كانت ملابسها وطريقتها في مضغ العلكة وتحريك عينيها من مكان إلى آخر كأنها تنبي عن شىء تريد الإفصاح عنه. سألت ثريا "لماذا أنت هنا؟"، فسألت بدورها أمرأة أخرى "هل أخبرها؟".
وبعد لحظة من التردد قالت "سمعة سيئة" ثم كتمت ضحكة تحولت فيما بعد إلى قهقهة، وضحك معها كل من في المكان. لم تشرح ثريا ما معنى ذلك، لكن يبدو أن كل النساء الموجودات في هذه الغرفة متهمات بـ"سوء السمعة" بطريقة أو بأخرى. أنه سجن (بادام باق) أو حديقة اللوز، سجن النساء الوحيد في العاصمة الافغانية كابول.
في بادام باق التقيت أيضا بصابرة ذات الستة عشر ربيعا والتي تلبس غطاء رأس جميلا أصفر اللون. عبرت صابرة عن غضبها من حرمانها من المدرسة، وأضافت "كنت على وشك الزواج وجاء الولد ليسألني بنفسه قبل أن يرسل والديه (لخطبتي)، لكن شاهدتنا أمرأة في منطقتنا واتصلت بالشرطة".
وقد حكم على صابرة بالسجن ثلاث سنوات ثم خففت العقوبة إلى 18 شهرا. أما عزيزة فقد اتهمت بالهروب من زوجها، وقالت إنها برأت من التهمة قبل شهرين لكنها لا تزال في السجن. وبدورها اتهمت مستورة البالغة 19 عاما من العمر بممارسة "الزنا" مع زوج المرأة التي كانت تبنتها.
وتقول مستورة "لقد تقدمت أمي بشكوى، لكن الحكومة اودعتني السجن".
وقد أكد مسؤول بارز في وزارة شؤون المرأة الافغانية خلال ورشة عمل أقامتها الأمم المتحدة مؤخرا أن نصف السجينات الافغانيات -البالغ عددهن 476 امرأة- قد القي عليهن القبض بسبب "جرائم أخلاقية".
ويشتمل هذا النوع من الجرائم على كل شىء بدءا من الهروب من المنزل ورفض الزواج إلى الزواج من دون موافقة الأهل و"ممارسة الزنا".
ويقول نادر نادري مسؤول المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان في افغانستان "في معظم الحالات تهرب النساء لأنهن لا يستطعن تحمل العنف المنزلي، ومن ثم يتم احتجازهن لفترة طويلة". |