CET 09:21:50 - 11/07/2010

مقالات مختارة

بقلم: محمد أمين

فكرة ترشيح قبطى للرئاسة، لا تراود خيال الأقباط فقط، وإنما تراود خيال المصريين.. فى الداخل والخارج أيضاً.. وهى فكرة تؤكد مبدأ المواطنة، الذى يرى الأقباط أن المشوار إليه طويل حتى الآن.. لكن هل المجتمع المصرى يتقبل هذه الفكرة؟.. وهل الأغلبية المسلمة من الممكن أن تقف خلف مرشح قبطى، فى مواجهة مرشح الحزب الوطنى، وقد يكون الرئيس مبارك نفسه؟!

الفكرة حالمة وخيالية، لكنها حين تصبح مبادرة من حزب الوفد، برئاسة الدكتور السيد البدوى، فإنها تكون قد قطعت شوطاً كبيراً، وأعطت زخماً بلا حدود للتجربة، وإرساء مبدأ المواطنة.. فما هذه المبادرة، وكيف يمكن أن تصبح واقعاً؟.. المبادرة، كما نشرت روزاليوسف، مضمونها أن البدوى دعا رجل الأعمال نجيب ساويرس، للترشح لرئاسة الجمهورية!

ولا أعرف إن كانت هذه المبادرة صحيحة، أم أنها مجرد بالون اختبار؟.. ولا أعرف إن كان البدوى يريد ترسيخ مبدأ أساسى من مبادىء الوفد، وهو موقفه من ترشح الأقباط فى جميع الانتخابات التشريعية والرئاسية، أم لا؟.. لكنى أعرف أن الوقت يسمح، فعلاً، بأن يكون ساويرس عضواً فى الوفد، وفى هيئته العليا، وبالتالى لا يوجد أى عائق، ولا أى مانع، يمنع من تحقيق الحلم!

والآن.. لم يعد البرادعى وحده هو المرشح المحتمل للرئاسة، ولكن نجيب ساويرس أيضاً.. وإن كان البرادعى قد رفض الترشح، عن طريق أى حزب من الأحزاب، التى طالبته بالانضمام لها، أما ساويرس فلا يوجد مانع يمنعه، خاصة إذا كان الدكتور البدوى قد دعاه لكسر الاحتكار، طبقا للمبادرة التى أشارت إليها روزاليوسف.. فالفكرة تبقى حالمة ورائعة، إذا كان يتبناها الوفد!

سؤالى: هل هى لعبة من الوفد أم مناورة سياسية، حين يرشح قبطى لأول مرة هو نجيب ساويرس، أم أن الوفد يتسق مع تاريخه، ويتسق مع برنامجه، ويتسق مع بيان تأسيسه منذ اليوم الأول؟.. السياسة تحتمل كل شىء، وقد تحتمل أيضاً أن المبادرة لم تحدث أصلاً، وأنها مجرد استنتاجات صاحبت اهتمام ساويرس بالوفد، أو صاحبت تأييد ساويرس لما يحدث فى قصر البدراوى!

المؤكد أن الأحداث فى الحزب العريق تتسارع، وأن هناك أفكاراً كبيرة، بعضها حالم وبعضها الآخر واثق، يتحرك باتجاه العودة إلى صدارة المشهد السياسى، ليكون فاعلاً ويكون شريكاً ويكون بديلاً.. وكل هذا يستدعى مبادرات من هذا النوع، وإن لم تجد حولها مؤيدين بالدرجة اللازمة فى البداية، فقد قيل بمجرد انطلاق الفكرة أو المبادرة، إن خلافات حدثت بسبب ترشيح ساويرس!

صحيح أن الخلاف ليس على شخص ساويرس، وليس على عقيدته، فهذا غير متصور فى الوفد.. فقد لقيت المبادرة استحساناً كبيراً، ولكن كان الخلاف على فكرة ترشيح مرشح للرئاسة من خارج الحزب حتى الآن، وطالبوا بأن يكون المرشح الرئاسى عضواً فى الهيئة العليا.. الجديد فى هذه الفكرة أن ساويرس سيكون مرشحاً حقيقياً.. فلا هو افتراضى، ولا هو مرشح «فيس بوك»!

وهنا نأتى للنقطة الأهم: هل الوفد يريد أن يضحى بمرشح بديل، ليفجر قنبلة، ويرسخ مبدأ مهماً وخيالياً حتى الآن؟.. وهل نجيب ساويرس يسعى للرئاسة ويحاول الاستفادة من الوفد، أم أنه يؤمن بالوفد فعلاً وسينضم إليه؟.. وهل رجل الأعمال الصعيدى الذى لا يجيد الدبلوماسية، قد قرر دخول المعترك أخيراً؟.. وهل التغيير، الذى تنتظره البلاد، سيكون تغييراً جذرياً؟.. أم أن الترشح للرئاسة مجرد أحلام، فى اعتقاد ساويرس والبدوى؟!

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع