CET 00:00:00 - 12/07/2010

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب 
لفت صديقي اللماح نظري إلي واحدة من الجرائم علي أحد المواقع الخاصة بالحوادث علي النت، يتناول الخبر قضية فساد تحدث داخل هيئة بريد "طنطا" تحت عنوان "صراف يستولي علي 46 ألف جنيه من دفتر توفير، ويعيدها بعد عام بالأرباح".

 
إلي هنا والموضوع عادي جدًا أعتادت عيوننا علي رؤيته، قضية فساد صغيرة بالملاليم، نقطة فساد في بحر متلاطم الأمواج عاتي الرياح، وماخفي كان أعظم.
 
أما غير العادي، فكانت التعليقات التي صاحبت الموضوع، عارفين المثل الذي يقول: "ماشافوهمش وهما بيسرقوا، شافوهم وهما بيتحاسبوا"؟!! فقد فوجئنا بأن مكتب بريد "طنطا" قد حط رحاله بجميع موظفيه- بقدرة قادر- إلي النت، بكل غسيله القذر، بجميع حكاياته ونوادره. وقد اتضح لي أن السيد المتهم المذكور، كان مصاحب واحدة اسمها "خلود"، وكان لابد أن يبغددها، ويصرف عليها مما تحت يده من أموال المودعين، ويشتري لها سلاسل وخواتم، وقد حكي الإخوة الموظفين أن زميلهم المُتهم كان ينفق علي الإفطار وحده ثلاثين جنيهًا، دون وضع القر والحسد داخل حسبانه، وكله علي عينك يا تاجر.
 
وقد أكد أحد الحاقدين الذي لم يشارك في الهبرة الكبيرة، أن ما حدث في هذا المكتب، هو آخرة الطمع؛ لأنهم لم يقاسموا الجميع فيما سرقوه، واللي يسرق لوحده يزور، وتبقي فضيحته بجلاجل. أما لو كانت الفتة أتقسمت علي الكل بالتساوي، بدون طمع، كان الكل اتراضي، والسريقة اندفنت مع الأيام.
 
ومن التعليقات اللذيذة التي فتحت نفسي علي الحياة، تعليق واحدة شايفة نفسها مشروع فريسة مُحتملة، والتي قالت: الحقيقة إن المكتب كله نجس، ورجالته كلهم أنجاس، دول مش سايبنى فى حالى، وكل واحد فيهم مفكر نفسه دونجوان وعايز يمشى معايا، على إيه دول كلهم خيخه..المهم إنى بقالى فترة قريبة فى المكتب واتعرض عليّ هدايا كتير، بمعنى إن كل موظفي المكتب حرامية، ارحمونا منهم بقى أحسن أضعف قدام أى حد فيهم!!
 
وقد قام بالرد عليها واحد عاوز مصلحتها، فقال: اتلمي يا اسمك إيه..رجالة المكتب محترمين.. لو في حد بعينه عملك حاجة قوليلنا عليه، ولو قدامك حد عمل فحشاء اخبرينا..وبعدين احنا ألزمناكم النقاب، قولنالكم النقاب خير شئ للعفة والطهارة. لو عاوزين ملابس للنقاب اخبروني وأنا أجبلكم بسعر الجملة.
 
 الأخ عمل سبوبة بحجة البحث عن الفضيلة الضائعة التي سيعيدها النقاب، وبالمرة عمل دعاية لنفسه علي النت وببلاش.
 
طبعًا التعليقات فيها بِغل، وريحة زفارة ومنيل، وضرب بالشباشب، وأم محمد وأم ذياد، وأشياء شعبية كثيرة تدل علي أن المكتب عبارة عن قعدة مصاطب ترد الروح.
 
 أما أهم الملاحظات، فهي أن مكتب بريد "طنطا" كله كان عارف "خلود"، والتي أُطلق عليها الست الهانم الحلوة أم الخلول؛ نظرًا لتدعيمها لقضايا النصب والسرقة داخل الأراضي البريدية الطنطاوية الشقيقة.
 
 فـ"خلود" هي الجائزة الكبري في المكتب إياه، وواضح إن موضوع السرقة موضوع معروف يعني الراجل عدّاه العيب، وكان بيسرق عيني عينك، وعلي مرآي ومسمع ومباركة الجميع. والأهم من دا كله، إن مكتب "طنطا" بموظفيه ضربوا أكبر مثال علي الحكومة الذكية التي تستخدم التكنولوجيا في مسائلها غير الذكية.
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق