بقلم: هاني الجزيري
كنت قد طرحت فكرة جامعة قبطية عالمية تعتبر كمنارة للتراث القبطى، وتساعد على تعريف العالم بالحقبة القبطية الثرية وما تحويه من فن وهندسة وعلوم وطب وتراث وألحان ولغة وعمارة وثقافة وعادات وتقاليد وآداب وإيمان وفلسفة وتاريخ وفلك وتقويم ومعرفة.
تخيلوا معي لو فروع هذه الجامعة في نيويورك وواشنطن وشيكاجو وباريس ولندن وأستراليا وكندا وبرلين وستوكهولم.. وطوكيو، ولِمَ لا؛ فاليابانيون شغوفون بحضارتنا.
على أقباط المهجر دراسة هذه الفكرة جيدًا وإقامة جامعة قبطية تدرس كل العلوم وبما فيها القبطيات التي ذكرناها، وتكون هذه الجامعة ككل الجامعات تحقق أرباحًا لأصحابها؛ فالمشروع تجاري وفي نفس الوقت ثقافى، ويمكن للكليات المعنية في هذه الجامعة عمل أبحاث ودراسات عن حالة الأقباط في مصر وفي التجمعات الأخرى.
ماذا لو تجمع أكثر من قبطي في الخارج وبدأوا العمل في أول فروع هذه الجامعة، ويكون مجلس إدارتها مكون من مجموعة من الأقباط المتفقي الرأي بدلاً من الجمعيات التي تختلف في الآراء.
لماذا لا نكرس جهودنا لهذا العمل العظيم؟؟ وأعتقد أن الإختلاف في وجهات النظر سيكون محدودًا يمكن أن تكون على شكل شركة مساهمة.
من الجوانب الإيجابية في هذا المشروع ضمان ربط أبناء إخوتنا في الخارج بالمجتمع القبطي في داخل مصر، والتعرف على جوانبه المضيئة ومشاكله ومعاناته وبطولاته وشهدائه، أيضًا يكون هؤلاء الأبناء على علم بكل الواقع القبطي في داخل مصر، ويظل ارتباط هؤلاء الأحفاد بقبطيتهم ومصريتهم، ويكون الحنين إلى مصر مزروع داخلهم.
إن أي دير قبطي سواء في الداخل أو في الخارج له مكانة مميزة في شعور أي مواطن، وأعتقد أن الجامعة القبطية سيكون لها نفس المكانة لما ستقدمه من خدمات، فهي ستظهر تفوق الأقباط في جميع المجالات، وتشير إلى قدراتهم التي أهينت في بلادهم.
كل أبناءنا في الداخل يستطيعون الحصول على الدرجات العلمية من فروع جامعاتنا القبطية المنتشرة، ويكون لهم امتيازات خاصة، وأيضًا أبناء الجاليات القبطية في الخارج، وتفتح هذه الجامعات لكل البشر، المسيحيين وغير المسيحيين، الأقباط وغير الأقباط، أعتقد أن الفكرة جديرة بالدراسة، والاهتمام بها يجب أن يأخذ مداه.
ويمكن لرجال الأعمال أن يتبنوا هذا العمل العظيم، بل أني أطالب قداسة البابا أن يبارك هذا المشروع ويشرف عليه بنفسه، وهو أسقف سابق للتعليم، ولو في الخطوات الأولى حتى يوضع حجر الأساس.
لماذا لا يساهم "ساويرس" و"ثروت" في هذا المشروع العالمي؟؟ مشروع من ضمن المشاريع التي سستخلد أسماءهم إلى الأبد، و"ساويرس" بخبرته العالمية يمكن أن يعطي إشارة البدء.
إن هذا المشروع عائده أكبر من القنوات الفضائية والنوادي الإجتماعية وأندية كرة القدم، خاصة وأن هؤلاء وأمثالهم لا يشغلهم الآن المكسب المادي فقط، بل المكسب الأدبي وخدمة المجتمع، فلقد تخطوا حاجز المكسب المادي رغم أن مشروع الجامعة القبطية العالمية متوقع له أرباح مالية ضخمة.
والأقباط المقيمون في الخارج مثل "كميل حليم"، و"سليم نجيب"، ومعهم بقية المجموعة؛ لماذا لا يفكرون جديًا في هذا المشروع؟ ولماذا لا يبدأون من الآن؟؟ ولماذا لا يكون هناك تعاون مشترك؟؟
فرصة ظهور التضامن القبطي، لماذا لا يكون أولى ثمراته إنشاء جامعة قبطية عالمية؟؟؟
كان "كميل حليم" يفكر في عمل إستثمارات في داخل مصر لخدمة أبنائها، ولتأكيد أن القبطي الذي يعيش في الخارج لا ينسى مصر أبدًا، ويفكر في مصر وفي مشاكلها الداخلية، فماذا عن الجامعة القبطية؟؟
إني أناشدكم جميعًا؛ كل رجال الأعمال الأقباط في الداخل وفي الخارج، أولوا الفكرة إهتمامًا، أدخلوها دائرة إهتمامكم، ابداوا دراسات جدوى جدية.
إذا كان يمكن أن يكون هناك مجلس إدارة عالمي فأهلاً وسهلاً، وإذا كان هذا غير ممكن فيمكن أن يسجل الفكرة مجموعة معينة ويكون لكل فرع إستقلالية تامة، ولكن مَنْ يستخدم الاسم يتبع شروطًا معينة تضمن أولويات معينة.
مثلاً الاسم: "الجامعة القبطية العالمية"
الشكل: يجب أن يكون هناك شكلاً مميزًا للجامعة في جميع فروع العالم.
أيضًا الشكل القانوني.
أما علوم القبطيات فيجب أن تكون المناهج موحدة، ويمكن أن يشرف عليها أساتذة معهد الدراسات القبطية، ووضع منهج دراسي لكل سنة مع دبلومة خاصة لكل متخرج، والعلوم العامة تكون وفق المناهج المعروفة والمقررة من بلد ينشأ فيها فرع للجامعة.
المزايا كثيرة ولاحدود لها، والتكاليف ضئيلة بالنسبة لضخامة وأهمية المشروع.
أرجوكم فكروا في الأمر جديًا.
إن عظمة مصر من عظمة أبناءها المخلصين. |