CET 00:00:00 - 04/07/2010

مساحة رأي

بقلم: د. عبد الخالق حسين
كما ونعرف من التاريخ أن الإمام الأعظم أبو حنيفة (رضي الله عنه) قد درس الفقه فترة على الإمام جعفر الصادق في الكوفة، وكان من أقرب الناس إلى الإمام موسى الكاظم (ع)، فكلاهما عانى السجن والاضطهاد معاً وبواسطة  الحاكم نفسه ومن أجل القضية ذاتها. ولو أدرك الشيعة حقيقة الأمر لعرفوا أن أبا حنيفة هو أحد أئمتهم كما هو أحد أئمة أهل السنة، لأنه وجد قبل انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة، وكان من أنصار أهل البيت.
والكلام نفسه ينطبق على الإمام الشافعي (رحمه الله) الذي لم يقِّل عن أبي حنيفة تشيُّعاً للعلويين، وهو الذي أُتهِم بأنه رافضي لشدة تشيّعه وقد قال في ذلك شعراً: ( راجع بن حجر، ص 79، 88، 108):
قالوا  ترفضتَ  قلتُ  كلا ..... ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليتُ غير    شكٍ  ...... خير إمام   وخير   هادي
إن كان حب الولي رفضاً.....  فإنني    أرفَضْ  العبادِ
وقال في مكان آخر:
تزلزلت الدنيا لآل محمد ....... وكادت لهم صمم الجبال تذوبُ
وغارت نجوم واقشعرت كواكب.... وهتكت أستار وشق جيوب
نصلي على المبعوث من آل هاشم..... ونعزي بنيه إنَّ ذا لعجيب
لئن كان ذنبي حب آل محمد..... فذلك ذنب لست منه أتوب
همُ شفعائي يوم حشري وموقفي....إذا ما بدت للناظرين خطوب
ثم يقول:
إن كان رفضاً حب آل محمد.... فليشهد الثقلان أني رافضي
أما أنس بن مالك إمام المدينة المعروف، فكان من تلاميذ الإمام جعفر الصادق (ع) وقد ساعد محمداً الحسني في ثورته على المنصور إذ أفتى بصحة بيعته فعاقبه المنصور على ذلك ضرباً بالسياط. (راجع جرجي زيدان، التمدن الإسلامي، ج4، ص 119).
وإذا أتينا إلى الإمام السني الرابع، أحمد بن حنبل، فهو الآخر لا يقل عن أسلافه في التشيُّع لعلي والإشادة بفضله. وهو القائل: "ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل ما جاء لعلي" (أنظر بن حجر، المصدر السابق).

ويضيف علي الوردي: بعث على بن أبي طالب روح الثورة في المجتمع الإسلامي. فتولى تلك الروح بعد موته طائفتان من الناس، هما طائفة الشيعة من جانب، وطائفة أهل الحديث (أهل السنة) من الجانب الآخر. أولئك ثاروا بسيوفهم وهؤلاء ثاروا بأقلامهم. واستطاعت الطائفتان أخيراً أن تقضي على الدولة الأموية قضاءً كاد أن يكون مبرماً. إذا تكاتف السيف والقلم على أمر، فلا بد أن يتم ذلك عاجلاً أو آجلاً. (علي الوردي، وعاظ السلاطين ص 234).
وبعد القضاء على الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، شعر العلويون بخيبة أمل لأن أولاد عمهم العباس قد اغتصبوا منهم الخلافة. لذلك بدأ الصراع من جديد بين أولاد العمومة، وهكذا وجد الشيعة أنفسهم دائماً في المعارضة. ولما كانت السلطة تفسد الحاكم، ومهما كان ناقماً على الظلم عدما كان في المعارضة، إلا إن نزعة الظلم متأصلة في الإنسان، فلابد وأن يكون هناك أناس ناقمون، وآخرون منتفعون من هذا الحاكم أو ذاك، وعليه فقد حذا خلفاء بني العباس حذو الأمويين في ظلم الرعية وبالأخص أولاد علي وشيعتهم. ومن المؤسف أن يأخذ هذا النزاع العائلي قالباً دينياً ويتحول إلى صراع طائفي بين السنة والشيعة فيما بعد.

