CET 00:00:00 - 22/04/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
لست أدري لماذا كَثر الحديث عن أهمية تعمير سيناء في الآونة الأخيرة بالذات، حيث حظيَّ هذا الموضوع بقسط كبير –جداً- بل وغير معهود من الاهتمام في وسائل الإعلام المصرية المختلفة، فهل حدث ذلك لأننا استشعرتا الخطر بعد أن صمتنا كثيراً عن هذه البقعة الإستراتيجية المصيرية وأهميتها بالنسبة للأمن القومي المصري؟؟!!  
فمن المعروف  بل ومن المؤكد أن هناك خاصية بغيضة ومرض قبيح أصاب الشعب المصري بكل فئاته حُكّاماً ومحكومين ألا وهو السكوت على المشاكل حتى تتراكم وتتفاقم وتنذر بوقوع كوارث مُحققة. فالمسئولين يتحركون فقط عند استشعار الخطر بل وهناك من يتحركون منهم عند وقوعه، والأخطر أن هناك نوعاً لآخر من المسئولين في حكوماتنا الرشيدة لا يتحركون إلا بعد وقوع الكوارث!! فنجدهم ينشغلون بعلاج آثارها الجانبية فقط.

لماذا فقط يتكلم الآن المسئولون في الحكومة عن أهمية تعمير سيناء بعد طوال هذه الفترة التي المُغلفة بالصمت الحكومي الرهيب؟ ولماذا لم تبدأ الحكومة المصرية في المشروع القومي لتعمير سيناء كانت قد قالت أنها ستبدأ في تنفيذه من خمسة عشر عاماً؟ ونحن كمواطنين مصريين من حقنا أن نسأل ونفكر في أسباب هذا الصمت الحكومي عن تنفيذ هذا المشروع، وأهم هذه الأسئلة التي تدور في أذهان أي مصري عادي في هذا الشأن هي: هل ضغطت إسرائيل على الحكومة المصرية لإحباط هذا المشروع الاستراتيجي والحيوي بالنسبة لأمن مصر القومي؟ أو كان هناك اتفاقيات معينة بين الحكومة المصرية والحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن ولم تُفصح عنها الحكومة المصرية للناس؟ وهل كان مشروع توشكى الذي ثبُت فشلُه أهم من أمن مصر القومي؟

ومع كل احترامي للآراء التي تنادي بمُسميات تبدو براقة للاهتمام بتعمير سيناء مثل إنشاء وزارة خاصة بسيناء وحدها أو.. أو.. إلا إنني أرى أن تعمير سيناء لا يحتاج أبداً إلى مثل هذه المصطلحات البراقة ولكنه يحتاج فقط إلى إرادة سياسية حقيقية، ومتى وجدت هذه الإرادة فلسوف يكون تعمير سيناء مطلباً هيناً ويسيراً، فعلى الحكومة المصرية أن تبدأ فوراً في تغيير نظرتها لبدو سيناء وتُخصص نسبة من الموازنة العامة لتأسيس البنية النحتية لسيناء حتى يتسنى للمستثمر ومعه المواطن أن يتمكن من الذهاب والاستثمار هناك.

كما أطالب الحكومة المصرية أن تفكر في البُعد الوطني للمشروعات التي سيتم إقامتها هناك بحيث لا تكون حكراً على المسلمين دون المسيحيين أو المسيحيين دون المصريين، فجميع فئات الوطن لابد أن توضع في الاعتبار عند وضع الاستراتيجيات الخاصة بتعمير سيناء الغالية وما نريده من الحكومة المصرية الآن ألا تكتفي فقط بالأقوال ولكننا في انتظار الأفعال لأن إهمال هذا الجزء المصري الحيوي من أرضنا سوف يُعرض الأمن القومي المصري لكثير من المخاطر التي نحن في غنى عنها، فهل تبدأ الحكومة الآن؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق