كتب: عوض بسيط – خاص الأقباط متحدون
نظمت مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية" دورة تدريبية عن الإعلام الإليكتروني، بعنوان "عبر واتحرر"، في الفترة من 23: 26 يونيو بفندق بيراميزا بالقاهرة، بمشاركة "حقوق وحريات" الكندية، و"المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، بهدف دعم الصحافة الشعبية، وتشجيع الصحفيين والنشطاء على إنشاء مدونات.
افتتح الدورة د. "رونالد ميناردوس" المدير الإقليمي لـ "فريدريش ناومان"، والذي أكد في كلمته على أهمية دعم صحافة المواطن، وحرية التعبير في مصر، في إطار أهمية الحرية الشخصية وحرية النقد.
وأكد على أن أهداف "فريدريش ناومان" هي مؤسسة تعليمية مهتمة بالتثقيف السياسي، ودعم الليبرالية، خاصة في العالم العربي ومصر, حيث المشاركة السياسية ضعيفة جدًا، مؤكدًا على تعاون المنظمة مع المؤسسات الحكومية المصرية، والأحزاب الليبرالية، والمنظمات غير الحكومية الليبرالية.
جدل حول جوجل!
على الرغم من أهمية "جوجل" لكل مستخدمي الإنترنت، بل وشعبيته، إلا أن المدون مالك مصطفى –إخصائي تكنولوجيا المعلومات بمركز هشام مبارك للقانون- حذر من إنشاء المدونات على "بلوجر" المملوكة للعملاق "جوجل"، حيث قامت بالكشف عن هوية اثنين من أشهر المدونين الصينيين في 2007، مما أدى لإعدامهما، في المقابل شجع "مصطفى" على إنشاء المدونات على "ورد برس" لما تملكه من سجل نظيف –على الأقل حتى الآن- بالإضافة لقيامها بعمل نسخ احتياطية من الملفات، وسهولة نقل المدونة إلى موقع خاص، على العكس من "بلوجر".
ورغم تحذيره من جوجل فيما يتعلق بالتدوين، إلا أن "مصطفى" أكد أفضليته أمنيًا في مجال البريد الإليكتروني، وتفوقه على ياهو وهوتميل.
كما أكد "مالك" في حديثه عن التدوين، أن مصر بها مساحة من الحرية –في التدوين- أفضل من الكثير من دول الجوار كلبنان، وتونس، والسعودية، وإسرائيل.
أمانك مسئوليتك!
وفي ورشة عمل عن الأمان على الإنترنت، قال "مالك مصطفى": إن الأمان مسئولية شخصية بالمقام الأول، يبدأ بمعرفة وتحديد كم وماهية المعلومات التي يقرر المدون مشاركتها، ومدى رغبته في سرية أو إتاحة البيانات، كما قدم للمتدربين حزمة من البرامج الفعالة في الحماية موجودة على هذا الموقع أنقر هنـــا
أنت رئيس التحرير!
عن كيفية الكتابة على المدونة تحدثت مدير تحرير الوسائط المتعددة في "المصري اليوم" نورا يونس عن الفارق بين الكتابة للصحافة والتدوين، موضحة أن للصحافة قوالب وقواعد تنظمها، وهناك هيكل إداري تحريري يتحكم في النشر، على العكس من التدوين، حيث أنت رئيس التحرير، فتكتب ما تريد بالصيغة التي تحبها، وحسب جمهورك المستهدف، سواء انتقيت العربية أو الإنجليزية، العامية أم الفصحى، كتبت ببذاءة أو بكلاسيكية، فالاختيار لك وحدك، وكذلك النتائج.
وعن كيفية تحدي صناعة اسم متميز في مجال التدوين قدمت "يونس" بعض النصائح مثل: الكتابة في موضوعات غير مطروقة، نشر أخبار مؤكدة وموثقة حتى لا يفقد المدون مصداقيته، كذلك فصل الخبر عن الرأي الشخصي، مؤكدة أن معايير العمل الصحفي المتميز هي: المصادر، الانفراد، والتناول.
وفي خلاصة قدمت "يونس" نصائح للمدونين أهمها: اختيار العنوان الشيق القصير والدال، الاختصار قدر الإمكان، ذكر المصادر واستخدام الروابط، استخدام الوسائط المتعددة، التفاعل مع التعليقات، والاعتذار عن الخطأ.
التدوين بالصوت والصورة
في ورشة التصوير تحدث الصحفي والمدون حسام الحملاوي عن أهمية الصورة، التي تفوق الكلمات أحياناً، مؤكداً أن نشر صور التظاهرات ساعد تحفيز العديد من الشباب على المشاركة في الحركة السياسية، وكل ما يحتاجه المصور هو كاميرا قد تكون ملحقة بموبايل أو أخرى بآلاف الجنيهات، المهم هو كيفية استخدامها، فالصور التي التقطت لتظاهرات استقلال القضاء في 2006 التقطت بواسطة هواتف محمولة بعد أن هشم الأمن كاميرات المصورين المحترفين.
وقدم "الحملاوي" نصائح للمتدربين أهمها: الاقتراب بشكل كافٍ مع عدم استخدام "الزووم"، وفي نفس الوقت تجنب لفت انتباه رجال الأمن، ومحاولة السيطرة على الانفعالات والهدوء، مع الثقة الكافية بالنفس.
أما الصحفي والمدون وائل عباس درب الحاضرين على استخدام كاميرا الموبايل لبث فيديو مباشر على الإنترنت، كما قام بالتدريب على استخدام برنامج Windos Movie Maker لتعديل ودمج مشاهد الفيديو المختلفة للوصول لفيلم فيديو قصير.
وأكد "عباس" أن شجاعة المدونين المصريين في تحديهم للخطوط الحمراء، هو ما فتح الباب أمام المواطن العادي للمشاركة بالصور والفيديو، عن طريق هاتفه المحمول، وإرسالها للمدونين لنشرها.
وعن التدوين الصوتي قدم خبير البودكاست أدهم الشهابي تدريبًا عمليًا، درب فيه المشاركين على استخدام بعض البرامج للتسجيل الصوتي، ورفعها على مدوناتهم. مؤكداً أن التدوين الصوتي، هو مستقبل التدوين، لأنه يضيف بعدًا شخصيًا وشيقًا، بالإضافة لإمكانية متابعته في أي وقت، إلا أنه حذر من إمكانية التلاعب بالصوت، إذ يمكن حذف بعض الكلمات من الجمل المسجلة بصوتك، وإعادة تركيبها بشكل يوقع صاحبها تحت طائلة القانون!.
جني الأرباح!
أما أكثر الجلسات تشويقًا فكانت عن التسويق الإليكتروني، وحاضرت فيها الكاتبة وخبيرة التسويق مروة رخا التي أكدت أن البداية الصحيحة هي وجود رؤية واضحة حول المدونة، رسالتها، جمهورها المستهدف، وتصور كيف سيكون مستقبلها، ثم تأتي مرحلة تحديد الهوية، من خلال الاسم، الشعار، الألوان... إلخ، الخطوة الثالثة هي الحصول على إحصاءات وأرقام عن المدونة وزوارها، وذلك عن طريق التسجيل في (google analytics). ثم رابعًا أن يتعامل المدون بجدية إذا كان يريد أن يأخذ القراء مدونته على محمل الجد، فيهتم بالتواصل مع التعليقات، والحفاظ على تحديث المدونة بانتظام وبالجديد، وربط المدونة بمدونات أخرى. ثم يأتي الترويج الجيد عن طريق تبادل الروابط مع مواقع أخرى، ونشر المدونة وتحديثاتها على الشبكات الاجتماعية مثل (تويتر) و(فيسبوك) و(ماي سيس). وأخيرًا تبدأ مرحلة جني الأرباح بطرق أخرى مثل بيع المحتوى، أو إعلانات جوجل، أو جذب الرعاة. |