ومن هنا نرى أن الشيعة كانوا يمثلون المعارضة على الدوام وفي حالة الثورة الدائمة، أشبه بالبركان الذي لا يهدأ، وهكذا بدأت بثورة الحسين، لتليها ثورة زيد بن علي، وثورة المختار، وثورة عبد الله بن محمد الحسني .. الخ.

وفي عهد الخليفة عبدالله المأمون توقف اضطهاد الشيعة، إذ كان المأمون شيعي الهوى، قرّب منه الإمام الشيعي الثامن علي بن موسى الرضا، وأعلنه ولياً للعهد. يقول أحمد أمين في كتابه (ضحى الإسلام، ج3): "فبايع الناس لعلي بن موسى من بعد المأمون الذي أمر الناس بخلع لباس السواد ولبس الخضرة، وكان هذا في خراسان. فلما سمع العباسيون ببغداد ما فعل المأمون من نقل الخلافة من البيت العباسي إلى البيت العلوي، وتغيير لباس آبائه وأجداده بلباس الخضرة أنكروا ذلك وخلعوا المأمون من الخلافة غضباً من فعله، وبايعوا عمه إبراهيم بن المهدي".

ويؤول أحمد أمين الأسباب التي دعت المأمون إلى أخذ هذا الإجراء، نوجزها بما يلي: (1) أنه استعرض الفتن منذ عهد الإمام علي إلى يومه فرآها مضعفة للدولة، ومفرقة للكلمة، ومن الأفضل فتح الباب أمام البيتين العباسي والعلوي يختار خيرهم، (2) كان المأمون معتزلياً من معتزلة بغداد وهم يرون أن علياً كان أولى بالخلافة حتى من أبي بكر وعمر، فذريته من بعده أحق، (3) أنه كان تحت تأثير الفضل بن سهل، الشيعي المعتزلي، (4) أنه رأى أن عدم تولي العلويين للخلافة يكسب أئمتهم شيئاً من التقديس، فإذا ولّوا الحكم ظهروا للناس وبان خطؤهم وصوابهم فزال عنهم هذا التقديس.

وحول مدى إخلاص المأمون لهذه الإجراءات، يضيف أحمد أمين: "وأغلب الظن أن المأمون كان مخلصاً في عمله صادقاً في تصرفه، وقد زوَّج المأمون عليّاً الرضا هذا ابنته، وزوَّجَ محمد بن علي بنته الأخرى، ولكن شاء القدر أن يموت الرضا سريعاً، بعد أن ولاّه المأمون عهده، وبعد أن مرض أياماً ثلاثة، فادّعوا أن المأمون سمَّه لثورة بغداد، وما أكثر ادعاء الشيعة بسّم أئمتهم، وهذا بعيد، فالمؤرخون يروون حزن المأمون الشديد عليه، كما يرون أن المأمون بعد موته (الإمام الرضا) وبعد انتقاله إلى بغداد ظل يلبس الخضرة (وهو شعار العلويين) تسعة وعشرين يوماً، ويلزم القُواد بلبسها، فلما رأى كراهية البيت العباسي لها ودسهم الدسائس في ذلك اضطر أن يغيرها إلى السواد (وهو الشعار العباسي)، فإن كان حقاً قد سُمَّ، يكون قد سمَّه أحد غير المأمون من دعاة البيت العباسي. (أحمد أمين، ضحى الإسلام،ج3، ص 294-296).

والجدير بالذكر أن المأمون كان متفلسفاً، شديد الولع بمذهب المعتزلة الذين كانوا يقيمون العقيدة الدينية على أساس العقل والتفكير المنطقي، وهم مؤسسو "علم الكلام"، وقد قرّب المأمون إليه فقهاءهم وعيّنهم في مناصب الدولة، كما استفاد هؤلاء من المأمون في الحرية التي تمتعوا بها في عهده لنشر مذهبهم بين الناس، وبذلوا في ذلك جهوداً طائلة، ومالوا إلى اضطهاد من كان يخالفهم في الرأي. وسار على نهج المأمون الخليفة المعتصم والواثق في الميل إلى المعتزلة. (علي الوردي، وعاظ السلاطين ص241).

