CET 00:00:00 - 22/04/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
أكثر من مرة طلب مني أسامة ميخائيل إنو يشوف شحتة أبو العريف لكن الظروف ماكانتش تسمح، لأن أسامة كل يوم الصبح بيكون في المدرسة ومايقدرش يجي وسط البلد في المواعيد اللي بكون فيها في المجلة، وأمجد الساكت هو السبب في لهفة أسامة غير العادية لرؤية أبو العريف، لأنو من ساعة شاف شحتة وهو مابيبطلش يحكي عن نوادره اللي مابتخلصش.
وفي يوم لاقيت أسامة بيكلمني في التليفون بالليل وقال لي أن المدرسة تاني يوم هايكون فيها يوم رياضي وهو مش هايقعد كتير وهايعدي عليّ في المجلة بعد مايخلص علشان يشوف أبو العريف، ضحكت وقولت له إيه يا أسامة هو الدكتور كاتب لك أبو العريف علاج ولا موصوف لك مع رجل هدد يتيم؟؟، أسامة رد وقال راجل زي دا فعلا دواء في حالة الإكتئاب اللي إحنا فيها دا عبقري إزاي قادر إنو يضحك في الزمن المكشر دا.
فعلاً تاني يوم حوالي الساعة 12 أسامة عدى عليّ في المجلة ورحنا على كشك أبو العريف لاقيناه قاعد كرسي الفضفضة أو كرسي الإعتراف فعرفت على طول إن شتحة في حالة الإنشكاح اللي بتطلع أحلى دماغ وفتاوى، سلمت عليه وعرّفته على اسامة وقلت له إنو مدرس جغرفيا في مدرسة السعدية، فقال له أهلاً وسهلاً يا أستاذ نورت وسط البلد النهاردة طلباتك على حساب كشك "الحكم"، ودا الإسم الحركي للكشك بتاعه واللي سماه كدا محامي خفيف الدم جداً بيقف معانا أحياناً في الوقفة المعتادة، ووجهة نظره إن ممكن من خلال الحديث الهزلي قدام الكشك تتشكل وزارة وتتشال وزارة تانية يتحطط خطط خمسية وسداسية ومثلث وشنطة إسعاف وقاونون المرور الجديد وكمان توك العاصمة.
أسامة عجبته قوي حكاية كشك الحكم دي وقال لو طيب أنت أيه رأيك في الحكومة من خلال مادة الجغرفيا؟؟ فرد أبو العريف أن الحكومة مش ممكن تعرف لا تضاريس ولا مناخ قرارت أبرلية كلها كذب صيفاً وجفاف من الضرايب، ووقف مكانه ومد إيده جوة الكشك وطلّع علبة سجاير وقال لأسامة يعني السنة يا أستاذ كلها رياح موسمية بس مش ممطرة.
شحتة طلّع سيجارة وعزم على أسامة بيها وقال إنت طبعاً مابتدخنش يا أستاذ، أخدها أسامة وسأله طيب يا أبو العريف أيه رأيك في التعليم، رد عليه شحتة التعليم دا حكايته حكاية يا راجل ينفع واحد زي اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر مايبقاش في أي سيرة عنه كأنه من معسكر الأعداء دا لغاية السنة اللي فاتت كان بيتدرس في مناهج التعليم للعيال في سنة رابعة إبتدائي إن أول رئيس جمهورية هو جمال عبد الناصر، ولّع السيجارة لنفسه وقام يولع لأسامة وقال له لكن وزارة النقل عوضت الراجل وإديته حقه، قلت له إزاي؟ قال لي عملته محطة مترو أنفاق.. اختزلوا تاريخ الراجل في محطة مترو بجنبه والنصف تذكرة بـ 75 قرش يا بلاش.
أسامة قال لي دا مشكلة، رد عليه مشكلة إزاي يعني؟ قلت له أستاذ أسامة معجب بيك قوي دا جي مخصوص علشان يتعرف عليك، قال لأسامة عشت يا أستاذ أنا اللي إتشرفت بيك وراح ملفوت لي وقال لي أنت مش ملاحظ إن أسماء الحكومة ليها دلالة خاصة؟ قلت له مش فاهم قصدك أيه، قال يعني رئيس الحكومة إسمه نظيف من النظافة اللي بقت في جيوب الناس ويوسف بطرس غالي من الغلاء اللي إحنا فيه، أسامة قال له طب ما هو في أحمد عز بتاع الحزب الوطني قال له دا تبع الحزب مش الشعب يعني الحكومة هي إللي في عز مش الشعب، قال له أسامة يا سلام كمان يبقى فتحي سرور علشان الحكومة فرحانة قال له طبعاً فرحانة فينا، عموماً فيه حاجة أنا مش عارف إزاي ماحدش لاحظها، قلنا أنا وأسامة في صوت واحد إيه، قال وزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم واحد اسمه هلال والتاني اسمه الجمل، أسامة قال له طب ودي فيها إيه؟ قال فيها إيه إزاي دول رموز الحزب الوطني في أي انتخابات، ضحكنا أنا وأسامة اللي قال له مش معقول يا شحتة أنا لازم أبوس الجوهرة، وراح ماسك دماغه وبايسها شحتة بصي لي وقال هو الأستاذ عرف كمان حكاية الجوهرة؟ قلت طبعاً أنت عارف إن مافيش حاجة بتستخبى يا أبو العريف، ضحك وقال إنتو عارفين عادل إمام وشيرين نجحوا ليه في الإنتخابات في فيلم بخيت وعديلة؟ أسامة قال ليه بقى؟ قال لأنهم مثلوا الشعب فعلاً، قلت إزاي؟ قال لي هي كانت الكنكة وهو كان الجردل وراح داخل الكشك وضحك وقال وقال لأسامة، يا باشا بحضورك فرح قد "حله" والحكومة غطاها، أسامة ضحك جامد وقال لي مش ممكن أنا لازم أجي كتير أقعد مع الراجل دا، كمان عايزين نعزمه في سهرتنا المعتادة عند أبو نادم، شحتة قال أنا يشرفني يا أستاذ بس أهم حاجة ماخرجش من القعدة "نادم".
مشينا بعد ما سلمنا على أبو العريف وطلعت المجلة أسامة قال لي لازم أرجع البيت علشان المفروض هانخرج أنا ومراتي نروح عند حمايا لأنو تعبان شوية، قلت له أنا مش هاقعد كتير كمان كلها نصف ساعة وأمجد الساكت يخلص شغل ونروح كلنا سوى أسامة قعد، فقلت له إيه رأيك في أبو العريف؟ قال لي راجل مش ممكن خفة دم وسرعة بديهة وثقافة دا يستحق يتعمل عنه فيلم تسجيلي، قلت له منى مراتي بتقول نفس الكلام، قال بمناسبة منى أنت مش هاتخليها ترجع تاني الشغل؟ قلت له الموضوع دا ماصدقنا قفلناه ليه بتفتحه تاني؟ قال لي أنت معترض ليه رجوعها الشغل مهم الست لازم تشتغل ماينفعش تفضل قاعدة في البيت، قلت له يالا بينا يا عم قاسم أمين، وإحنا طالعين سمعت صوت ضحك عالي من صالة التحرير ففتح الباب وبصيت براسي من برة وطلعت أسامة قال لي فيه إيه؟ قلت أبداً دا الزملاء بتفرجوا على روتانا سينما النهاردة جايبة فيلم "الجردل والكنكة".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق