بقلم : هيام فاروق
قرأت فى جريدة "المصريـــــون" مقالا يتكلم عن ( المـــواطنــــــــة ) بتاريخ 27/6/2010 .. و كانت فحواه الآتى :
( أن هوية مصر تُطمس من قبل "متطرفين أقباط و علمانيين" .. فهم الذين لجأوا إلى "الإنتهازية السياسية" التى صنعتها "ظاهرة "الإستقواء بالخارج" للضغط على الداخل "المسلم" .. و أن هؤلاء المتطرفين الأقباط والعلمانيين يسعون إلى تحميل النظام السياسى المصرى إلى تقديم تنازلات تُعزز من علمنة الدولة ، و تغيير واجهتها الحضارية الإسلامية .. و يصف المقال أن هؤلاء المتطرفين الأقباط و أصحاب التطرف العلمانى هم "لصوص" ضد المواطنة و يدعون أنهم أصحاب البلد الأصليين بينما المسلمون و كأنهم "غزاة" و "محتلين" لا يحق لهم الإنتساب للبلد . و يتهم هؤلاء المتطرفين الأقباط بالتمدد الخرسانى الأسمنتى غير المرخص قانوناً لبناء المعابد و الكاتدرائيات فى الشوارع و الميادين العامة و يصفهم بأنهم يتحدون القانون و يناهضون ممارسة المسلمين لحقوقهم الدينية بما فيها التوسع لبناء المساجد و تلاوة القرآن الكريم ، زعما من هذه الأقلية أنها مظاهر مستفزة لمشاعرهم . )
كان هذا هو فحوى المقال .
و هنا أتساءل : عن أى تطرف يقصده المقال ؟ و ما هى مظاهر هذا التطرف ؟
أنا أعلم أن التطرف الواضح و الصريح تجلى فى حرق الكنائس و قتل الناس أفرادا و جماعات سواء كانوا خارجين من الكنيسة ( حادثة نجع حمادى ) أو داخل الكنيسة ( صنبو ) ، أو رجل دين و من معه من فريق الشمامسة ( دمنهور ) ، هذا غير حرق قرى بأكملها ( قرية دميان ـ قرية بشرى ـ النزلة ـ .... إلخ ) و تكسير محلات ، و قطع أرزاق ، و خطف سيدات و بنات ( الصفحة مش حتكفى ) و إسألوا مراكز حقوق الإنسان فى مصر و خارجها .
السؤال : كم مسيحى إرتكب مثل هذه الأفعال الوحشية الإرهابية ؟؟؟؟
ثم يقول الضغط على "المسلم" و "الإستقواء بالخارج"
لعلم الجميع أن الخارج ليس له دين .. ليس له إلا مصلحته و ياريت المصريين و العرب يفهموا هذا جيدا ليلحقوا بقطار الواقع قبل أن يغادر بلا عودة .
أما عن إرادتنا فى تعلية الهوية الفرعونية .. فهذا شرف لنا و للجميع .. إنتسابنا للفراعنة الذين هم أول من برعوا فى علم الفلك و الجغرافيا و الطب و الهندسة و علوم الطبيعة .. لهو أشرف لنا مليون مرة من إنتسابنا إلى البدو الذين يتبعون ثقافة ....و...و.....
و الدليل على هذا أننا حينما نريد أن نظهر مصر للعالم بطريقة مُشرفة فإننا نظهر صورة الأهرامات و أبو الهول مع أننا نملك صور للخيمة و الناقة .
و يقول أن الأقباط يزعمون أنهم أهل البلد الأصليين .. طبعا ( غصب عن حبة عين التخين ) نحن أهل البلد الأصليين فالمسيحية فى مصر بدأت من منتصف القرن الأول الميلادى بينما أى دين آخر بدأ منذ بداية القرن السابع الميلادى . صحيح ( ضربنى و بكى و سبقنى و إشتكى )
و يتكلم عن التمدد الأسمنتى الخرسانى و بناء المعابد و الكاتدرائيات .. فعلا حاجة غريبة جدا ( اللى ميشوفش من الغربال يبقى أعمى صحيح ) ، بالله عليكم هل هناك نسبة و تناسب بين بناء كنيسة واحدة و بناء العديد و العديد من المساجد ؟ أحكموا أنتم . لكم عيون و لا تبصرون و آذان و لا تسمعون .
و يتكلم عن تلاوة القرآن فى الشارع المصرى !!!!! عجبى .. إصعدوا إلى عربات مترو الأنفاق و جميع وسائل المواصلات بل و حتى ( التوك توك ) و سيروا على أرصفة الشوارع و أنظروا الميكروفونات الموجهة فى كل حدب و صوب على كل مبنى حتى لو لم يكن مسجد .. و لا أعلم حتى الآن ما سر تعلق المسلمون بالميكروفون حتى أننى أظن أنهم على وشك تقديسه .
العجيب أن يتكلم المقال عن المواطنة !!!!! صدق فضيلة شيخ الأزهر ( سيد طنطاوى ) رحمه الله حينما قال : " إنكم أمة من الـ...... المسلم فيها يتنصل من فرعونيته و يتبع بدو الجزيرة الـ....... ، و يخون إخوته من الأقباط الذين ظلوا على دينهم " . |