ولكن تغيَّر الوضع في القرن الثالث الهجري بعد استلام المتوكل الخلافة، الذي أعلن الحرب على جميع الفرق الإسلامية، حيث راح يضطهد المعتزلة والشيعة والخوارج والصوفية "وسعى لإيجاد فرقة مرتبطة به وتستند إلى سنة النبي استناداً شرعياً بعيداً عن الملابسات السياسية التي حكمت سلوك الفقهاء قبل عهد المتوكل". (راجع الجذور التاريخية للطائفية في العراق، هادي العلوي-علاء اللامي/الثقافة الجديدة، العدد 275).

وقام المتوكل باضطهاد المعتزلة خاصة اضطهاداً مزرياً، وصار يتتبعهم فرداً فرداً ويقصيهم عن مناصبهم التي كانوا فيها على عهد أسلافه الثلاثة (المأمون والمعتصم والواثق). ومن جملة ما فعل في هذا السبيل أنه أمر عامله بمصر أن يُحلق لحية قاضي القضاة هنالك، إذ كان معتزلياً شديداً، وأن يضربه ويطوف به على حمار في الأسواق. (علي الوردي، وعاظ السلاطين ص241.)

والجدير بالذكر أن المتوكل كان من أظلم الخلفاء وأكثرهم عربدة، ودناءة، وسفكاً للدماء. وقد سمّاه بعض المستشرقين "نيرون الشرق". وكان شديد البغض للإمام علي (ع)، إذ يحكى أن نديماً له، اسمه عبادة المخنّث، كان يشد على بطنه مخدّة ويكشف عن رأسه الأصلع ثم يرقص ويقول: "قد أقبل الأصلع البطين- خليفة المسلمين" يقصد بذلك علياً. وكان المتوكل يشرب على هذا المنظر ويضحك. .(نفس المصدر، ص242 نقلاً عن مروج الذهب للمسعودي).
كما وأمر المتوكل بهدم قبر الحسين وهدم ما حوله من المنازل، ثم حرث أرضه وغمره بالماء لمنع الناس من زيارة القبر الذي اعتبره خطراً عليه، ولكنه لم يوفق في القضاء عليه قضاءً نهائياً، فالزوار أخذوا ينثالون على كربلاء سراً، ويبذلون في ذلك النفس والنفيس. وبقي قبر الحسين رغم ذلك يناطح الأيام والليالي- دون أن يخمد له أوار. (علي الوردي، وعاظ السلاطين، ص 255).

كذلك أمر المتوكل بسل لسان ابن السكيت، اللغوي المعروف، حين سمعه يمدح الحسن والحسين. وكان شاعر المتوكل، علي بن الجهم، أول شاعر استعمل مصطلح "سني" في شعره، ولكونه ترعرع في ظل المتوكل، فقد رهن تسننه في معاداة علي بن أبي طالب فكان يهجوه بالاسم في قصائده والتي يبدو أنها أهملت فيما بعد فلم تدرج في ديوانه. وقد تصدى له دعبل الخزاعي والبحتري. (هادي العلوي وعلاء اللامي، الثقافة الجديدة، العدد 275، ص28).
ورغم محاولات التقرب من فقهاء السنة وأهل الحديث الذين ساءهم هذا العداء الناشب بين أسرتي أهل البيت، وهم كانوا في أعماق قلوبهم يميلون نحو العلويين، فلم تفد فيهم الجهود التي كان يبذلها المتوكل وغيره من بني العباس للتقرب منهم. فقد انصرف الفقهاء وأهل الحديث إلى تأسيس العقيدة السنية مع احتفاظهم بتبجيل علي وبوصفه الخليفة الرابع وصهر الرسول وفارس الإسلام. ولم يتأثروا بسياسة المتوكل في هذا الخصوص. (هادي العلوي وعلاء اللامي، المصدر السابق ص28).

ولكن هناك من يصب الزيت لتصعيد الخلاف العقائدي ليصبح صراعاً وعداءً طائفياً لإرضاء السلطان، ومن هنا بدأ الصراع الطائفي يأخذ لباسا سياسياً ويتضح من هذا بكل جلاء أن الطائفية هي نزعة سياسية وليس لها سند أو أساس عقائدي ديني، إذ أخذ أهل السنة يطلقون على الشيعة لقب "الروافض" باعتبار أنهم رفضوا الصحابة. بينما أطلق الشيعة على أهل السنة لقب "النواصب" باعتبار أنهم ناصبوا العداء لأهل البيت وحالفوا أعدائهم الأمويين. وبهذا تمادى الغلو من كلا الجانبين، وأصبح داءً اجتماعياً وبيلاً.

وفي حقيقة الأمر، وكما يقول الوردي: [لم يكن الشيعة "روافض" في أول أمرهم، وكذلك لم يكن أهل السنة "نواصب" إنما هو التطرف، وما سميَّناه، بالتراكم الفكري، الذي أدى بهما إلى هذه النتيجة المحزنة]. (علي الوردي، وعاظ السلاطين ص 246)
ثم جاء البويهيون الشيعة في القرن الرابع الهجري، وخلال حكمهم لبغداد (334 -447 هـ)، وأضافوا بمجيئهم على الطنبور نغمة جديدة. ففي السنة 352هـ "أمرَ معزُّ الدولة النَّاس أن يغلقوا دكاكينهم، ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء، وأن يظهروا النَّياحة في عاشر محرَّم..." (ابن الأثير، الكامل في التاريخ).  فاستفاد الشيعة في عصرهم في ممارسة طقوسهم وشعائرهم، وتوسيع نشاطهم الفقهي، وجرت لأول مرة في بغداد تعازي عاشوراء- الذكرى السنوية لمذبحة كربلاء، تلك الطقوس التي استفزت السنة واعتبروها بدعة محرمة. فكانت تحصل مصادمات بين الغوغاء من الجانبين. وكان العقلاء من الجانبين يتدخلون لإطفاء الفتن. (نفس المصدر).

وفي عصرنا هذا "صار يوم عاشوراء عطلة رسمية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة (الدليل العراقي 1936). وفي زمن الجمهورية أخذت تُقرأ قصة مقتل الحسين من الإذاعة العراقية، وبصوت الخطيب عبد الزهراء الكعبي (ت 1974). لكن قبل تبنيها من قبل السلطة، كانت مأثرة الحسين يستذكرها النَّاس طواعية بإظهار الحزن بالنَّياحة شعراً وترتيلاً، وهي مطابقة إلى حدٍّ بعيد لما أورده الطبري (ت 310 هـ) في تاريخه. (د.رشيد الخيون، عاشوراء... قبل الحِقبة الصفوية، الاتحاد الإماراتية‏، - 22-12-2009).

كما ونشطت حركة التأليف عند فقهاء الشيعة في العهد البويهي، وتكاثر مؤلفو الشيعة الإثني عشرية، ونشط التأليف في الفقه والتاريخ والكلام والعقائد دون سابق مثال. وكان أئمة الشيعة قبل ذلك ينقلون تعاليمهم الفقهية من الحجاز إلى الشيعة في العراق بهدوء ودون استفزاز للطرف الآخر، وكانوا يكنون الاحترام للشيخين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. أما في العهد البويهي فقد ظهرت مؤلفات فيها الغلو والمبالغة والاستفزاز للآخرين.
ولعل أهم هذه المؤلفات المعتمدة كتاب "الكافي" للكليني، أول كتب الشيعة الاثني عشرية. والكليني معاصر للإمام الثاني عشر-عهد الغيبة الصغرى- وتوفي عام 329 للهجرة. وللكليني كتابان: أصول الكافي، وفروع الكافي. وفيهما العقائد وأقوال الأئمة في قضايا الدين والدنيا ويخلوان من الهجوم على الشيخين. وأخبار الكافي موثقة في العموم... وتكاثرت المؤلفات بعد كتاب الكافي، وبرز ابن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق الذي كتب حوالي ثلاثمائة مصنف في التاريخ والأدب والفقه، "ولكن الأشد تأثيراً في تطور الطائفة الشيعية هو الشيخ المفيد، وكان في العراق في عز الحقبة البويهية وألف نحواً من مئتي كتاب في التاريخ والعقائد والفقه وقد حضي برعاية عضد الدولة البويهي وضمن مؤلفاته أخبار ملفقة كثيرة يطعن فيها بالخليفتين والصحابة، وهو الذي أطلق للرواية الشيعية خيالها الجامح وراء الأصول المرعية للكتابة عند المؤرخين المحترفين. وكتاباته استفزازية تثير التوتر وقد سخر منه المعري في إحدى لزومياته". (هادي العلوي وعلاء اللامي، المصدر السابق)

وبناءً على ما تقدم نجد أنه لم يكن هناك أي صراع بين السنة والشيعة، بل كان صراعاً بين الطائفتين من جهة، وبين الحكام من جهة أخرى في العهد الأموي في أول الأمر، وإنما منشأ هذا الصراع الطائفي هو سياسي تم إشعاله من قبل السياسيين ومن أجل مصالح الحكام فقط، وهؤلاء الحكام يستأجرون الوعاظ والشعراء لتأجيج الفتنة الطائفية، بينما كان الثوار المخلصون من الفريقين يدافعون عن مصالح الفقراء والمظلومين من الفريقين أيضاً.

والجدير بالذكر أن في زماننا هذا راح يعزف على وتر الطائفية عدد غير قليل من رجال الدين، وبالأخص من الوهابيين، والكتاب والزعماء السياسيين، من داخل العراق وخارجه لإثارة الفتنة الطائفية وتسعيرها للتمادي في تمزيق الشعب العراقي، وخاصة بعد غزو النظام البعثي للكويت وهزيمته المنكرة. وازدادت هذه الحملة اشتعالاً بعد سقوط حكم البعث الصدامي، حيث راحت وسائل الإعلام، وخاصة الفضائيات والإذاعات، والصحافة المطبوعة والإلكترونية (الإنترنت)، تصب علينا سيلاً من هذه الحملات الإعلامية الموغلة في الطائفية تصب في خدمة أعداء الشعوب الإسلامية عموماً والعربية على وجه الخصوص، وبالأخص ضد الشعب العراقي.

كما وراح البعض من الكتبة يعيدون على الأذهان الاسطوانة المشروخة، فينشرون كتباً ومقالات تشغل الناس في الجدال القديم العقيم مثل: من هو الأولى بالخلافة، علي أم عمر أو أبو بكر؟ وكتب أخرى تكفر المسلمين الشيعة، ورحنا نسمع تسميات جديدة للشيعة مثل: الشيعة الصفوية، وأحفاد العلقمي، والشراكوة، ...الخ، بل وراح عدي بن صدام حسين أبعد من ذلك إذ قال مرة في جريدة الشباب بأن الشيعة هم أولاد زنى. كما وظهر كتاب مدرسي صادر عن وزارة المعارف السعودية مثلاً بعنوان: (حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية). ومن هنا يتساءل المرء، لمصلحة من كل هذه المؤلفات الداعية لتمزيق أبناء الأمة الواحدة والشعب الواحد؟ ومن الخاسر؟
حقاً ما قاله أبو العلاء المعري في هذا الصدد:
إن الشرائع ألقت بيننا إحَنا  .....وعلمتنا أفانين العداواتِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الفصل الثاني من كتاب (الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق).
وقد سبق وأن نشرنا الفصل الأول قبل أشهر كمقال مستقل بعنوان: (دور الطائفية في الأزمة العراقية) وقد أجرينا عليه بعض التعديلات، وهذا هو رابط النسخة الحديثة:  أنقر هنـــا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق