قال الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري، إنه «يعتزم زيارة مدينة القدس غير عابئ بحصوله على تأشيرة إسرائيلية»، واعتبر زقزوق أن زيارته تمثل «أكبر دعم للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين»، مشيرا إلى أنه تلقى خلال الفترة الماضية تأكيدات من مسؤولين فلسطينيين رسميين وشعبيين بترحيبهم بزيارته، واستنكر الهجوم عليه قائلا: «أتحدى المزايدين وأصحاب الشعارات أن يناقشوني».
وأثار إعلان وزير الأوقاف المصري عن عزمه زيارة القدس جدلا كبيرا في مصر، واتهمه معارضون للزيارة بـ«شق الصف الوطني والشعبي»، واعتبروا زيارته تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل واعترافا بسيطرتها على القدس.
وقال زقزوق ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» في مؤتمر صحافي عقده على هامش افتتاحه معسكرا لطلاب من 40 دولة إسلامية من الدارسين بجامعة الأزهر، حول ما أثير من جدل: «لن أتخلى عن وجهة نظري وما زلت عازما على القيام بهذه الزيارة، وأتحدى المزايدين وأصحاب الشعارات الرنانة الذين اتهموني بالتطبيع أن يناقشوني دينيا في هذا الأمر».
وتابع قائلا: «ألم يستأذن الرسول (ص) مشركي مكة حينما أراد أن يعتمر في العام الثالث للهجرة، بل ألم تكن الأصنام وقتها تحيط بالكعبة من كل جانب؟».
وتساءل: «هل كان الرسول عندما قرر ذلك يريد أن يطبع العلاقات مع المشركين ويريد أن يعترف بأصنامهم!».
وأضاف مستنكرا: بل إنه عليه الصلاة والسلام كان يريد أن يؤكد الحق الإسلامي في المسجد الحرام. وهو ما أحاول الآن فعله مع تغير المكان والزمان بالنسبة لزيارة القدس اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام.
واعتبر وزير الأوقاف المصري زيارته إلى القدس «أكبر دعم للفلسطينيين»، مشيرا إلى أنه تلقى تأكيدات من مسؤولين فلسطينيين رسميين وشعبيين بترحيبهم بزيارته المرتقبة.
من جانبه أكد وزير الأوقاف الفلسطيني، محمود الهباش، أنه وجه دعوة قبل حوالي شهرين إلى وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس، وقد تلقى غير مرة موافقة مبدئية من الوزير المصري الذي يؤيد زيارة رجال الدين والمسؤولين إلى القدس، باعتبار ذلك يشكل دعما للشعب الفلسطيني. وقال الهباش لـ«الشرق الأوسط» «تحدثنا معه مرارا في هذه الموضوع وتبادلنا الآراء، وهو يدعم الفكرة واتفقنا أن ذلك لا يشكل أبدا تطبيعا مع إسرائيل أو اعترافا بسلطتها وسيادتها على القدس حتى لو جاءت الزيارة في ظل وجود الاحتلال، وإنما فرصة للتأكيد على عروبة القدس وحقنا فيها». وتابع الهباش «ستكون زيارته غير مسبوقة ومهمة».
وأوضح الهباش أن الزيارة، إن تمت، فستكون بالتنسيق الكامل مع السلطة، لكنه لم يبلغ حتى الأمس بنية الوزير المصري زيارة القدس.
|