CET 00:00:00 - 30/06/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
زغاريد تنبعث..ودموع تنهمر..أفراح تعقبها أحزان..ولقاء يعقبه فراق، تلك هى الحال فى عدد كبير من الزيجات التى تتم فى هذه الأيام، و كثيرًا ما نسمع تلك العبارة: كيف افترقا بعد كل هذا الحب،  والحقيقة أن الكثير من تلك الزيجات كان يحمل فى طياته عوامل فشله.

و الحقيقة التى يراها الفاحص المدقق والمحلل لتلك الزيجات الفاشلة، أن من أهم عوامل فشل الزواج، هو طبيعة الزواج نفسه، فالإعتياد والروتين هما من أكثر الأشياء التى تؤدى إلى فتور العلاقة الزوجيه، ومن ثم حدوث فجوة بين الزوجين تتسع على مدى الأيام حتى تتحول إلى هوة يصعب تخطيها، وأحيانا كثيرة لا يريد الطرفان تخطيها.

إن الحب أحيانًا كثيرة ما يخفق أمام اختلاف الطباع، واختلاف المستوى الإجتماعى، واختلاف الموروث العائلى عن علاقة الرجل والمرأة، والذى كثيرًا ما يكون مفهومًا خاطئًا نشأ عن علاقة مشوهة بين الأب والأم، أو عن عقدة نفسية قديمة، وعوامل أخرى كثيرة قد نؤثر فى نظرة الرجل إلى المرأة والمرأة إلى الرجل.

ان الحب فى المفهوم الشرقى، والذى تُبنى عليه معظم العلاقات الزوجية، الناجحة منها أو الفاشلة،  هو مفهوم قاصر يعتمد على المشاعر التى كثيرًا ما تكون مضللة، فالحب فى المفهوم الشرقى هو نتاج الثقافة السينمائية والتلفزيونية، التى تعتمد على الإبهار واستغلال مشاعر المراهقين.

لماذا نفشل؟ سؤال يتردد بمرارة على ألسنة الكثير من الأزواج والزوجات التعساء، إننا نفشل لأننا نمارس مالا نعرفه، إننا نمارس الحب ونحن نجهل ما هو الحب، ونمارس الزواج ونحن نجهل ما هو الزواج، نمارس الجنس ونحن نجهله، وننجب الأطفال ونحن لا نعرف ما هو الطفل، حتى إننا ناكل ولا نعرف الضار والنافع من الطعام، إن المشكلة دائمًا تكمن فى النقص المعرفي.

إن المعلومة يمكن أن تُؤخذ من الكتب، والندوات، ووسائل الإعلام؛ ولكن كيف تتحول تلك المعلومة إلى معرفة، والمعرفة إلى أسلوب حياة معاش؟!! فذلك هو ما يجب أن يعمل عليه التربويون، سواء فى المدرسة أو البيت أو دور العبادة بكل أنواعها، عن طريق غرس قيم المشاركة، وخدمة الآخرين، وبذل الذات، واحترام الإختلاف سواء فى الشكل أو العقيدة أو الطباع، تلك الخصال التى يجب أن تُغرس فى نفوس الأطفال منذ الصغر.

إننا نسب الغرب، ونتهمه بالإنحلال الأخلاقى، ونحن فى الحقيقة نعانى من إزدواجية مُرعبة أفرزها الجهل والتخلف. فنحن لا نأخذ من الغرب سوى ما فى صندوق القمامة الغربى، من العرى، والعادات القبيحة، وتسريحات الشعر، والملابس الغريبة، وموسيقى "الهفى ميتال" و"عبادة الشيطان"، بينما تعاف أنفسنا العلوم والمعارف الغربية، والتى منها العلوم الإجتماعية المتطورة،   والتى أحرزت تقدمًا كبيرًا فى مجال العلاقات الزوجية وتربية الأطفال، والسؤال هو: هل سنظل ننبش صناديق قمامة الغرب إلى الأبد؟ أم سنغسل أيدينا من القمامة ونتجه إلى المطبخ الغربى، الذى يذخر بما لذ وطاب من اغذية العلم و فاكهة المعرفة

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق