CET 00:00:00 - 04/07/2010

لسعات

بقلم: مينا ملاك عازر
أكتب لكم الآن بعد أن انتهيت من متابعة الثواني الأخيرة من مباراة "غانا وأرجواي"، والتي انتهت بتأهل "أرجواي" بعد أن كانت "غانا" على وشك دخول المربع الذهبي؛ لولا سوء حظ "أسمواه" نجمها اللي ضيع ضربة جزاء صحيحة مائة بالمائة قبل ثواني من نهاية المباراة، وغضبت "غانا"، وقالوا أن القارة السمراء كلها غضبت، ولكنني لم أغضب!!

ويبدو ذلك لأنني لست من القارة السمراء، ولكن أنتمي للقارة الغبراء، أو لأنني رأيت خروج "البرازيل"؛ الخروج الذي أحزنني وضايقني عن حق، فأنا أتضايق حين يسقط الكبار، نعم "هولندا" منهم؛ لكن "البرازيل" أكبر، رغم أنني دائمًا أطالب بالدفع بالصغار وإعطائهم الفرصة، لكنني مع "البرازيل" لا أعرف لماذا أحب انتصار الكبار؟!!

ويسألني أحدهم؛ ما هي "القارة الغبراء"؟ أقول لكم: هي قارة أفريقيا القارة السمراء، لكنني أحب أن أسميها "القارة الغبراء"؛ فهي قارة موعودة ببعض الزعماء التُحف، الذين ينهبونها ويسرقون ثرواتها، وموعودة بشعوب كسلانة متحاربة ومتناحرة ومتضايقة على طول، وشعوب منقسمة.

فهل رأيتم قارة حظها أغبر من حظ القارة الأفريقية التي أساء لها أبناؤها من الشعوب ومن الزعماء؟؟ حتى قال عنها "بطرس بطرس غالي" وزير الدولة للشؤون الخارجية المصري الأسبق، وأمين عام الأمم المتحدة الأسبق، ومناصب كتير أوي "الأسبق"، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري "الحالي"؛ فيما معناه: إن شعوب هذه القارة ظلمها الاستعمار حين تركها تتحرر، حيث كان يرى أنها لم تنضج بعد، وزعمائها ينهبونها نهب منظم، والنهب هو الشيىء الوحيد الذي يجري بطريقة منظمة في هذه القارة مأساوية التاريخ، وقاتمة الحاضر، وغامضة المستقبل.

ونحن إذ كنا بصدد تحليل مأساوية تاريخ القارة وقتامة حاضرها وغموض مستقبلها، أتذكر أن الفرق ليس كبيرًا بين الساحرة المستديرة والساحرة الشريرة، فالمستديرة ساعات بتكون شريرة لما تطلع لسانها للبرازيل طبعًا، ولما بتبقى مواعداك بالمكسب وفي لحظة تقلب عليك وتديك أفاها، وبرضه الناس بتحبها ما تفهمشي ليه!!

والساحرة المستديرة زي الدنيا بتيجي في ثانية وتمشي في ثانية، ورغم ذلك نحب الدنيا ونتمسك بيها ونتصارع عليها وعلى المناصب والأرزاق، وننسى أن ابن آدم يجري جري الوحوش غير رزقه لن يحوش، وطبعًا ده مَثل من الأمثال اللي بكرهها لأنه مثل يبعث على التراخي والتواكل، لازم تسعى يا ابن آدم وتجري ولما تسعى يسعى ربنا معاك.

وأنا شخصيًا أحب الكرة لكن لا أحب الظلم، وأحب الجري والسعي لكنني لا أحب إجباري على أن يكون مَنْ أقل مني كفاءة وفكرًا أكثر مني مناصبًا ورزقًا، ولذا أعيش لأتصارع مع الحياة.

بيقولوا إنني لست أرضى بقليلي، ومن رضى بقليله عاش، أقول لهم: لا.. مَنْ رضي بقليله مات، لأن اللي ما بيرضوش بقليلهم بيدوسوه بالرجلين، أنا مش طماع لكن دائمًا أقول: لازم أعمل اللي علي والباقي على ربنا؛ عشان ما أبقاش قصّرت وأحس إني ظلمت نفسي.

المختصر المفيد: يا طير يا عالي في السما.. طظ فيك، أوعاك تكون فاكر ربنا مصطفيك، برضك بتاكل دود وللطين تعود، تمص فيه يا حلو ويمص فيك،
 وعجبي..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

كيف تتم صناعة الغباء؟؟

لمسات

الساحرة المستديرة

حديث آخر الشهر

المولد انفض

جديد الموقع