون من نصوص من تأليف المنظرين الذين يكتبون من أبراجهم العاجية. لكنهم ا ممارسين للعمل السياسي ويسعون إلى تعزيز السياسات الليبرالية في بلدانهم. ومن الأمور المفروغ منها أن كل بلد لها خصوصيتها السياسية والاجتماعية لذا تختلف الأولويات والاستراتيجيات من كاتب لكاتب آخر. ومن هذا المنطلق يصور هذا الكتاب طيفاً رائعاً من الأفكار السياسية للسياسيين الليبراليين العرب اليوم.

مقالات الكتاب
من لبنان يتحدث كميل شمعون ، حزب الوطنيين الأحرار ، عن لبنان والليبرالية: بين الأمس و الغد
ومن فلسطين يشارك حازم القواسمي ، منتدى الحريات ، بمقاله عن الليبراليةُ في العالمِ العربيِّ- " رؤىً وتصوراتٌ لسياسيينَ عرب"
ومن الأردن ، يتساءل سائد كراجة، منتدى الفكر الحر ، هل تـُنَاقِـضُ الثـَّقافةُ العربيَّةُ الفَردِيـَّةَ ؟!

ومن تونس، يتحدث منذر ثابت، الحزب الاجتماعي التحرري، الحركةُ الليبراليةُ التونسية : مِـن أزمةِ النَّشأةِ إلى أزمةِ القيادةِ
وعن تجربة المغرب في الليبرالية يكتب محمد أوزوين، الحركة الشعبية ، تحت عنوان "الخيارُ الليبراليُّ في التجربةِ المغربيةِ" ويكتب أيضا محمد تمالدو ، الاتحاد الدستوري،  عن الحرية في حاجة إلى الكرامة و لا تعيش مع الإذلال.

أما من مصر فيكتب الدكتور ‏أسامة‏ ‏الغزالي ‏حرب، حزب الجبهة الديمقراطية ، عن
المسارُ‏ ‏الصَّعبُ‏ ‏لليبراليةِ‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏العربيِّ، والمهندس وائل نواره، حزب الغد ، يكتب تحت عنوان "ضد الدولة الإله"

حقائق أولية
يضع الدكتور ‏أسامة‏ ‏الغزالي ‏حرب، عدة حقائق عند الحديث عن الليبرالية في العالم العربي
الأولى: إن الليبرالية ليست مفهوما جديدا في العالم العربي، ولكنها تعود إلى ما يقرب من مائتي عام، وتلازمت مع بداية النهضة الحديثة في المنطقة، وذهاب المبعوثين من مصر وأقطار عربية أخرى إلى أوروبا للدراسة هناك في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

الثانية: إن الليبرالية اتخذت مفهوما ومضمونا في السياق السياسي والثقافي للعالم العربي، يختلف عنه في أوروبا، مثلما يختلف هذا المفهوم عنه في أوروبا وأمريكا,

الثالثة: إن هناك  تفاوتا ملحوظا بين الأقاليم  العربية المختلفة في توقيت ظهور الليبرالية وكذلك التقبل الثقافي والسياسي لها. ففي حين عُرفت الليبرالية مبكرا في مصر إلا أنها تأخرت في منطقة الخليج.

هل الليبرالية ضد الدين؟
ينفى المهندس وائل نوراه، وصم الليبرالية من قبل الجماعات الدينية بأنها مرادفة للإلحاد، ويوضح إن الليبرالية ما هي إلا مرادفة للحرية والتحرير، تحرير الإنسان وتمكينه من إن يتمتع بحقوقه الطبيعية التي خلقه الله بها، ومنها حقه في إن يعتنق الدين الذي يراه دون ضغط أو إجبار من فرد أو جماعة أو سلطة حاكمة.

ويتساءل نواره، هل من  المنطقي إن نتمسك بإتباع السلف الصالح أم نبحث نحن عن الصلاح فيما نفعله طبقا لظروفنا بما يحقق المقاصد الجوهرية في الدين؟ هل نتوقف عن التفكير ونتمسك بإتباع تفسيرات واجتهادات بشرية عمرها مئات السنين ، أم نجتهد نحن في حل مشاكلنا بما يناسب العصر الذي نعيشه؟

الحرية لا تتجزأ
إما الكاتب المغربي محمد تمالدو، فيرى إن الحرية لا يمكن تجزئتها وحق إما إن يكون مشاعا بين الجميع، وإما إن لا يكون، وان الوعي الذي يحمله الليبراليون عبر العالم لخطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط في شانه إن يدفع قريبا إلى بلورة عمل أكثر جرأة يجب المساهمة فيه والعمل على تحقيقه.

مطلب عربي
يرى الكاتب الفلسطيني حازم القواسمي، إن الشعوب العربية ذاقت الأمرين من أنظمة القمع الديكتاتورية التي حرمتها كافة أنواع الحريات الفردية والجماعية، فلا حرية التعبير مسموح بها في معظم الدول العربية، ولا حرية الرأي ولا حرية التجمع السلمي. والفساد يضرب أطنابه معظم الحكومات العربية .

ويشدد القواسمى، على إن ما أحوج المجتمع العربي إلى المفاهيم الليبرالية والحريات بجميع أشكالها، بما فيها حرية الحصول على المعلومة وحرية التنقل والسفر والحركة، وكذلك حرية الإبداع والابتكار والاختراع، والمطلب الوحيد الذي يرافق الإلحاح على الحصول على الحريات هو التحلي بالمسؤولية، وهو ما تؤكده المفاهيم الليبرالية في جميع جوانبها.

الليبرالية في لبنان
الدكتور كميل شمعون، يرى إن الليبرالية بوجهها الانفتاحي والمستعد لقبول الآخر مهما علت حدة النقاش معه حول الاختلاف  وجدت لنفسها في لبنان مرتعا خصبا وجذورا حية يرويها باستمرار تصميم الشعب اللبناني على العيش حرا فان هذا الوجه لم يقصر يوما على الشأن السياسي بل تخطاه ليشمل جميع المرافق الحياتية.
ويؤكد  شمعون، على إن طيف الليبرالية أتبعث على مسار الدولة اللبنانية  فجاء الاقتصاد اللبنانى صورة مشرفة لها. اقتصدا حر ترعاه الدولة.
ويؤكد شمعون على إن الليبرالية وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة التي من خلالها يمكن القضاء على الطائفية في لبنان.

 الليبرالية قوة دافعه للإصلاح
إما الكاتب الليبرالي التونسي منذر ثابت، فيعتقد إن الحركة الليبرالية تبدو كفتية على قدم شعاراتها وتبرز بلا منازع كقوة دافعة للإصلاح في العالم العربي خاصة بعد إن أثبتت التيارات الأيدلوجية التقليدية عجزها عن إحداث تحول نوعى في الوضع السياسي العربي وبعد إن اصطدمت بمعوق الواقع في تشكله الداخلي والخارجي. ويشدد منذر على إن الليبرالية هي القادرة على قيادة عملية التحديث والتنمية في تونس.
 
يبقى أن نذكر أن الكتاب يقع في 79 صفحة من القطع الكبير وناشره هو مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية و المعلومات، القاهرة 2009، بدعم من مؤسسة فريدريش ناومان من اجل الحرية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق