بقلم: أنور عصمت السادات تنبهت لأزمة البحث العلمى معظم الدول، فـ"الهند"، و"باكستان"، و"كوريا الجنوبية"، و"إيران"، و"ماليزيا" شهود إثبات على صحة ما نقول. ونحن فى "مصر" متفرجين، أو مشجعين لدول لا نقل عنها فى أى شئ، بل بالعكس نملك نحن ما ليس عندهم، لكننا نفتقد البوصلة والإستراتيجية التى نسير بها إلى الأمام. جهاز إدارى تقليدى يتسم بالمركزية والجمود، والميزانية المخصصة للبحث العلمى فى "مصر" تكاد أن تكون شبه معدومة..فكيف يكون هناك قبول لذوي المهارات والقدرات على مجال البحث العلمى، والأجواء المصرية لا تشكّل مناخًا مهيئًا يحتوى النابغين وذوى الخبرات والمعارف الداخلية. يتركنا علماؤنا ويرحلون إلى الخارج؛ لأن غيرنا من المجتمعات يدرك قيمة وأهمية البحث العلمى، ويؤمن بأن النهضة لن تتحقق إلا من خلاله؛ فيوفر للباحثين كل الإمكانات اللازمة، ويكون هو أول المستفيدين من جدوى بحوثهم وإبداعاتهم فى كل المجالات. كما أن معظم الباحثين فى "مصر" من أسر متواضعة لا يملك كثير منهم أن ينفق على علمه وبحثه، فكيف نجعله هو الراعى الأول والأخير لبحثه؟!! فضلاً عن الوساطة والمحسوبية التى يرتفع بها الكثير على حساب غيرهم فى المناصب والدرجات العلمية، فتحول مجتمعنا إلى أشبه ما يكون بمجتمع عائلي لا تهمه المصلحة العامة بقدر ما يعنيه خدمة الحاشية والمقربين وأصحاب النفوذ. ناهيك عن الباحث ذات الإتجاه الفكرى المعارض..فلن يتم السماح له بالظهور مهما فعل؛ فيموت بحثه، ومعه جهده وأفكاره، وتضيع درجاته العلمية. لكننى أرى أن المشكلة كبيرة ومتعددة الجوانب، وتحتاج منا إلى وقفة ودراسة وإتخاذ خطوات..وعلى حكومتنا أن تهتم بميزانية البحث العلمى وتجعل لها قدرًا مناسبًا حين يتم إعداد الموازنات السنوية. ولا تجعل الميزانية قاصرة فقط على الإنفاق العسكرى، والتسليح، والصحة، والتعليم, وأن يصدر تشريع يُلزم شركات القطاع الخاص، والعاملين بالتجارة داخليًا وخارجيًا بدفع رسوم- ولو جنيهات معدودة- تحت بند "طابع بحث علمي" تُخصّص لدعم البحث والإبتكار، وهو الأمرالذى سوف تعود فوائده بعد ذلك على الجميع. ولابد من استقلال الجامعات والمؤسسات البحثية عن سيطرة الحزب الحاكم، وتركها حرة فى رسم سياساتها، وتعيين من تشاء فى هيكلها الوظيفى دون تدخل. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |