CET 00:00:00 - 05/07/2010

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
أصبح مكتوبًا علينا أن نستيقظ كل يوم لنجد صفحة الحوادث مُزينة ومُنورة بحالات انتحار بدأتها "أم أحمد" عندما قتلت طفلها هربًا من الفقر، مع وعد بأن تلحق به، ولكن القدر لم يتقبل روحها، رغم ثلاث محاولات انتحار فاشلة، وتركها تحيا حتى يفهم أولي الأمر منا، أن الفقر أصبح أكثر فتكًا من الأمراض، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك إنه لا حياة لمن تنادي، فالحكومة- مشكورة- قامت بمهمتها المُقدسة في تعكير مزاج المواطن، ورفعت الأسعار من جديد.

وعلي ما يبدو، أن الحكومة بوعيها، الذي تستاهل عليه الشنق في ميدان عام، قد وجدت في الإنتحار الشعبي حلاً لجميع مشاكلها مع الشعب الذي لا يحمد ربه علي قهر حكومته له، تكفيرًا عن ذنوب قد يرتكبها في المُستقبل القريب، فقررت أن تزيد من حالات المنتحرين لعلها تتخلص من جميع المواطنين لتخلوا لها البلد بما فيها، ولا يبقي داخلها الإ الأثرياء، وهم أحباب الحكومة وفلذة كبدها وفخرها، وهذا مما يُطلق عليه سياسة الإنتقاء، وبذلك تحسن الحكومة من نوعية مواطني "مصر" من مواطنين درجة عشرة، طافحين الكوتة لا يعجبهم العجب، إلي مواطنين متريشين بريش نعام مُستورد.

أما أكثر ما يغيظني، فهو تصريحات السادة الوزراء علي شاشات التليفزيون، والتي قد تقنعك بأن نحر وبَرَك لا يتم الإ من أجل مصلحتك أنت عزيزي المواطن، وأن أي زيادة في الأسعار لا تذهب إلي جيب الحكومة، بل إنها تذهب إلي جيبك أنت أيها المُغفل ناكر الجميل، وذلك في صورة غير مُباشرة بالطبع

ورغم أن الكهرباء تسببت بإنقطاعها المُتواصل في تخريب أجهزتنا الكهربائية- يعني خدمة، لا مؤاخذة، مفروض يُعاقب عليها القانون، دا لو فيه قانون من أساسه- وقد قيل أن ارتفاع أسعار الكهرباء سيتم خلال فترات الذروة، التي لم يُحدّد أيًا كان ميعاد تلك الذروة، ولكن نتيجة لفهمي لسياسات الحكومة أكيد ستكون الذروة أربعة وعشرين ساعة من الأربعة وعشرين ساعة.

وقد تكرّم وزير الكهرباء  مشكورًا، وقال في تصريح له علي التليفزيون بأن "مصر" تبيع جزءًا من الكهرباء للدول العربية بالأسعار العالمية، عدا الكهرباء التي يتم ارسالها إلي الأراضي المُحتلة، وذلك يذكرني بصديقي النزهي الأقرع الذي يرفض بشدة الإنفاق علي أطفاله الأربعة، ويرسل تبرعات بآلافات من الجنيهات إلي "فلسطين" المُحتلة، تاركًا أطفاله الصغار فريسة للدين من اللي يسوى واللي مايسواش، أكيد "أحمد ابن أم أحمد" شهيد الفقر لم يمت من الفقر، ولكنه مات من الفخر ببلده وسياسات بلده.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق