بقلم : مريم حليم
نسمع كثيراًً عن حوادث خطف وسرقة الشنط والسلاسل فى الشارع ولكنى لم اتخيل مدى صعوبه الموقف على النفس الى ان حدث معى شخصياً فكانت التجربة غريبة وصادمة وهذا التحقيق الصحفى المفاجئ دون كاميرات او اضواء او ضيوف مدعويين فهذا الحدث هو واحد من حياة المصريين اليومية
فيوم الاثنين الماضى 28/6/2010 الساعة 10 مساءا و فى احد اكبر شوارع شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية - وهو شارع شركة كريستال عصفور وانا فى مواصلة (التوك توك) وامام العمارة التى اسكن بها ومعى بناتى واذا باثنان من الشباب يمرون بجانبى بموتوسكيل وواحد منهم يمد يده بمنتهى العنف لينزع منى حقيبتى بكل قوته وانا فى شده الصدمة ..ولكن فجأة اتمسك بالحقيبة لما فيها من مئات الاوراق لاناس غلابه لا حول لهم ولا وقوه الا الله والابله مريم كما يسموننى فى المنطقة لانهاء حواجئهم فمنهم من لايوجد قرار علاج ومنهم من يئن بشكواه بعدما فشل فى انهاء اجراء بسيط مع موظف من عتاه التعقيدات فى المصالح الحكومية .... الخ
اتمسك بالحقيبة ليس لهذا فقط وانما ايضاًً اتمسك بقوة وبشده لم تعتدها اى سيده فى سنى فانا اتمسك بحقى فى الحياه ... نعم حقى فى الحياه
حقى فى حياه امنه ومأمونه على نفسى وعلى اولادى فى وطنى مصر - فالغضب الذى كان بوجه الشاب وعنفه الشديد جعلنى اصاب الفزع الى هذا الحد وصل شبابنا من خوف ومن غضب جامح انطلقوا لجمع المال باى طريقة بعدما فشلوا فى جمعه من طرق مشروعة من عمل واجتهاد وتعب انطلقوا وامامهم طريق طويل من الماسى مما رواه وما يسمعوه من احباط متواصل انطلقوا بسيارة او بدراجة نارية طائشة دون لوحات كما هم راكبيها دون توجه او ارشاد
اخذ اللص الحقيبة وطار اسرع من الريح بدون رحمة او شفقه بى حتى اننى اصبت من شده المقاومة ولكنه طار ... نعم طار فقد افسح المواطنين الطريق ليمر موكب اللص بكل سرور ... نعم فهذه هى ثقافة الخوف والجبن التى زرعت بين قلوب المصريين
خوف من السياسة وخوف من القهر وخوف من الشرطة وحتى الخوف من الحرامى
فلم نعد نسمع كلمة امسك حرامى ولكنك يمكن ان تسمع وسع للحرامى يعدى ؟؟
صرخت من المى ومن حزنى على نفسى وعلى بلدى
صرخت وانا احلم يومياً باللص يخطف حقيبة ابنتى بنفس الطريقة او يخطف ابنتى نفسها بالقسوة وهى الطفله ذات الاعوام التسعه
صرخت لعدم مقدرتى على حماية نفسى واطفالى فى الشارع الذى اسكن فيه
ماذا افعل ؟؟ احبس نفسى فى قفص حديدى بقفل امشى به داخل الشارع حتى لا تطالنى يد البطش والاجرام
انا لا اتهم احداًً ولكنى عتابى الان اين الاجهزة الامنية واين الدوريات فى الشوارع
اين رجل الشرطة عندما كان يشق صوته الليل الهادى وينادى باعلى حسه مين هناك ليسمعه القاصى والدانى واسمعه فى منامى فاطمئن وابتسم على مخدتى وانا مستشعره الامن
الامن احساس معنوى بحت بعيدا عن كاميرات المراقبة الحساسة ذات الاشعة اللالكترونية ...بعيدا عن بوابات الامن ... بعيدا عن النظارت السوداء وجنون العظمة والغرور داخل المصفحات فى التصدى للمظاهرات
اننى لا اطالب بالقصاص والقبض على المجرم لثأر شخصى ... بل لرد كرامه وطن يهان ابنائه ونسائه داخلياً قبل ان يهانوا خارجياًً |