CET 15:23:28 - 05/07/2010

مساحة رأي

بقلم : صبحي فؤاد
كباب مصرى فى شوارع نيويورك

 تعرفت بالصدفه اثناء وجودى فى واشنطن على طبيب اسنان مصرى مهاجر اسمه ميخائيل يقيم ويعمل فى مدينة نيوجرسى .. عندما عرف اننى انوى الذهاب الى  نيويورك عرض ان ياخذنى فى سيارته انا واحد الاصدقاء فقبلت عرضه شاكرا .
اخذنا المسافه التى تبلغ 328 كيلومتر فى اربع ساعات نظرا لزحام المرور الشديد عند مدخل نيويورك .

لم يتركنى الطبيب المصرى حتى بعد ان  ان وفقت فى ايجاد اقامه بسعر مناسب فى احدى هوتيلات وسط البلد بنيويورك .. واصر على اصطحابى فى جوله سريعه لمشاهدة معالم نيويورك  التى يبلغ تعداد سكانها 19مليون ونصف المليون ..73فى المائة منهم بيض و 17 % سود وواحد فى المائه فقط من السكان الهنود الاصليين.. بدأنا جولتنا  بزيارة موقع برجى التجاره العالمى الذى تسبب انهيارهما نتيجة الهجوم الارهاربى فى 11 سبتمبر عام 2001 فى غزو افغانستان ثم العراق وتغير امريكا تغيرا كاملا . ثم توجهنا الى ميناء نيويورك  لركوب عابره مجانيه  ضخمه  لمشاهدة تمثال الحريه الشهير ولكن نظرا لبعد المسافه والظلام لم نتمكن من رؤيته بوضوح مما اضطرنى للعوده اليه مره اخرى فى صباح اليوم التالى .

وعند قرب منتصف اليل اعادنى الدكتور  ميخائيل الى الهوتيل وتمنى لى اجازة طيبه وقضاء اوقات سعيده فى امريكا . كان الطقس حارا فلم اصعد الى حجرتى وسرت باتجاة شارع "برودواى" الشهير ومنه الى شارع 32 الذى كان مليئا بالحركه والناس والاضواء الساطعه والبائعين نظرا لوجود عدد كبير من المطاعم والملاهى الليلىه ودور السينما..
 
اثناء سيرى فى نفس الشارع رأيت شابا يبدو من ملامحه انه مصريا كان يبيع ساندوتشات الكباب المصرى .. اقتربت منه وسالته فاخبرنى انه مصرى من دمياط جاء الى امريكا منذ سنوات قليله . وعندما عرف اننى مصرى مثله واقيم فى استراليا حاول ان يعطينى مجامله ساندوتش كباب فاعتذرت لاننى لا اكل الحوم بكل اشكالها وانواعها منذ طفلتى والى الان رحمة وشفقة بالطيور والحيوانات ..استأذنته فى التقاط بعض الصور له فلم يعترض وانما كان مرحبا للغايه.

كانت الساعه تقترب من الواحده والنصف صباحا ومع هذا كانت الشوارع لاتزال مليئه بالشباب والحركه والحيويه .. ولكن التعب والاجهاد بدأ يحلان على فعدت الى الهوتيل والقيت بجسدى على السرير ورحت فى سبات عميق حتى الصباح.

 
توجهت فى صباح اليوم التالى لزيارة  مبنى " امبير ستيت بلدنج " الشهير الذى بنى فى عام 1920 م ويرتفع 102 طابقا (365 متر تقريبا ) فوق سطح الارض .. دفعت ثمن التذكره  وكان 20 دولاار امريكى ثم وقفت فى طابور طويل قبل ان يتم تفتيشنا والسماح بركوب الاسانسير .. كان المنظر من هذا الارتفاع الشاهق يفوق الوصف .. اكثر من رائع . ..اينما اتجهت بنظرك وجدت الوف المبانى العاليه وناطحات السحاب القديمه والحديثه.. لم ارى من قبل مدينة بهذه الضخامه والاتساع ويكفى ان نعرف انه يوجد فى نيويورك 8 مليون مسكن يعيش فيها 19.5 مليون نسمهمن كل بلاد الدنيا .
بعد زيارتى الى اعلى مبنى فى امريكا مشيت على اقدامى حتى وصلت الى مبنى الامم المتحده واذهلنى بساطته من الخارج وقلة عدد السائحين حوله رغم اهميته على المستوى العالمى والتاريخى ..

من عادتى عند زيارة اى بلد استخدام وسائل المواصلات العامه بقدر المستطاع للتعرف على طبيعة شعبها وقد فعلت هذا وانا فى نيويورك فذهلت لعدم وجود من تسأله وتطلب مساعدته من العاملين اذا لم تكن تعرف طريقك او اذا لم تفتح البوابه امامك لسبب ما من الاسباب رغم وجود تذكره صالحه للاستعمال معك .. واذهلنى اكثر قدم شبكة المواصلات وخاصة الموجود منها تحت الارض وتلوث الهواء داخل الانفاق بدرجه لم ارى مثلها عدا نيويورك..
وخلال سيرى فى شوارع نيويورك لاحظت عدم نظافتها وخاصه فى الحى الصينى وكثرة من لا مأوى لهم والشحاتين الذين يعترضون طريقك لطلب المال .. بالاضافه الى عدم شعورك بالامان وانت تسير فى الطريق .

وشد انتباهى اينما سرت سماع لغات اخرى غير اللغه الانجليزيه وخاصه اللغه اللاتنيه التى يستخدمها اهالى الدول المجاورة لامريكا من الجنوب لدرجة انك قد تظن نفسك فى دولة اخرى غير الولايات المتحده الامريكيه .

مرت الساعات بسرعه عجيبه  لكى يحين موعد عودتى الى واشنطن فتوجهت الى محطة الاتوبيس الذى كنت حجزت للعوده عليه .. وبعد انتظار دام قرابة الساعه افاجىء انا واخريين غيرى بان اماكنا اعطيت الى اخريين وعلينا الانتظار حتى يحضروا اتوبي اخر . لم اصدق حدوث مثل هذا الامر فى دولة متحضره عظمى وليست دوله فى اوساط افريقيا !!

انتظرنا فى صبر حتى اتوا باتوبيس اخر وركبنا .. وفى منتصف الطريق طلب السائق من احدى الراكبات التوقف عن (فرقعه) اللبان التى كانت تمضغه وعندما تجاهلته الراكبه هددنا جميعا اذا لم تسجيب له الراكبه سوف يتوقف على جانب الطريق !!

وازاء اصرار وتهديدات السائق توقفت الفتاة عن مضغ وفرقعة اللبان ورجعنا جميعا سالمين وبدون تأخير الى العاصمه واشنطن بعد اربعة ساعات ونصف . بالمناسبه هذه هى المره الاولى فى حياتى التى ارى واسمع فيها سائقا يطالب راكبه من ركابه بالتوقف عن فرقعة اللبان رغم عدم وجود اى تعليمات او قوانين فى امريكا تمنع اى فتاة او امرأه او رجل من مضغ اللبان او فرقعته .
 
عدت الى واشنطن لقضاء ما تبقى لى من وقت للتعرف على بقية معالمها وزيارة بعض متاحفها والتسكع حول البيت الابيض لمعرفه راى الناس فى الرئيس اوباما وعما اذا كانوا سوف يرشحونه مره اخرى .. وقد خرجت من محصلة حديثى مع الناس ان فرصة اوباما فى الانتخابات القادمه تقل عن 50% لعدم التزامه بالعهود التى قطعها على نفسه ..واذا كان فوزه فى الانتخابات الماضية كان متوقعا فان هزيمته فى الانتخابات القادمه امرا لايمكن استبعاده الا فى حالة بالى حال من الاحوال.

استراليا
sobhy@iprimus.com.au

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق