القبض على المتهم الثالث الهارب...والأمن يكثف تواجده بالقرية خوفاً من انفجار الوضع!
الأنبا بيمن: ثقافة الثأر خطر يهدد سلامة المجتمع في صعيد مصر .
متابعة: نادر شكري- خاص الأقباط متحدون
تبذل القيادات الأمنية والشعبية محاولات مكثفه من أجل إنهاء التوتر بقرية حجازة قبلي بقنا بعد مقتل قبطيين وإصابة أخر في خصومة ثأرية منذ 2004 حيث تسعى القيادات إلى إقناع اسر الضحايا استقبال العزاء حيث قام وفد أمس الثلاثاء بزيارة لأسرتين الضحايا وحاولوا إقناعهما باستقبال العزاء لإعادة الهدوء للقرية ومنع أي محاولات ثأرية جديدة من شانها تأزم الأوضاع ولكن لم تؤدى محاولاتهم لنتائج إيجابية حتى الآن .
في الوقت نفسه تباشر النيابة برئاسة المستشار حسن كامل المحامي العام لنيابات الأقصر وجنوب قنا التحقيق في الحادث حيث تم الاستماع إلى المتهمين مصطفى محمد سعيد(23 سنة) وعبد القادر محمد إبراهيم(30 سنة) و استمعت أيضا إلى موسى محمد يس ( 27 عاما ) المتهم الثالث الذي ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه عقب هروبه وتستكمل النيابة التحقيقات صباح اليوم الأربعاء للاستماع لراويات الشهود .
وكانت النيابة استمعت لشهادة المصاب القبطي مينا سمير جاد الرب " 37 عاما " الذي لا يرتبط بأي صله بعائلة سليمان المستهدفة بتصفية الثأر حيث يتلقى العلاج نظرا لخطورة حالته حيث قال "أثناء خروجي بصحبة المجني عليهم من الكنيسة عقب انتهاء القداس الإلهي فوجئنا بأشخاص يمرون بسيارة أمام الكنيسة وأطلقوا علينا الأعيرة النارية بشكل عشوائي أمام الكنيسة وعلى أثرها فقدت الوعي" .
عبر والد القتيل"أمير إسطفانوس" عن حزنه ومأساته الكبيرة التي لا يستطيع أن يقدرها أي شخص بفقد ابنه الوحيد مشيراً أنه كان يخشى هذه الكارثة التي جاءت في توقيت كان يتزامن فيه اللقاء وتجمع الأسرة بفرح احتفالاً بعيد القيامة ولكن هذا الفرح تحول إلى نكبة عليهم جميعا.
وأضاف أن ابنه ليس له علاقة بخصومة الثأر ولكن الجناة لم يفرقوا برصاصهم العشوائي فأطلقوا الرصاص لاستهداف "هدرا سليمان" فدفع ابنه ثمن هذه الخصومة وأكد انه حذر ابنه في هذا اليوم ولكن ابنه رد عليه قائلا " المكتوب هنشوفه " فكان المكتوب قاسى على أسرتنا جميعا .
واستنكر الأنبا بيمن أسقف قوص ونقاده الحادث الذي تزامن مع الاحتفال بعيد القيامة مشيرا أن الجريمة كانت تستهدف هذا التوقيت عن عمد ليكون الثأر بنفس حجم والقوه رداً على مقتل المسلم الذي لقي مصرعه في شهر رمضان عام 2004 وأضاف نشكر الله أن الحادث لم يتحول إلى مذبحه كبيرة في حالة خروج أعداد كبيرة من الكنيسة نظراً لان إطلاق النار جاء بشكل عشوائي معتبراً أن الثأر فكر خطير مازال يعشش داخل الكثير من العقول في منطقة الصعيد ورغم انتشار التعليم والثقافة إلا أن ثقافة الثأر مازالت تسيطر على العقول حتى بعض المتعلمين.
وأشار إلى أن هذه الجريمة جاءت بعد 4 سنوات عندما حدثت مشاجرة بين عائلة "الهدايل" المسلمة و "سليمان" القبطية في ٦ نوفمبر ٤٠٠٢ بسوق قرية »حجازة قبلي وتطورت المشاجرة لتسفر عن مقتل محمد سعيد محمد إبراهيم بعد تلقيه ضربة بعصا علي رأسه، وتقدم ثلاثة من الأقباط آنذاك وهم صليب فانوس سليمان و جميل أديب سعيد ومنير أديب سعيد للمحاكمة وصدر حكم عليهم بالسجن ٣ سنوات بتهمة القتل الخطأ وقضوا سنة من العقوبة وتم الإفراج عنهم في يوليو 2006 .
وإثناء هذه الفترة فشلت جميع المحاولات لإجراء مصالحه بين العائلتين بعد رفض العائلة المسلمة استقبال الكفن أو دفع دية من العائلة المسيحية فكان رد الثأر في ليله القيامة وهناك محاولات الآن لاحتواء الأوضاع وإعادة الاستقرار للبلدة
تحولت قرية حجازة قبلي إلى ثكنة عسكرية تحسبا لأي تطورات جديدة تزيد الأوضاع توتراً ولمنع حدوث اى اشتباكات جديدة بين العائليتين حيث تم فرض كردون أمنى حول منازل الضحايا والجناة وجارى البحث عن المتهم الرابع في عملية القتل وهو أبو بكر محمد سعيد .
انتقد بعض أقباط القرية التجاهل الحكومي في التصريح لهم باستكمال كنيسة الأقباط الكاثوليك بالقرية والتي تم وقف ترميمها واضطر الأقباط للصلاة على جثمان أمير اسطفانوس الذي ينتمي للطائفة الكاثوليكية بفناء مدرسة الفرنسيسكان بالقرية.
الجدير بالذكر أن عقب نشوب مشاجرة بين عائلة " الهدايل " المسلمة و عائلة سليمان القبطية بسوق قرية حجازة لقي محمد سعيد محمد مزارع (58) مصرعه اثر تلقيه ضربة بعصي.
وتم محاكمة كل من صليب فانوس سليمان " 60 عاما " و جميل أديب سعيد" 36 " ومنير أديب سعيد " 39 " حيث حكم عليهم بالسجن ثلاثة سنوات وتم الإفراج عنهم في عيد ثورة يوليو 2006 وبعد فشل جميع المحاولات لإقناع العائلة المسلمة بالتصالح قامت الأجهزة الأمنية بعملية تهجير للأسر القبطية بقرية حجازة حيث تم ترحيل أكثر من 15 عائلة قبطية إلى محافظة أسوان وسوهاج ولكن بعض الأسر عانت ويلات التشريد والهجرة فاضطرت العودة إلى القرية بداية هذا العام على أمل أن الأوضاع باتت هادئة نسبيا ولكن مع عودة بعض العائلات.
مما أثار حفيظة عائلة الهدايل للأخذ بالثأر فكانت ليله عيد القيامة الموعد المختار للتنفيذ حيث تم إطلاق الرصاص عشوائيا على الأقباط عند خروجهم من دير مار بقطر عقب انتهاء القداس الالهى فلقي مصرع كلا من هدرا أديب سليمان ( 22 عاما ) " من عائلة سليمان " وصديقه أمير اسطفانوس حبيب " 24 عاما " وأصيب شخص ثالث يدعى مينا سمير جاد الرب " 37 عاما " ( عامل ) . |