CET 00:00:00 - 08/07/2010

المصري افندي

بقلم: يحيى الوكيل  
أثبتت الأحداث التى جرت مؤخرًا من تراجع رئيس "نيجيريا" عن قراره بحرمان المنتخب الوطنى النيجيرى لكرة القدم من أى مشاركات دولية لمدة عامين، صحة ما كتبتُ من ثلاثة أسابيع عن توحش الفيفا سياسيًا، إذ أن الرئيس النيجيري تراجع عن قراره تحت ضغط الفيفا، ومعلوم إنه لم ينصع لقرارات سابقة لمجلس الأمن بشأن المجازر والتطهير العرقى الذى تتعرض له الأقليات فى بلاده بين الحين والحين.

ولمن يظن أن "نيجيريا" انصاعت لقهر الفيفا– والذى أعطاها مهلة ثمانية وأربعين ساعة فقط للإنصياع لأوامره – فـ"فرنسا" أيضًا قد نالها من العسف الكروي جانب، وأظهر لها الفيفا العين الحمراء، وفى ذلك قال أمين عام الفيفا "جيروم فالكه": كنا حازمين مع "فرنسا"، فلماذا لن نكون كذلك مع "نيجيريا؟"، في إشارة إلى تحذير الفيفا للحكومة الفرنسية من مغبة التدخل السياسي في شئون الإتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد عاصفة المشاركة المخيبة للمنتخب الفرنسى في مونديال جنوب افريقيا.

ومين يقدر يقول للغول: عينك حمرا يا غول؟
بأمر الفيفا تعطلت الإرادة الوطنية فى دولتين لكل منهما ثقلها فى قارتها، بل وثقلها العالمي، ونجح الفيفا فيما لم ينجح فيه مجلس الأمن.

قياسًا على ذلك، لمَ لا نحاول فرض العقوبات الدولية على "ايران" عن طريق الفيفا؟
لقد فشل كل طريق آخر، فلا العقوبات الإقتصادية نفعت، ولا الدبلوماسية قبلها، ولم يبق لنا الإ طريق الفيفا.

الأهم من فرض العقوبات على "إيران"، وإقناعها بالتخلى عن الجعجعة والتهديد بالحرب، كما لو كانت "ابراهيم حسن" نفسه، أن نثبت قوة الفيفا، وتخطيها لقوة وأهمية مجلس الأمن بمراحل، ومن هنا نبدأ باستعمالها ضد الظلم فى كل مكان.

لعلنا نستطيع دفع قهر السلطة وأجهزة وزارة الداخلية فى "مصر" باللجوء لـ"الفيفا"!
لعل الفيفا تحصل لنا على الحقوق الضائعة لـ"خالد سعيد" فى "الإسكندرية"، و"محمد صلاح" فى "الدقهلية"، وشهداء "نجع حمادى" و القائمة تطول.

لعل الفيفا تحسم لنا نظام الثانوية العامة، وتتدخل فى أزمة المرور، وأثمان السلع الغذائية، والتى زادت لزيادة سعر سلعة غير ضرورية وهى السجائر، وشكرًا للحكومة.

ولو تتكفل الفيفا بموضوع مياه النيل أيضًا نكون لها من الشاكرين، فلا ريب أن دول المنبع ستهدم كل ما أقاموه من سدود على مجرى الإله "حابى" لو هددهم الفيفا تحت طائلة الإيقاف، وهذا الموضوع ضرورى جدًا بعد أن تم التعتيم عليه بأوامر عليا، وشغلوا الناس بأحداث أسطول الحرية وكأس العالم، ثم فتحوا القوس وأضافوا شهداء الطوارئ، وافرحى يا حكومة.

بإختصار، ياليت الفيفا تتبنانا، ونغنى لها: "الفيفا هى أمى، والكورة فى دمى".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق