بقلم: مجدي ملاك القضية بالطبع تلعب فيها قضية الثأر الدور الاكبر ، وللكن تدخل فيها عوامل أخري لا يجب علينا إذا كنا نريد ان نكون منصفين ان ننكرها ، فالقضية تدخل فيها وبلا شك ، عوامل دينية ربما لا تكون ظاهرة ، ولكن من يعرف مجتمع الصعيد معرفه جيدة يعلم أن هناك كم من الضغينة بين المسلمين والمسيحين وصل الحد به ، الى وجود عدد كبير من حوادث الفتنة الطائفية بين الجانبين فى الفترة الاخيرة ، وبالطبع الحديث عن الثأر أو الفتنة فكلاهما ثقافة أصبح يتميز بها المجتمع المصري بها فى الفترة الاخيرة ، وكلاهما لا توجد عوامل له من أجل الحد أو التقليل منه ، فالثأر ثقافة مرتبطة بالتخلف والافتقاد للتنمية ، وعدم الثقة فى قدرة القانون على إعطاء الحق لأصحابة بشكل سريع ، يعمل على اعطاء الثقة للمواطن بأن القانون فوق الجميع ، اى ان عامل الثقة فى القانون ، والقائمون على القانون مفقودة وهو الامر الذي يجعل من النظر للقانون كفيصل بين المتنازعين ، نظرة تحتيه يري فيها كل طرف أن القانون للشخص الاضعف الذي لا يستطيع أن يأخذ حقه بنفسه ، وهو أمر ايضاً يمكن ارجاعه لنسبة الامية الكبيرة ، وغياب الثقافة الحقيقية التى تستطيع نقل تلك المجتمعات نقلة حضارية كبيرة تعمل على التقليل من تلك الحوادث . وإذا كانت هذه ثقافة الثأر ، فثقافة الفتنة لديها قاسم كبير مشترك معها ، فهى ايضاً تنم عن غياب ثقافى ، وعن تنامى لكراهية نتيجة مناهج تعليمية ، ونتيجة وجود شحن ضد الاخر فى مختلف المؤسسات داخل تلك المناطق ، هى ايضاً تتعلق بشعور الكثير بأن القانون لا وجود له طالما تعلق الامر بشئ يخص الدين ، فذلك مبرر كبير يجعل لديهم شعور بان تساهل الدولة سيكون اكبر من توقعاتهم طالما اعتقدوا انهم يدافعون عن دين الله من وجه نظرهم ضد الكفار كما تعلموا ويسمعون كل يوم ، فالقواسم المشتركة بين ثقافة الفتنة وثقافة الثأر كثيرة ، فيجمعهم ايضاَ القدرة الكبيرة على استحضار كافة الوسائل التى تحقق غرضهم فى الاعتداء على الاخر ، وكأن ما يستخدم من ادوات هو امر شائع داخل تلك المناطق ، وهو ما يعزز التحليل القائل بضعف قدرة الدولة على السيطرة على تلك المناطق ، يجمعهما ايضاً غياب كبير لثقافة التسامح التى يجب ان تسيطر على مجتمع يريد ان يعطي مثلاً للاخر فى تسامحه ودليل على تقدمه الانساني ، يجمعهما غياب القدرة على التأثير من جانب الدولة ، فتلك المشكلة تعود لعام 2004 ، وهو ما يعني ان الدولة فشلن بكل اجهزتها طوال خمسة سنوات فى اقناع كل من الطرفين بضرورة التصالح ، ولم تستخدم الدولة كما تستخدم حينما تريد ، فتاوى تشير إلى غضب الله ممن يثأر لذاته . نعم اعلم تماماً ان قضية القتل الاخيرة هى بالاساس قضية ثأر ، ولكننا لا يمكن ان نفل تلك الثقافة عن ثقافة الفتنة ، فكلاهما بمزيد من التحليل ستجد ان لهما نفس المصادر الثقافية والبيئية الخصبة التى تساعد على انتشراهما بشكل كبير ، والمؤسف اننا نرى كيف تنمو وتترعرع بيننا ، ولكننا نعتبرها من القضايا المسكوت عنها التى يعنى الحديث فيها الدخول فى صميم ثقافة استبدادية ، نواقصها تجعلنا نشعر بضرورة التغطية عليها ، ولكن اعتقد إذا استمرينا فى هذا الغموض وعدم المكاشفة وبشكل صريح أن ثقافة الثأر وثقافة الفتنة كلاهما نتاج ثقافة منحدرة ساعدنا ونساهم كل يوم فى تنميتها ، فسوف تستمر الازمة ، وسوف نظل نخدع انفسنا بالسؤال عن اسبابها لاننا نعشق تبرير الذات . |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |