CET 08:07:06 - 13/07/2010

مقالات مختارة

بقلم: د. غادة شريف

أخيراً انتصر وزير التعليم على الكفار المعروفين سابقا باسم طلبة الثانوية العامة، وقد تم أسر ٥٠% من الدفعة القديمة على ٢٨% من الدفعة الجديدة، وستتم جرجرة هؤلاء الزبانية من شعرهم ليعيدوا السنة مذمومين مدحورين.. أما الخونة الذين نفذوا بجلدهم ونجحوا فأولئك سيتم التزنيق عليهم بمرحلة واحدة فقط فى التنسيق تستمر لمدة أسبوعين فقط! وبصراحة أنا أؤيد الوزير فى كل هذا لأننى أيضا أرى أن هناك رؤوسا قد أينعت وحان الوقت لقطافها، ولكنى لست أدرى بأمارة إيه يتم امتحان هؤلاء الطلبة وترسيبهم وهم لم يتلقوا أى تعليم من الأساس؟

وأغلب الظن أن هذا الرسوب المدوى سيزيد من ظاهرة الدروس الخصوصية طالما أن التعليم بالمدارس مازال يا مولاى كما خلقتنى.. يا خسارتك يا مصر!! زمان قبل ستين وسبعين عاما كانت مصر هى قبلة التعليم فى المنطقة العربية لمن يريد أن يضمن تعليما محترما لأولاده، فكنت تجد معظم الإخوة العرب يرسلون أبناءهم للدراسة فى مدارسنا وجامعاتنا.. ولهذا كان من الطبيعى فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى أن تجد شباب الأسر المصرية يقومون بالهجرة إلى الخارج ويحققون نجاحا باهرا فى الدول التى هاجروا إليها..
 أنا شخصيا أنتمى لعائلة كلها عباقرة (أيوه يا سيدى ما يغركش منظرى).. ومعظم أعمامى بعد أن أتموا دراساتهم العليا بالخارج تمسكت بهم جهات عملهم هناك ولم تفرط فيهم إلى الآن رغم بلوغهم سن المعاش منذ فترة.. ومش عارفة يا أخى رغم أن العرق يمد لسابع جد، والعرق دساس، وكل هذه الأمثلة التى تؤيد علم الوراثة إلا أن الحكاية جت لغاية عندى ومشيت بالعكس،

 فأنا أذكر فيما أذكر أننى كنت خايبة جدا فى الحساب، وكان لما حد يسألنى اتنين واتنين كام كنت أعيط.. وكان بابا غاوى ينكد علىّ ويذاكر لى الحساب بالذات رغم علمه أن تلك المادة تفسد العلاقات بينى وبينه.. وكان يا محترم دايما يسألنى سؤال واحد مفيش غيره وهو: الورقة بعشرة قروش فيها كام قرش؟ وكنت أعجز عن الإجابة وكنت أتنح.. فإذا بالشبشب على الفور يرتفع فى ثوان، وبابا ده طول عمره من جميع الأسلحة لم يكن يحب غير الشباشب، ماتفهمش ليه!.. والغريب أنه كان دائما يكرر هذا السؤال وكنت دائما أكرر هذا التتنيح!! وبعد العلقة كنت دائما أسأل نفسى: لما هو عارف إنى مش باعرف أجاوب على هذا السؤال بالذات طب بيسأله كل شويه ليه؟ ده إيه التلاكيك دى!!..

 الحمد لله إنهم لغوا ورقة العشرة قروش اللعينة، ده من دعايا عليها.. أما بقى إذا تحدثنا فى العموم فستجد أن الدكتور زويل والدكتور مصطفى السيد والدكتور مجدى يعقوب وكثيرين غيرهم وهم نتاج تعليم زمان الذهبى، ستجدهم وقد تلقفتهم الجامعات بالخارج وسخرت لهم جميع الظروف لينبغوا.. وتأكد عزيزى القارئ أن هؤلاء النوابغ إذا فكروا مجرد تفكير فى ترك مواقعهم الحالية بالخارج فستبادر تلك الجامعات فورا ببذل شتى الإغراءات لضمان بقائهم معها...
 أما أنا بقى ولأننى مازلت إذا سألنى أحد اتنين واتنين كام لسه بأعيط ومازلت أحتاج أن أركز قليلا قبل أن أجيبك الورقة بعشرة قروش فيها كام قرش، فلذلك إذا فكرت مثلا أقول لـ«المصرى اليوم» إننى سأتركهم، فكرك حضرتك هيشبطوا فيا كما تشبط تلك الجامعات العالمية فى نوابغها؟ أبدا وحياتك!
 فعلى الفور سوف تنطلق الزغاريد فى مقر الجريدة وستدق الطبول احتفالا برحيلى وهيغسلوا الأرضيات بعرق حلاوة حتى لا تعود النفاثات فى العقد، كما سيصرف لجميع العاملين خمسين شهراً مكافأة ثم ستقام ليلة سمر ولا ألف ليلة وليلة يحييها سيرك الحلو ودنانير التى ستغنى عن العشاق إلى أن يأتى أبوالوفا أبوالوفا..

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع