•الأنبا "مارتيروس": نرحب بالأفلام الإجتماعية والإنسانية ذات الأبعاد الدينية..
•القمص "مرقس عبد المسيح": ليس ممكنًا أن يكون للأفلام الدينية المسيحية سوقًا تجاريًا لأن الكنيسة ليس لها هدف تجاري بل هدف انساني.
•الأنبا "يوحنا قلتة": لو نزلت هذه الأفلام ستنجح، ولكن لابد ألا تتناقد مع الكنيسة..
•القس د."صفوت البياضى": القنوات الدينية المسيحية تساهم مساهمة كبيرة فى انتعاش الأفلام الدينية المسيحية.
•الدكتور القس "اندريا زكى": أفلامنا الدينية المسيحية يمكن أن يكون لها سوق، ومن الممكن أن نتوقع لها النجاح.
•الدكتور القس "منيس عبد النور": أفلامنا الدينية المسيحية فيها النواحى الأخلاقية، والإجتماعية، والإنسانية..
•"ماجد توفيق": الأفلام الدينية المسيحية ليس مطلوبًا أن يكون لها سوق..هذه الأفلام عبارة عن رسالة سماوية لا يهمها السوق التجارى.
•"سمير سيف": لابد أن تنتج القنوات المسيحية، أو تشارك فى انتاج الأفلام الدينية المسيحية.
•"يوسف داود": لا يمكن أن يكون للأفلام الدينية المسيحية سوق محلى..صعب..أفلامنا تعبانة ياقلبى.
•"ماهر لبيب": غير ممكن أن يكون للأفلام الدينية المسيحية سوق فى ظل سيطرة القنوات الفضائية، ونسخ السى دى هات، وفى ظل الكساد الإقتصادي.
تحقيق: جوزيف فكرى - خاص الأقباط متحدون
هل من الممكن أن يكون للأفلام الدينية المسيحية سوق تجاري؟
هل ستنجح هذه الأفلام؟
هل ترحب الكنيسة بإنتاج أفلام عن القيم الإجتماعية والإنسانية والأخلاقية بجانب أفلامها عن القديسين؟
لماذا لم نر أى نهضة فى انتاج الأفلام الدينية المسيحية؟
ما أسباب قلة وتراجع إنتاج الأفلام الدينية؟ وما هى وسائل انتعاشها وانتشارها وتنوعها وتطويرها؟
كل هذه التساؤلات أردنا الإجابة عنها من خلال التحقيق التالى:
الكنيسة تسعد جدًا بأن يُعرض عليها أعمال فنية مسيحية
فى البداية قال الأنبا "مارتيروس"- المشرف العام على مصنفات الأفلام المسيحية المنبثقة من المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إننا نرحب بالأفلام الإجتماعية والإنسانية ذات الأبعاد الدينية، وتسعد الكنيسة جدًا بأن يُعرض عليها مثل هذه الأعمال لأخذ رأيها كرأى استشارى، مثلما فعل "عادل أمام" فى فيلمه "حسن ومرقص"، عندما استشار البابا "شنودة الثالث" فى بعض الأشياء الخاصة بتجسيده لشخصية القسيس فى الفيلم..
الأمور الدينية ثوابت لابد أن يكون الكاتب عالمًا بها
وأضاف نيافته: إن الأمور الدينية ثوابت، لابد وأنا أكتب عنها أن أكون عالمًا بها، فمثلًا العقائد عند الأرثوذكس غير الكاثوليك غير البروتستانت، وليس كل مؤلف يستطيع أن يكتب الأمور الدينية الثابتة، ولذا فالرجوع للكنيسة فى هذه الأمور شئ مهم جدًا..
الكنيسة ليست جهة انتاج أفلام دينية لكنها تراجع وتشرف
وأشار الأنبا "مارتيروس" إلى أن الكنيسة ليست جهة انتاج أفلام دينية، ولكنها تفضل أن تُعرض عليها هذه الأفلام قبل أن تُنفّذ؛ لمراجعتها، وتفادى أى أخطاء، بدلاً من الإنتقادات ضدها، ورفضها وخسارة الإنتاج..
أسباب قلة انتاج الأفلام الدينية المسيحية
وعن أسباب قلة انتاج الأفلام الدينية المسيحية، قال الأنبا "مارتيروس": إن ذلك يرجع إلى أن مصروفات الإنتاج باهظة، وليس هناك استعداد لدفع تكلفة انتاج عالية، مشيرًا إلى ان الكنيسة لا تتولى انتاج الأفلام الدينية المسيحية، بل ينتجها أبناء الكنيسة، ولكونها انتاج دينى مسيحي فهو انتاج كنيسة..فالكنيسة تتبنى هذه الأفلام، وكل شئ يبقى تحت اشرافها، لكنها ليست جهة انتاج. كما أن سبب قلة انتاج الأفلام الدينية المسيحية هو ضعف السيناريوهات، فليس من الممكن أن يتقدم لنا شخص بسيناريو فيلم، وهو غير فاهم فى التاريخ والعقيدة، مؤكدًا أن انتعاش هذه الأفلام وانتشارها يكون بالتركيز فى انتاج فيلم واحد، وأن المنتج إذا أنتج فيلمًا واحدًا فى السنة واهتم به، سيخرج الفيلم أكثر قوةً وواقعية...وهذا خير من أن يقدّم لنا فيلمين أو ثلاثة، فالمهم أن نترك الكم ونهتم بالكيف..
وتساءل نيافته: لو بادرت القنوات الفضائية المسيحية أو المراكز أو الشركات الخاصة بانتاج أفلام دينية مسيحية هل سيلتزمون بتقديم السيناريوهات الصحيحة من حيث اللاهوت والعقائد المسيحية؟ معقبًا: كيف نضمن ذلك والأعمال التى يتقدم بها أبناء الكنيسة لنا تكون مليئة بالأخطاء ويتم تصحيحها، فما بالك لو كان هناك انتاج مسيحي من قبل قنوات فضائية مسيحية، أو مراكز، أو شركات خاصة؟!
دور لجنة المصنفات الدينية
وعلّق القمص "مرقس عبد المسيح"- سكرتير لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية- قائلاً: إن الكنيسة الأرثوذكسية ترحّب بإنتاج أفلام عن القيم الإجتماعية والإنسانية، ومهمتنا كلجنة مصنفات فنية أن نراجع الفيلم، ونتأكد من مدى تطابقه مع مبادئ الكتاب المقدس، وألا يكون ضد مبادئنا الإجتماعية كالوحدة الوطنية مثلاً، فلا مانع من انتاج أفلام ذات قيم اجتماعية وانسانية بجانب انتاج أفلام عن القديسين، تتحدث عن الفضيلة والتسامح والحب..إن سير القديسين أساسًا هدفها تقديم الفضائل والقيم الروحية والإجتماعية التى كانت عند هؤلاء القديسون، والأفلام الإجتماعية والإنسانية يمكن أن نخرج منها بقيم أيضًا.
الكنيسة ليس لها هدف تجاري
وعن مدى احتمالية أن يكون هناك سوقًًا لهذه الأفلام الدينية، قال القمص "مرقس": ليس ممكنًا أن يكون للأفلام الدينية والمسيحية سوق تجارى؛ لأن الكنيسة ليس لها هدف تجارى بل هدف انسانى..وإنه فى الماضى كان يتم عرض الفيلم الهندى "الصديقان" (الإجتماعى الإنسانى) فى الكنائس مجانًا وأفلامًا أخرى.. موضحًا أن مسألة هل ستنجح هذه الأفلام أم ستسقط، سوف تتوقف على الفيلم نفسه.
ومن جانبه أكد الأنبا "يوحنا قلته"- نائب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية" أن الكنيسة الكاثوليكية ترحب بإنتاج أفلام عن القيم الإجتماعية والإنسانية بجانب أفلامها عن القديسين، بل تشجعها وتؤيدها، مضيفًا إنه يمكن أن يكون للأفلام الدينية المسيحية سوق لكنه سوف يكون محدودًا، ولن تحقق هذه الأفلام ملايين، إلا إنها فى نفس الوقت لن تخسر، وأن هذه الأفلام لكى تنجح لابد ألا تتناقد مع الكنيسة، وألا تحتوى على أى موانع أخرى، مؤكدًا أن نجاح هذه الأفلام سوف يتوقف على الفيلم من حيث القصة والإخراج والسيناريو، ومن حيث إتفاقه مع العقيدة المسيحية.
الأفلام الدينية تحتاج إلى إمكانيات علمية وعقلية ومادية لتطويرها
وتساءل الأنبا "قلتة": أين انتاجنا المسيحى المحلى البسيط أمام الإنتاج المسيحى العالمى؟ مضيفًا أن السينما العالمية تولّت أمر الأفلام الدينية، ولكن للأسف الشديد جدًا، تولتها بنظرة غير موضوعية، أو غير صادقة، أو بنظرة يهودية إذا صح التعبير، أما الأفلام الموجودة بالكنيسة فهى تخدم الطبقات الشعبية، موضحًا إنه لا يستطيع أن يضعها ضمن الفن السينمائى من وجه نظره، بل تدخل فى إطار مدارس الأحد والناس البسطاء، وأن الأفلام الدينية تحتاج لتطويرها إلى امكانيات علمية وعقلية، وإمكانيات مادية لا تمتلكها الكنيسة، لكن من الممكن أن تقدّم فيلمًا واحدًا جيدًا بمخرج عالمى، أفضل من خمسة أو ستة أفلام غير جيدين، مؤكدًا أن المشكلة ليست فيمن ينتج الأفلام، سواء رجال أعمال، أو مراكز، أو شركات خاصة، أو قنوات فضائية مسيحية، بل المشكلة فى تولى إخراج هذه الأفلام، حيث لابد من عقل مخرج عالمى على وعى فنى كبير، ولديه الإمكانيات العلمية والشخصية والعقلية التى تؤهله لتقديم فن مسيحى على مستوى عال جدًا من أجل انتعاش أفلامنا المسيحية، ولحاقها بالأفلام المسيحية العالمية مثل "الوصايا العشر"، وروعته تمثيلاً واخراجًا، وفيلم "آلام المسيح" لـ"ميل جيبسون".
الكنيسة جزء من المجتمع
ورأى الدكتور القس "صفوت البياضى"- رئيس الطائفة الإنجيلية- أن الأفلام الإجتماعية، والإنسانية، والأخلاقية، والوطنية، لازمة. مشيرًا إلى أن الأمر ليس قاصرًا على الكنيسة أو على المجتمع؛ حيث أن الكنيسة جزء من المجتمع، موضحًا أن الفيلم الإجتماعى الإنسانى الأخلاقى له مشاهدة، والفيلم الدينى البحت له مشاهدة، وأن فصل الكنيسة عن المجتمع فيه أضرار للكل..
إنتاج الأفلام ليس تخصص الكنيسة
وأضاف الدكتور البياضى: إن انتاج الفيلم التقنى التخصصى يحتاج إلى شركات انتاج خاصة، بجانب أن القنوات الفضائية قادرة على انتاج الأفلام الدينية المسيحية، ومن الممكن الإستعانة برجال الأعمال فى عملية التمويل الإنتاجى، حيث أن الكنيسة لا تقدر أن تتجه هذا الإتجاه، فهذا ليس تخصصها، بل تخصصها أن تأخذ قصص كتابية، وتراجع النصوص، وتضعها فى قالب مسرحى كنائسي.. وعن دور القنوات الفضائية المسيحية أكد "البياضي" أن القنوات الدينية المسيحية تساهم مساهمة كبيرة فى انتعاش الأفلام الدينية المسيحية من خلال عرضها عبر شاشتها، موضحًا أن الكنيسة إذا أقدمت على الإنتاج سيظل الإنتاج غير سخى، ولكن إذا دخلت قنوات فضائية، مع رجال أعمال، مع شركات ومراكز خاصة فى عملية الإنتاج سيكون هناك نهضة فى هذا المجال.
رؤية دينية مستنيرة للحياة
وقال الدكتور القس"أندريا زكى"- نائب رئيس الطائفة الانجيلية: إننا مع انتاج أفلام تعالج القيم الإجتماعية والإنسانية، وتقدّم رؤية دينية مستنيرة للحياة، وتناقش القيم الدينية، والإجتماعية، والإنسانية، وعدم الإقتصار على الأفلام الدينية البحتة..
وبخصوص إمكانية أن يكون هناك سوق للأفلام الدينية قال القس "أندريا": من الممكن أن يكون هناك سوق للأفلام الدينية المسيحية، لأنها تقدّم وجهة نظر من المهم أن المجتمع ككل يشاهدها، حتى لو كانت هذه الأفلام عن سير القديسين، أو تتناول حياة السيد المسيح..
وتوقع القس "أندريا" أن تنجح هذه الأفلام، لأنها ستمثل بعدًا جديدًا من المهم أن يشاهده المجتمع، ولكن لابد أن تكون هذه الأفلام معمولة بتكنيك فنى عال، وصالحة للعرض السينمائى، ولا تقل عما هو معروض حاليًا فى السوق حتى ولو كانت دينية بحتة.
