CET 13:47:03 - 29/06/2010

مساحة رأي

بقلم: صبحى فؤاد
جولة فى قلب العاصمه واشنطن

تحدثت فى مقالتى السابقه عن المعامله غير الطيبه التى يلقيها الزائر الى الولايات المتحدة فى مطاراتها على ايدى رجال ونساء الجمارك ونقاط التفتيش وكيف انهم بدلا من الابتسام فى وجهك والترحيب بك عند وصولك الى بلدهم ينظرون اليك بملامح جامده صارمه ثم يجبروك على اخذ بصماتك وصوره او اكثر لك كما لو انك جئت اليهم مرحلا من معسكرات الارهابين فى العراق او افغانستان وليس سائحا جاء اليهم بكامل حريته واختياره . وذكرت انه لم يزيح الضيق الذى سببه لى خلع حذائى واخذ بصماتى رغم عن انفى وتصويرى بلا مبرر او سبب مقنع سوى لقاء بعض الاخوه المصريين المقيمين فى امريكا والذين كان فى مقدمتهم اخونا الصديق مجدى خليل.
فى اليوم التالى توجهت الى قلب العاصمة واشنطن بعد ان ركبت الاتوبيس بالقرب من الهوتيل الذى كنت مقيما فيه .. ولم يكلفنى سوى ثلاثة دولارات وربع بينما تكلفة التاكسى تصل الى ستين دولارا وربما اكثر . وجدت العاصمه جميله منظمه ونظيفه للغايه ..غالبية شوارعها رقميه .. شارع 2 و 3 و 7 وغيرهم من الارقام . وهذا يجعل امر توهانك فى شوارع واشنطن من المستحيل.

اذهلنى العدد الهائل من المبانى القديمه الرائعه التى بناها الجدود لتبقى قائمه وصامده فى وجه الزمان الى الابد .. وكنت اتصور قبل زيارتى الى هذه المدينه ان البيت الابيض الذى يقيم فيه الرئيس الامريكى لابد ان يكون اروع واجمل وافخم مبنى فى كل انحاء العاصمه ولكنى بعد تجولى فى انحاء المدينه رايت اروع منه وافخم عشرات المرات.
وبمناسبة الحديث عن البيت الابيض فقد عرفت انه من الممكن التجول داخله بشرط ان تحصل على تصريح من سفارة بلدك او من اى عضو فى البرلمان الامريكى . وقد رايت طابورا من الناس امام بوابة البيت الابيض ينتظرون دورهم للدخول.
وحول البيت الابيض وجدت الناس يسيرون بدون خوف او اعتراضهم من قبل رجال البوليس .. وورايتهم يلتقطون الصور التذكاريه بدون ان يصادر احدا كاميراتهم او يقول لهم ممنوع الاقتراب او التصوير كما هو الحال فى مصر ومعظم الدول العربيه .. ويتظاهرون ايضا بدون مشكلة او مضايقه من حراس لبيت الابيض.

وحقيقه اكثر ما شدنى وجذب انتباهى اثناء تجولى فى وسط العاصمه الامريكيه وجود مسله ضخمه تشبه تماما المسلات المصريه الاثريه ترتفع على مستوى الارض 555 قدم واستغرق بناءها 37 سنه فى الفتره ما بين عامى 1848 وحتى عام 1885 ميلاديه .. وقد اطلق على هذا النصب التذكارى اسم " واشنطن"  تذكارا لهذا الزعيم الامريكى الكبير الذى حصل على الاستقلال لبلده من الانجليز ففى عام 1787 م.
والمضحك انى عندما رايت المسله للوهلة الاولى تخيلت فى الحال ان الامريكان سرقوها من مصر ولكنى عندما عرفت الحقيقه شعرت بفخر واعتزاز بجدودنا الفراعنه الذين لم يجد الامريكان شيئا على وجه الارض سوى تقليد عمل من اعمالهم لتخليد بطل ورجل عظيم من رجالهم الشجعان.
 
كانت على غير العاده درجات الحراره مرتفعه للغاية حيث كادت تقترب من الاربعين درجه مئويه .. فكان كل همى وشاغلى البحث عن ظل شجره او التوقف لشراء زجاجة مياه او اى نوع من العصائر.. وكنت اتمنى وانا اسير على قدماى لو يسقط الجليد كما يحدث فى الشتاء لكى التقط انفاسى قليلا.
بجانب المبانى الاثريه الرائعه والدائق والشوارع المنظمه النظيفه اعجبنى فى العاصمه الامريكيه وجود عدد لا بأس به من المتاحف المجانيه وغير المجانيه وسهوله التعرف عليها .. واعجبنى ايضا وجود العربات المحمله بالهدايا باسعار مناسبه جدا بالقرب من الاماكن التى يتردد عليها الزائرين والسياح ..ولكن الذى لم يعجبنى هذا السائق الامريكانى الاسود الافريقى الاصل الذى كان يسوق الاتوبيس السياحى الذى كنا نركبه ودفعنا ثلاثون دولارا له لكى ياخذنا فى جوله حول اهم معالم العاصمه .. وكان يتوقف كل خمس دقائق لتبادل الحوار مع معارفه مما تسبب فى اضاعة وقتا كبيرا .. والادهى فى امر هذا الشاب انه كان يقود الاتوبي وقدميه مرتفعه عن ارضية العربه وتكاد تلامس الزجاجى الامامى ورغم هذا لم يجد من يعترض طريقه سواء من بوليس المرور او مفتشين !!

بعد ساعات طويله من المشى على الاقدام بدأت اشعر بالاجهاد بسبب الحر وفرق التوقيت بين استراليا وواشنطن فقررت العوده الى الهوتيل وسرت حتى محطة الاتوبيس لكى تقودنى الصدفه لاكتشاف محل بيتزا يصنع اجمل بيتزا اكلتها فى حياتى وباقل من عشر دولارات امريكيه .. ولولا صرامه قوانين الجمارك فى استراليا لكنت اخذت عشره او عشرين بيتزا معى واحتفظت بهم فى الثلاجه .
والى اللقاء فى الجزء الثالث والاخير الذى سوف اكتب فيه عن زيارتى الى مدينة نيويورك ومشاهداتى وانطبعاتى عن هذه المدينه الساحره المليئه بالتناقضات.

استراليا
sobhy@iprimus.com.au

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق