بقلم: صبحي فؤاد
فيش وتشبيه فى مطار لوس انجليوس الدولى
بدعوه خاصه من الصديق العزيز " مجدى خليل " توجهت يوم 17 يونيو الماضى الى الولايات الامريكيه فى زيارة قصيره استمرت سبعة ايام اكتشفت ورايت خلالها الوجه الاخر الذى لم اكن اعرفه او قرأت او سمعت عنه لهذا البلد العملاق الذى يبلغ تعداد سكانة 308 مليون نسمه من كافة اجناس البشر وبلاد الدنيا ودياناتها وحضاراتها وثقافاتها.
ركبت من مطار ملبورن طائره تابعه لخطوط طيران "اليونيتد الامريكيه" .. توقفت فى" سيدنى" لاخذ مزيد من الركاب ثم واصلت بعد وقت قصيرالطيران الى مدينة "لوس انجيلوس".
بعد ما يقرب من عشرين ساعة طيران وصلت الى مطار " لوس انجيلوس" الدولى لاخذ طياره اخرى للتوجه الى واشنطن العاصمه الامريكيه . نزلنا من الطائره وتوجهنا الى نقاط التفتيش والجمارك لكى افاجىء مثل كل الزائرين الجدد لامريكا بمن يطلب منى اخذ بصمات يدى اليسرى واليمنى ثم صورة لعيناى .. كانت صدمه مؤلمه ومصدر ضيق كبير لى ان اجد نفسى اعامل مثل المجرمين وقطاع الطرق واجبر على اخذ صوره وعمل فيش وتشبيه لى!!
لم املك للاسف حق الاعتراض او الرفض واضطررت مرغما عندما رأيت وجه الموظفه الزنجيه الصارم على الموافقه فورا على هذا الاجراء المهين للزائر لان البديل هو عدم السماح لى بمغادرة ارض المطار وارجاعى الى استراليا فورا وما قد يترتب على هذا الامر من خساره ماديه كبيره واضاعة الوقت .. وليت الامر اقتصر على الفيش والتشبيه الذى يعملوه لكل زائر جديد كنوع من الترحيب الخاص فى المطارات الامريكيه الدوليه وانما ايضا يجبروه على خلع حذاءه وحزام بنطلونه وجاكتته او معطفه الذى يرتديه واخضاعه اذا تطلب الامر الى تفتيش ذاتى لكل عضو من اعضاء جسده للتاكد من انه - او انها - لايحمل اى متفجرات او مخدرات او ممنوعات من اى نوع .
بعد ان مررت بسلام من الجمارك ونقاط التفتيش والاجابة على سؤال الموظفه الامريكيه السوداء عن سبب الزيارة ذهبت مسرعا الى حيث توجد الطائره الاخرى التى كان من المفروض اخذها لمواصلة الرحله الى العاصمه الامريكيه فوجدتها رحلت فى موعدها ولم تنتظرنى انا والذين اخرهم وعطلهم ايضا اجراءات التفتيش المبالغ فى امرها فى المطار .
عرضت موظفة شركة الطيران التابعه لخطوط اليونيتد الانتظار لليوم التالى وترتيب اقامه مجانيه فى احدى الفتادق او الانتظار لاربعه ساعات اخرى لاخذ طائرة اخرى الى واشنطن ففضلت الانتظار بصالة المطار وعدم البقاء ليلة واحده فى لوس انجيلوس بعد المعامله المهينه التى وجدتها فى مطارها الدولى والتى لم ارى مثيلا لها حتى فى الدول الافريقيه الفقيره غير المتحضره التى يلقبونها بدول العالم الثالث .
وصلت الى واشنطن فى مساء نفس اليوم الذى غادرت فيه مطار مدينة ملبورن لاجد فى انتظارى الصديق مجدى خليل ومجموعه فاضله من المصريين المهاجريين المقيمين بالعاصمة الامريكيه اوالمدن الاخرى القريبه منها.. ورغم اننى لم اكن من قبل التقيت باحد منهم الا انى وجدتهم يعرفوننى جيدا من خلال كتاباتى التى انشرها فى الصحف المصريه والعربيه .. وقد شعرت بالخجل من نفسى والاتضاع الشديد وضخامه المسئوليه الملقاه على عاتقى انا الانسان الغلبان البسيط عندما اقترب منى مصريا مهاجرا بكندا اسمه "حليم مواد" كان متواجدا وسط المجموعه وبعد ان صافحنى بحراره قال موجها كلماته الى : انه شرف كبير الالتقاء بك .
والحقيقه وبلا مبالغات فاننى لا ابالغ اذا قلت بامانه انه كان شرفا كبيرا لواحد مثلى ان اذهب الى امريكا والتقى بكل من مجدى خليل وحليم مواد وصبرى جوهر وعادل جندى وعماد شنوده وحلمى جرجس وماهر رزق الله وابراهيم حبيب ويعقوب قرياقس ورأفت جندى والصحفى وليم ويصا وعادل مسيحه والمحامية الشابه كارولين دوس ووجيه نسيم وعشرات غيرهم كنت اتمنى ان اذكر اسماءهم يشرفون مصر فى الولايات المتحده .
ازاح لقاء الاخوه المصريون واستقبالهم الحار عند وصولى الضيق والالم الذى سببه عمل فيش وتشبيه لى مثل اللصوص والمجرمين فى مطار لوس انجليوس بلاضافه الى تصويرى والاحتفاظ بهذه الصور لاستخدامها عند الضروره اذا لا قدر الله عملت شيئا لا ترضى عنه السلطات هناك رغم انى لا انوى ولا اريد ولا ارغب زياره امريكا مره اخرى - الا اذا كانت هناك ضروره قصوه ملحه - لعشرات الاسباب الذى سوف اذكرها فى الجزء الثانى من هذه المقاله.
|