الأفلام الدينية المسيحية تُعلّم المتلقى مفاهيم المحبة
وأشار الدكتور القس "منيس عبد النور" - راعى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية- إلى أن الأفلام الدينية المسيحية فيها النواحى الأخلاقية والإجتماعية والإنسانية، وإنها تُعلّم المتلقى مفاهيم عن المحبة وغيرها داخل المجتمع، مؤكدًا أن الكنيسة الإنجيلية تؤيد انتاج الأفلام الإجتماعية والإنسانية التى تبرز القيم الصالحة داخل المجتمع، مضيفًا إنه من الممكن جدًا أن يكون للأفلام الدينية المسيجية سوق، ومن الأقرب تنجح.
الأفلام الدينية رسالة سماوية
واعتبر المخرج "ماجد توفيق"- صاحب أكبر رصيد من الأفلام الدينية المسيحية، حيث أخرج (40) فيلمًا فى (21) عامًا، من أبرزها "الأنبا ابرام"، و"الأنبا صموئيل المعترف"، و "الأنبا موسى"، و"سمعان الخراز"، و "الأنبا صرابامون أبو طرحة"، و "البابا شنودة جوة الطاحونة"- أن الأفلام الدينية المسيحية ليس مطلوبًا أن يكون لها سوق، فهى عبارة عن رسالة سماوية لا يهمها السوق التجارى..
قلة الإنتاج وقلة المبيعات
وقال "توفيق": إن هذه الأفلام الدينية لن تحقق نجاجًا فى حالة نزولها، فى ظل وجود القنوات الفضائية التى تصل إلى (500) محطة، منها (9) محطات دينية تذكر للمتلقى كل شئ. وأضاف إنه يعانى معاناة شديدة من قلة الإنتاج، برغم وفرة السيناريوهات، كما يعانى من قلة مبيعات هذه الأفلام؛ انجذاب المتلقى لشاشة القنوات الفضائية التى تبث هذه الأفلام على مدار (24) ساعة، كما طالب بالنهضة بالدراما الدينية المسيحية عن طريق توعية المتلقى بأنها رسالة للتعريف بالقديسين والشهداء الموجودين فى الكتاب المقدس.
أفلام الفيديو أكثر انتشارًا
أما المخرج "سمير سيف": وهو صاحب خمسة أفلام دينية منها "القديس مار مرقس"، و "القديسة دميانة"، و"الأنبا شنودة رئيس المتوحدين" فقال: لابد أن تنتج القنوات الفضائية المسيحية، أو تشارك فى الإنتاج الدينى المسيحى، ولا تكتفى فقط ببث هذه الأعمال، وإنه كلما كان هناك انتاجًا جديدًا، أصبحت هناك أفلامًا متنوعة ومتجددة بعيدة عن النمطية التقليدية، وبالتالى سنجد هذه الأفلام منتعشة ومنتشرة، موضحًا أن الأعمال الدينية المسيحية مقتصرة على الفيديو فقط؛ لأنه أكثر إنتشارًا، أما العرض السينمائى فسوف يحتاج لإمكانيات مختلفة وصعبة، ومن الممكن أن تتوفر عن طريق هيئات دينية، ولكن فى النهاية سوف يشاهد عدد محدود هذه الأفلام، بعكس الفيديو الذى يحقق مشاهدة عالية.
المستوى الإنتاجى اللائق لن يتحقق إلا بوعى انتاجي جيد
ومن ناحيته رأى الفنان "يوسف داود" أن سوق الأفلام الدينية المسيحية يكون فى الأوساط المسيحية الكنائسية، وفى الخارج، ولكن لا يمكن أن يكون لها سوق محلي، مؤكدًا أن ذلك أمر صعب.
وأضاف "يوسف داود": إن نجاح أو سقوط هذه الأفلام سوف يتوقف على نوعية انتاجها، وجودتها، وتقنيتها الفنية، وأفلامنا تعبانة ياقلبى، وإذا كان الكثير منها لا ينجح فى أوساطنا القبطية، فما بالك لو عرضت سينمائيًا..إن هناك فقرًا شديدًا فى الإمكانيات الإنتاجية للأفلام الدينية المسيحية مما يؤدى إلى ضعف مستواها وتكنيكها الفنى...والحل هو الوعى الإنتاجى من أجل تقديم مستوى انتاجى يليق.
وختامًا قال الفنان "ماهر لبيب": من غير الممكن أن يكون للأفلام الدينية المسيحية سوق فى ظل سيطرة القنوات الفضائية، ونسخ السى دى هات، وفى ظل الكساد الإقتصادى الذى سوف يؤثر على أفلامنا المصرية ويتحكم فيها. |